أكد منتدى الشباب الذي عقد بمقر الأمم المتحدة تحت شعار "لغات كثيرة وعالم واحد" على أهمية دور التعددية اللغوية في عصر العولمة. وتحدث عشرات الطلاب، خلال المنتدى، باللغات الرسمية الست للأمم المتحدة عن أهمية مبدأ المواطنة العالمية والتقارب بين الثقافات.

التفاصيل في التقرير التالي.

"اليوم لدينا فرصة للاحتفال بقوة اللغات في ربطنا ببعض ومد الجسور، وإثراء فهمنا للتجربة البشرية."

بيتر لونسكي تيفيتال وكيل الأمين العام لشئون الإعلام افتتح منتدى للشباب بمقر المنظمة الدولية للتأكيد على أهمية التعددية اللغوية في العالم المعاصر وتكريم الفائزين بمسابقة "لغات كثيرة وعالم واحد" التي دعت الطلبة من أنحاء العالم إلى كتابة مقال عن المواطنة العالمية بإحدى اللغات الست الرسمية للأمم المتحدة شريطة ألا تكون باللغة الأم للمتسابق.

"تلقينا أكثر من أربعة آلاف مقال من أنحاء العالم في هذه المسابقة كتبت بلغة من اللغات الست الرسمية للأمم المتحدة من طلاب ينتمون لمائة وثمان وعشرين دولة. كان التحدي هائلا لاختيار أفضل عشرة من كل لغة."

جاء الفائزون الستون إلى نيويورك في زيارة استغرقت عدة أيام قاموا خلالها بوضع خطط عمل حول مبادئ الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة.

وقدم الطلاب تلك الخطط في منتدى الشباب بقاعة الجمعية العامة وكانت منهم الشابة الأميركية أماندا.

"ليست لدينا فرصة للحصول على المواطنة العالمية بدون تعلم اللغات. من أجل أن نكون مواطنين عالميين على مستوى عال من الوعي يجب على كل فرد منا أن يقوم بعدد من الخطوات الأساسية، الأولى هي تعلم اللغات. وللأسف الشديد يوجد هناك نقص تعليمي واضح في أميركا حيث إن عددا صغيرا منا يستطيع تحدث لغة أخرى غير لغته الأم."

وأضافت أماندا أن تحقيق المواطنة العالمية ممكن عبر التعددية اللغوية والوعي الثقافي.

وشدد وكيل الأمين العام لشئون الإعلام بيتر لونسكي تيفينتال على أهمية مساهمات الشباب في تشكيل مستقبل مختلف.

"إن أباءكم ومدرسيكم يستحقون منا كل التقدير لأنهم أعدوا مفكرين مهرة قادرين على تفهم التحديات التي تنتظرهم، والأهم من ذلك وضع الحلول لتلك التحديات. إن قراءة مقالاتكم والتعرف على مقترحاتكم لمبادرة الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة وتحدثي معكم كل ذلك يؤكد عدم وجود أي مشروع أكثر عائدا من دعمكم وإرشادكم. أنتم الشباب حاضرنا ومستقبلنا. إنكم تجلبون طاقة خلاقة وأفكارا جديدة ونهجا مختلفا يجعل من تغيير الغد أمرا ممكنا."

ومن الهند تحدث فرحان أنصاري وقال إن الثقافات لا تزدهر إلا باتصالها مع ثقافات أخرى، وشدد الطالب الفائز في المسابقة على أهمية تعلم اللغات لتعزيز الحوار الثقافي:

"قبل كل شيء دعوني أقول إن المواطنة العالمية هي أمر لابد منه وخاصة في عصر العولمة الذي أصبح العالم فيه مثل قرية صغيرة، فالناس كلهم في هذا الكون مسئولون عن جعل العالم مكانا أفضل لنا وللأجيال المتعاقبة."

تزامن عقد منتدى الشباب مع بداية انطلاق الاحتفال بالذكرى السبعين لميثاق الأمم المتحدة، الذي وقع في السادس والعشرين من يونيو عام 1945 في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية ليؤدي إلى إنشاء الأمم المتحدة في الرابع والعشرين من أكتوبر في العام نفسه.