منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات الأمم المتحدة تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة

وكالات الأمم المتحدة تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة

تنزيل

أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية تقريره السنوي عن الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، حذر فيه من تدهور تلك الأوضاع خلال عام 2013.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

أجمعت منظمات الأمم المتحدة العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة على انه بالرغم من أن العام 2013 كان الأكثر هدوءا على جبهة الصراع بين غزة وإسرائيل إلا أنه شهد التدهور الأكبر في الأوضاع الإنسانية والحياتية منذ عدة سنوات.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لإطلاق التقرير السنوي للأوضاع الإنسانية في  الأرض الفلسطينية المحتلة لعام 2013 والذي شاركت في إعداده كافة المنظمات العاملة في فلسطين.

منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة "جيمس راولي" حذر من التدهور الخطير في الأوضاع المعيشية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية ..وقال إن عام 2013 شهد التدهور الأكبر في الأوضاع الحياتية في قطاع غزة منذ عقود.

"كان عام 2013 صعبا جدا على سكان غزة، وكان الأمر متناقضا فمن ناحية تراجع مستوى الأعمال العدائية منذ أكثر من عقد من الزمن إلا أن الوضع تدهور. ونأسف بشدة لهذا الأمر فيجب ألا يستمر الوضع على ما هو عليه، فهناك أشياء يمكن عملها لتحسين الأوضاع لسكان غزة."

وطالب المسئول الأممي إسرائيل بفتح المعابر الشرعية والسماح بحركة الأفراد والبضائع لإحداث تنمية حقيقية في قطاع غزة

"نود أن نرى ازدهارا في الاقتصاد الفلسطيني مثلما حدث في التسعينيات، وأول خطوة على هذا المسار هي فتح المعابر بين غزة وإسرائيل، كما من الممكن السماح للصيادين بالصيد بشكل أكبر أي توسيع نطاق الصيد وخاصة مع دخول موسم اصطياد السردين، والسماح للمزارعين بممارسة مزيد من الأنشطة الزراعية والوصول إلى أراضيهم القريبة من الحاجز."

وتوجه راولي للمجتمع الدولي بنداء لتقديم 390 مليون دولار لمواجهة الأوضاع الاقتصادية السيئة والاحتياجات الإنسانية الطارئة في الضفة الغربية وقطاع غزة مشيرا إلى أن عدد الذين يحتاجون إلى المساعدات المباشرة ارتفع إلى مليون وتسعمائة ألف فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وناشد راولي جمهورية مصر العربية فتح معبر رفح لعبور الأفراد والبضائع والمساعدات الطبية

"يمكن لحكومة مصر فعل المزيد، أولا نحن نقر بالاحتياجات الأمنية المشروعة للحكومة المصرية، إلا أننا نناشدها استئناف عمل معبر رفح بالمستوى الذي كان عليه قبل عشرة أو تسعة أشهر ماضية في يونيو عام 2013 للسماح للناس بالعبور ودخول الإمدادات الطبية إلى غزة."

من جانبه أكد سكوت أندرسون، نائب مدير عمليات الأنروا في غزة أن وكالة الغوث لا تقلص مساعداتها لقطاع غزة وأن عدد من يتسلمون المواد الغذائية اليوم يزيد عن 800 ألف لاجئ فلسطيني ولكن عام 2013 شهد تدهورا حادا في الأوضاع الحياتية بسبب منع دخول مواد البناء والذي هو عصب الاقتصاد.

"رأينا ارتفاعا في نسبة البطالة في قطاع غزة ، حيث وصلت نسبة البطالة في غزة إلى 38.5% وما يزيد عن 41 في المائة في صفوف اللاجئين، رأينا ارتفاعا في نسبة انعدام الأمن الغذائي بحيث إن عدد الذين هم بحاجة إلى مساعدات غذائية من اللاجئين يزيد عن 800 ألف، وفيما يخص الإناث من اللاجئين هذا الرقم يزيد عن 80 في المائة، أيضا كان هناك تراجع سلبي في التعليم، ما أعنيه أنه كلما زاد مستوى التعليم كلما كان هناك عدد أكبر من الذين يحصلون على تعليم ولهم فرص أقل في التشغيل"

وتحدث خلال المؤتمر ممثل منظمة الغذاء العالمي في الأراضي الفلسطينية بابلو ريكالدي، حيث أكد على خطورة الأوضاع في قطاع غزة وارتفاع نسبة انعدام الأمن الغذائي ..مشددا على ضرورة التزام  المجتمع الدولي بتقديم مساعداته للشعب الفلسطيني.

"كان هناك مسح للفقر قمنا بإجرائه بالتعاون مع مركز الإحصاء الفلسطيني وكانت النتائج مؤلمة جدا حيث إن عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي ارتفع خلال العام 2012 – 2013 من 1.3 مليون إلى 1.6 مليون فلسطيني وفي غزة تحديدا ارتفعت نسبة انعدام الأمن الغذائي من 44 في المائة إلى 57 في المائة.. وهذا يعني أن الوضع يتدهور ويجب التدخل لتوفير شبكة ضمان اجتماعي لهؤلاء الذين هم بحاجة لذلك"

منظمات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية تواصل مساعيها وضغوطها لتركيز الانتباه والاهتمام الدولي على ما يحدث في قطا ع غزة والضفة الغربية وازدياد الاحتياجات الإنسانية في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والحواجز والإغلاقات المتكررة.