منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحذر من آثار فرض تدابير غير مبررة بسبب المخاوف من الإيبولا

الأمم المتحدة تحذر من آثار فرض تدابير غير مبررة بسبب المخاوف من الإيبولا

تنزيل

حذر مسئولو الأمم المتحدة من آثار نشر معلومات غير دقيقة حول مرض الإيبولا، وفرض تدابير غير مبررة بسبب مخاوف لا تقوم على أسس علمية.

وفي اجتماع حضرته الدول الأعضاء مع مسئولي المنظمة الدولية المعنيين وصف المرض بأنه أحد أكبر التحديات الصحية التي تواجهها الأمم المتحدة.

التفاصيل في التقرير التالي.

قال يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة إن تفشي مرض الإيبولا في غرب أفريقيا أمر خطير ومثير للقلق البالغ وإن الأنظمة الصحية في الدول المتضررة تواجه أعباء كبيرة بسبب تعقيد ونطاق المشكلة.

وفي اجتماع مع الدول الأعضاء حول الإيبولا قال إلياسون:

"إن تفشي المرض يعد أكبر من أن يكون أزمة صحية، فقد خلف عواقب غير متناسبة بالفعل على الاقتصاديات وأثر على الحياة اليومية والنسيج الاجتماعي للأسر والمجتمعات. ويقوم عامل الخوف بدور قوي في هذه الأزمة. وأنا أشجع الدول الأعضاء وقطاع الأعمال والأفراد باتخاذ قرارات بناء على الدليل العلمي لا الخوف. إن التضليل بشأن الإيبولا لن يؤدي سوى إلى تفاقم الوضع الصعب الهش في الدول المتضررة وخارجها."

تتضرر أربع دول في غرب أفريقيا بمرض الإيبولا وهي غينيا وليبريا وسيراليون ونيجيريا حيث لقي أكثر من ألف وخمسمائة شخص مصرعهم نتيجة الإصابة بالمرض.

إلا أن الدول الثلاث الأولى هي الأكثر تضررا، مع ظهور حالات في نيجيريا تعود بشكل رئيسي إلى قدوم مصابين من ليبيريا.

ومع الاستجابات القوية من الدول والمنظمات ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني، دعا يان إلياسون إلى فعل المزيد وبشكل عاجل.

وأشاد إلياسون بشكل خاص بجهود منظمة أطباء بلا حدود لاستجابتها القوية والعاجلة لانتشار المرض.

وقال يان إلياسون إن تفشي الإيبولا يعد أحد أخطر التحديات الصحية التي تواجهها الأمم المتحدة.

"إن الواقع على الأرض لا يختلف عما تخلفه الكوارث الطبيعية والصراع واسع النطاق، وإن كان يعد أحيانا أكثر صعوبة ويخلف عواقب أصعب في عدة مجالات بالمجتمع. على مستوى الدول، تم القيام بعمل هائل من قبل بعثات الأمم المتحدة وعمليات حفظ السلام وفرق الأمم المتحدة القطرية ولكننا لا يمكننا القيام بتلك الجهود وحدنا."

واتفقت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان مع السيد إلياسون في تقييم خطر الإيبولا.

"إن تفشي مرض الإيبولا هذه المرة هو الأكبر والأكثر حدة وتعقيدا في تاريخ هذا المرض الذي ظهر قبل نحو أربعين عاما ."

وتحدثت تشان عن الدول الأكثر تضررا وظهور المرض في بلدان أخرى مثل السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقالت في كلمتها أمام الدول الأعضاء.

"يصنف الإيبولا الآن بأنه مرض أفريقي، ولكن هذا التصنيف ظالم وغير مبرر. إن مستويات الخوف والقلق مرتفعة بأنحاء العالم بسبب حدة المرض كما أن هناك سوء فهم كبير. قد يكون الخوف مفهوما ولكنه غالبا غير مبرر في بعض الحالات. إن تطبيق تدابير لا تتناسب مع المخاطر يعني أن الدول الثلاث الأكثر تضررا أصبحت منعزلة ومهمشة، وهذا يقوض الاستجابة السريعة فلا نستطيع مع شركائنا إيفاد خبرائنا عبر الجو للمساعدة."

وشدد نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون على الحاجة إلى توفير استراتيجيات وشراكات وقدرات فعالة لمحاربة مرض الإيبولا.

وقد أنشأ الأمين العام آلية منظومة الأمم المتحدة لتنسيق الاستجابة لمرض فيروس الإيبولا من أجل ضمان تقديم دعم متكامل للدول المتضررة والمساعدة في منع الانتشار إلى الدول الأخرى.

وستسترشد تلك الآلية بقيادة منظمة الصحة العالمية وخارطة الطريق التي وضعتها لمحاربة المرض، كما سيعمل الدكتور ديفيد نابارو منسق منظومة الأمم المتحدة المعني بالإيبولا لضمان فعالية استجابة المنظومة ككل.

مصدر الصورة