منظور عالمي قصص إنسانية

المفوض السامي الجديد لحقوق الإنسان يلقي كلمته الأولى في جنيف

المفوض السامي الجديد لحقوق الإنسان يلقي كلمته الأولى في جنيف

تنزيل

بدأ مجلس حقوق الإنسان اليوم، أعمال دورته السابعة والعشرين بكلمة المفوض السامي الجديد لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، الذي تطرق في كلمته المطولة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل تصاعد الصراعات هناك.

التفاصيل في التقرير التالي:

سلط المفوض السامي الجديد لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين في كلمته الأولى أمام مجلس حقوق الإنسان ، على الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تصاعد العنف هناك بشكل كبير.

وتطرق المفوض السامي إلى الفكر التكفيري الذي تسبب في أعمال وحشية تعرض لها المسلمون والمسيحيون واليهود في كل من نيجيريا وأفغانستان وباكستان واليمن وكينيا والصومال ومالي وليبيا وسوريا والعراق وجميع أنحاء العالم، وذلك لأن أصحاب هذا الفكر يرون أن الضحايا يختلفون معهم في الرأي.

وشدد زيد رعد الحسين في افتتاح أعمال الدورة السابعة والعشرين التي تتواصل حتى السادس والعشرين من أيلول سبتمبر، على أن الأولوية الفورية والعاجلة من المجتمع الدولي يجب أن تكون لوقف الصراعات المتزايدة والمترابطة في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن محاولات جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش، لحكم أجزاء من العراق والشام هي إهانة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان. وقال:

"التكفيريون الذين قتلوا مؤخرا جيمس فولي والمئات غيره من الضحايا العزل في العراق وسوريا، هل يعتقدون أنهم يتصرفون بشجاعة؟ ذبح الأسرى بوحشية !ما هي الفضيلة التي يبرهنون عنها بالضبط؟ إنهم يكشفون فقط عن سمات الدولة التكفيرية، إن كانت لهذه الحركة أن تحكم في المستقبل. ستكون بيتا من دم قاس، متعسف، حيث لن يعط ظل أو مأوى لأي من غير التكفيريين في وسطهم."

وأشار السيد زيد إلى الوضع المتفاقم في سوريا، حيث فر نصف الشعب السوري من منازلهم وقال:

هؤلاء الجرحى واليتامى، ومن هم في عداد المفقودين أو المحتجزين، والنازحون، والذين يعانون من سوء التغذية والحرمان من الرعاية الصحية والخدمات الحيوية الأخرى يضيفون إلى التكلفة البشرية التي لا تحصى من هذا الصراع. إن أحدث تقرير صادر عن اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الجمهورية العربية السورية يجلب أدلة جديدة على أن هذه الحضارة القديمة قد حُولت إلى مسلخ، حيث يتم تعذيب الأطفال أمام آبائهم أو يتم إعدامهم في الأماكن العامة، وسط القتل الوحشي والتدمير."

كما دعا زيد بن رعد إلى وضع حد للحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ سبع سنوات، وإلى المساءلة الفعالة للتجاوزات التي ترتكبها جميع الأطراف، وقال:

" إن الأجيال الحالية والمستقبلية من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، لها الحق في العيش حياة طبيعية بكرامة، دون صراع وحصار، في الواقع دون طائفة واسعة من انتهاكات يومية لحقوق الإنسان ناجمة عن الاحتلال العسكري والمستوطنات غير القانونية، والاستخدام المفرط للقوة، وهدم المنازل، والجدار الذي لا يزال يتم بناؤه في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة."

ولم يخل خطاب المفوض السامي من الحديث عن الوضع في جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وما يحدث في جمهورية أفريقيا الوسطى، فضلا عن الوضع في أوكرانيا.

وفيما يتعلق بليبيا، قال المفوض السامي إن الوضع تدهور هناك بشكل سريع وهو يمثل تهديدا متناميا للأمن الإقليمي، وحث الأطراف المشاركة في هذه الأعمال العدائية على وقف جميع انتهاكات القانون الدولي وإنهاء القتال، وقال:

"العديد من الجماعات المسلحة تقصف عشوائيا المناطق المكتظة بالسكان من خلال استخدام المدفعية الثقيلة وحتى الطائرات مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين بمن فيهم الأطفال. الظروف المعيشية للمدنيين في طرابلس وبنغازي تدهورت باطراد، حيث تناقص الغذاء والوقود والكهرباء وتضرر ت المرافق الصحية جراء وتيرة العنف، وتصاعدت الجرائم العامة."

وشدد المفوض السامي على ضرورة ضمان  المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم الدولية الأخرى، مشيرا إلى أن الإفلات من العقاب يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الصراعات والانتهاكات ويعزز لدى الاشخاص الرغبة في الانتقام.

يشار إلى أن الأمير زيد بن رعد بن الحسين كان يعمل سفيرا للمملكة الأردنية الهاشمية لدى الأمم المتحدة بنيويورك قبل أن يتولى منصب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان خلفا لنافي بيلاي، وهو أول عربي مسلم يتولى أعلى منصب أممي معني بحقوق الإنسان في العالم.

مصدر الصورة