منظور عالمي قصص إنسانية

النساء في الصين يتبوأن مراكز قيادية

النساء في الصين يتبوأن مراكز قيادية

تنزيل

عبر الريف الصيني، بدأت المرأة تخرج أكثر فأكثر عن أدوارها التقليدية لتضطلع بمراكز قيادية. فبدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية، أطلق مشروع تجريبي لزيادة عدد النساء- القادة في قرية شي تشينغ النائية وتشجيعهن على تشكيل مستقبل جديد لبلدهن. المزيد في التقرير التالي.

إنه مشهدٌ نموذجي هنا في الريف الصيني - النساء يعملنَ في حقل ويُعددن وجبات الطعام لعائلاتهن. ولكن من النادر أن تجدَ بونغ وايلنغ وعُمرُها 41 عاما في مطبخها، إذ ليس لديها وقتٌ للقيام بالأعمال المنزلية.

فَبونغ مشغولةٌ في دور مختلف جدا، فهي أمينةُ حزب في قريتها. وقد انتخبت قبل أربع سنوات  وهذه هي المرةُ الأولى التي تصلُ فيها امرأةٌ في مدينتها إلى مثل هذا المنصب القيادي.

"بعدَ حُصولي على المنصبِ، كان علي أن أكونَ مسؤولةً، وأن أُفهمَ الناسَ بأنني جيدةٌ كأي رجل آخر."

قصةُ نجاحِ بونغ هي أيضا قصةُ نضال الكثير من النساء لتأمين مواقع في السلطة – وهي حكايةٌ مشتركةٌ في معظم أنحاء الريف الصيني حيث ليس للنساء عادة دورٌ في شؤون مجتمعهن، وحيث إن أكثرَ من 75٪ من المسؤولين هم من الرجال. ولكنَّ كلَّ ذلك يتغيرُ ببطء، حيثُ ينالُ عددٌ أكبرُ من النساء مثل بونغ مناصبَ قيادية ويستخدمنَ أصواتهنَّ لتشكيل مستقبل جديد للصين.

في قرية بونغ، تشينغ شي، الواقعةُ في شمال شرق الصين، المناخُ قاسٍ ويجعل الحياةَ صعبةً للغاية على الأسر المزارعة التي تخدمها. وهي تنفقُ معظمَ وقتها في الدفاع عن مصالحهم.

"بصفتي مسؤولةً، فإن مسؤولياتي الرئيسية هي رعايةُ شؤون القرية، والتواصلُ مع مستويات أعلى من الحكومة، ووضعُ سياسات لتحسين البنية التحتية في القرية والمساهمةُ في تطوير اقتصاد المجتمع."

ولكن بونغ تقولُ إن واحدةً من أهم مسؤولياتها تتمثلُ في حلِّ المنازعاتِ، وغالبا ما تكونُ حول قضايا ملكية الأراضي والحدود.

"الأرضُ هي شريانُ حياةِ الريفْ."

ولكي تساعد في الحفاظ على السلام في مجتمعها، فإن لها وجودا دائما في مكتب الأراضي بالمقاطعة. جين كاوفو هو عُمدةُ القرية ويعمل بشكل وثيق مع بونغ.

"نشبَ نزاعٌ استمر عامين بين عائلتين في القرية على حدود حقليهما، ولم تتمكن الشرطةُ المحلية ولا المحكمةُ من حل النزاع، ولكن الأمينة بونغ ولجنة القرية تمكنتا من إيجاد حل سلمي لسنوات من المظالم ".

الجهودُ جاريةٌ عبر الريف الصيني لإشراك مزيد من النساء في صياغة السياسة وإحداث تغيير. وتم إطلاقُ مشروع تجريبي لزيادة عدد القياديات في قرية بونغ بدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية. ميكيكو سوانيشي، نائبة الرئيس التنفيذي للصندوق، تقول إن الخطوةَ الأولى هي تدريبُ القياديات المحتملات في جميعِ قرى البلاد على ترشيح أنفسهن. ويجري تعليمهنَّ القيادة الحيوية، والإدارة، ومهارات صنع القرار. ولكن تغييرَ مواقفِ الرجال هو أمرٌ حيويٌ أيضا، كما تقول.

"المشروعُ يُثقِّفُ أيضا ويغيرُ نظرةَ الرجال حتى يمكنَ للرجالِ أن يساعدوا ويدعموا النساءَ لرفع أصواتهن وللتعبير عن حقوقهن."

ولكن في ما تأمل بونغ أن يكونَ بشارةَ عصر جديد في الريف الصيني، فإنها لم تعد لا هي ولا زوجُها ولا ابنُها يقبلون بغير هذا.

"في البداية، قال رجالُ القرية إنني مثلُ امرأةٍ. كنت أعتني بالدجاج والبط وأقومُ بالأعمال المنزلية الأخرى. ولكنني قبلتُ بهذا من أجل ما تعملهُ بونغ وايلنغ. أتمنى لها أن تقوم بعمل جيد، وهذا يكفيني."

كما أنه يكفي ابنها، الذي يعطيها فخرُهُ بمنصبها الأملَ في الجيل القادم من القياديات.

"أحيانا عندما أسمعُ الناسَ يشكرونَ أمي من أعماق قلوبهم على مساعدتها لهم، أشعرُ بسعادة غامرة. ورغم أنها لا تستطيعُ أن تنفقَ وقتا طويلا مع ابنها أو زوجها، فإنها يمكن أن تساعدَ الآخرين على العيش بشكل جيد

مصدر الصورة