منظور عالمي قصص إنسانية

نيجيريا: مأساة فتيات شيبوك مزدوجة

نيجيريا: مأساة فتيات شيبوك مزدوجة

تنزيل

صرحت رئيسة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في نيجيريا، راتيدْزا ندلوفو، أن معاناة بعض فتيات شيبوك اللواتي تمكنّ من الفرار لم تتوقف بعد هربوهن من الأسر.

المزيد في التقرير التالي..

ذكرت مسؤولة أممية أن بعض فتيات شيبوك بنيجيريا اللواتي فررن من جماعة بوكو حرام المسلحة، تعرضن للاغتصاب في طريقهن إلى المنزل، مما يجعلها "مأساة مزدوجة" لتلك الطالبات الصغيرات.

وأوضحت رئيسة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في نيجيريا، راتيدْزا ندلوفو، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك أن حوالي ستين فتاة من اللواتي تمكنّ من الهرب التقين ب"بعض الرجال الوحيدين" في طريقهن إلى المنزل، وتعرضنّ مجددا للعنف الجنسي:

"بعض الفتيات اللواتي هربن، فتيات شيبوك Chibok، تعرضن للاغتصاب فعلا فيما كنّ يهربن من المتمردين. التقين ببعض الرجال الوحيدين الذين اغتصبوهن وألقوا بهن جانبا. إذا، إنها مأساة مزدوجة. إنها حقا قصة حزينة."

وكان قد تم اختطاف أكثر من 200 تلميذة من قبل مسلحي بوكو حرام في مدرسة في شيبوك في 14 من نيسان/أبريل. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة النيجيرية والصرخات الدولية، لا تزال معظم هؤلاء الفتيات مفقودات.

ندلوفو أطلعت الصحفيين حول جهود الصندوق في توفير الخدمات الصحية والإنجابية و"مجموعات الكرامة" للشابات العائدات بما في ذلك الفوط الصحية. وأشارت إلى أن معظم العيادات الصحية في ولاية بورنو والمناطق الأخرى المتضررة من تمرد جماعة بوكو حرام قد أغلقت أبوابها، في حين فرّ عاملو الرعاية الصحية من العنف:

"نقدم خدمات الصحة الإنجابية الجنسية من خلال توفير معدات للإسعافات التي تتضمن مستلزمات الولادة، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم العيادات أو المراكز الصحية قد أغلقت. لذلك، نحن بحاجة لهذه المجموعات للولادات المنزلية، ولاستخدامها في العدد القليل المتبقي من المراكز الصحية."

وأكدت المسؤولة الأممية أن الصندوق يعمل ما في وسعه  لمساعدة الضحايا ومجتمعاتهن المحلية على التكيف مع آثار العنف. وقالت:

"نحن نقدم المرونة سواء على المستوى الفردي، وكذلك على مستوى المجتمعات لِتتحلى بالصمود في مواجهة وضع صعب للغاية."

وأشارت ندلوفو أيضا إلى أهمية تثقيف الفتيات والنساء في مجتمعاتهن حول تنظيم الأسرة والتوقيت الصحي للحمل، قائلة إنه  قد لا يكون الوقت مناسبا للحمل بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي يعشن في المناطق المتضررة من العنف.

وقالت أيضا إن معظم الفتيات لم يردن العودة إلى المدرسة في البداية خوفا من اختطافهن مرة أخرى ولكن لوحظ أنه بعد حضورهن برامج العيادة النفسية والاجتماعية التي يوفرها الصندوق، أنهن "على استعداد الآن للذهاب إلى المدرسة".  

وتطرقت ممثلة الصندوق إلى النزوح الناجم عن أفعال بوكو حرام، مشيرة إلى عزوف بعض أفراد المجتمع عن اللجوء إلى مخيمات النازحين. وأوضحت قائلة:

"ما نواجهه من حيث النازحين هو أن بعضهم لا يحبون الذهاب إلى المخيمات، لأنها محفوفة بالمخاطر بالنسبة لهم، لأن المسلحين يفضلون المجموعات الكبيرة. لذلك فالناس لا يريدون التجمع. ويفضلون العيش مع المجتمعات المضيفة، الأمر الذي يضع أيضا ضغطا على بعض العائلات."

هذا وأشارت راتيدْزا ندلوفو إلى أنه نتيجة لنشاط الجماعات الإسلامية المتطرفة، فإن معظم من تبقى من السكان في منطقة شيبوك هم من النساء والفتيات حيث أجبر معظم الفتيان والرجال على الانضمام إلى الجماعة المتمردة أو الفرار. 

مصدر الصورة