منظور عالمي قصص إنسانية

كرة القدم: علاج اجتماعي للعنف

كرة القدم: علاج اجتماعي للعنف

تنزيل

بعد الانقسام الذي ساد لسنوات بسبب الحرب والصراعات في منطقة البحيرات العظمى، اجتمع شباب من بلدان أفريقية حول الشيء الذي يعشقونه وهو كرة القدم. في التقرير التالي نتناول فيلما تسجيليا عن "التهديف من أجل السلام" يتحدث عن القوة العلاجية للعبة، من خلال قصص رياضيين أفارقة هواة وهم إسماعيل وأوكيلو وسفاري، كما يرصد من خلالهم، آفاق الأمل والمصالحة بين المجتمعات المنقسمة

شهدت منطقة البحيرات العظمى واحدا من الصراعات العنيفة حيث كان يتم تجنيد الأطفال إجباريا للقتال فيها فضلا عن الفظائع الأخرى، مما جعل من السلام القائم حاليا هشا، كما لا يزال الكثير من المقاتلين السابقين يجدون صعوبة في تقبل مجتمعاتهم لهم مجددا.

مسابقة كأس السلام في البحيرات العظمى، بطولة تقام لأول مرة على الإطلاق وتنظمها إدارة أفريقيا لدى مجموعة البنك الدولي، وتهدف هذه البطولة لتقريب شباب دول منطقة البحيرات العظمى، التي عاشت طوال سنوات صراعات طويلة وحروبا أهلية وكانت الرياضة أفضل أداة لتضميد جراح هذه النزاعات و دمج الأطفال، الذين جندوا من الجماعات المسلحة في الحياة المجتمعية من جديد.

أوكيلو، لاعب خط الوسط فريق أوغندا( غير مقاتل)، ومشارك في مسابقة كأس السلام:

"بدأت لعب كرة القدم منذ طفولتي، ولهذا فإذا لعبت وجاء أحد الأصدقاء فإننا نلعب معا. ويبقى هذا صديقي إلى الأبد."

على مدار ستة أشهر تنافس خمسمائة لاعب يتألفون من أفراد المجتمع ومقاتلين سابقين من بوروندي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ورواندا، وأوغندا ممن نمت لديهم الثقة ولعبوا إلى جانب بعضهم البعض كنظراء، في بطولات وطنية لكرة القدم.

وسيلعب الفريق الفائز من كل من البلدان الأربعة في كمبالا بأوغندا للفوز بأول بطولة لكأس السلام في البحيرات العظمى.

سفاري حارس مرمى فريق رواندا، ومقاتل سابق يقول:

"كما تعلم فإنهما عالمان مختلفان: من قاتل مع القوات المسلحة ومن بقي ضمن المدنيين. ولذا فإذا مزجت بين العالمين فإن الجميع سيستفيد."

انضم مقاتلون سابقون إلى مجتمعاتهم للاحتفال بالسلام بلعب كرة القدم، مثل إسماعيل، كابتن فريق بوروندي، وهو مقاتل سابق:

" حين عدنا إلى أوطاننا استغرب بعض الأشخاص حين شاهدونا نلعب كرة القدم، فقد كانوا يعتقدون أننا لا نستطيع فعل شيء سوى القتل."

تقول مارثا لافيردي، خبيرة التعليم لدى البنك الدولي، إن كرة القدم تعد رياضة تجمع بين الناس، وتحيي المشاعر، رياضة تجذب وتحشد وتقتضي التفاعل، وهو السبب في أنها تتمتع بمزايا هائلة لاستخدامها كأداة تغرس في الشباب والأطفال المهارات التي تساعدهم على حل الصراعات بالطرق السلمية.

وحذرت لافردي من أن الحقيقة مع هذا ليست بهذه البساطة. وقالت، ليس اللعب من أجل اللعب في حد ذاته. يجب أن تكون هناك غاية، وهذا هو ما يدفع العديد من المنظمات في العالم إلى استخدام كرة القدم كوسيلة لتنمية ثقافة السلام.

وفي هذا الصدد قال اوكيلو:

"حين نذهب إلى كمبالا سنقابل أصدقاء من البلدان الأخرى. وسنتحدث معا عن عدم الذهاب للقتال مطلقا مرة أخرى."

من أقوال نيلسون مانديلا، " للرياضة القدرة على تغيير العالم، فهي تستطيع توحيد البشر بطريقة يعجز عنها أي شيء آخر"

وهذا ما يثبته اوكيلو بقوله:

" لا أعلم مدى استعداد الفرق الأخرى لكنني أعرف أن فريقي مستعد. سأذهب وأواجههم لكن في كرة القدم فقط، وليس في القتال."

يشار إلى أن الفيلم عرض لأول مرة بمقر البنك الدولي في واشنطن ثم توالت العديد من العروض التي شهدت حضورا جيدا. فهو لا يقل جاذبية وإثارة ومتعة عن كأس العالم.

مصدر الصورة