منظور عالمي قصص إنسانية

نساء عربيات في مواقع بارزة، في إذاعات محلية وعالمية

نساء عربيات في مواقع بارزة، في إذاعات محلية وعالمية

تنزيل

مستمعينا الأعزاء أهلا ومرحبا بكم في هذا البرنامج الخاص الذي نلقي الضوء فيه على نماذج من إذاعيات عربيات عملن في مجال الصحافة، وكافحن من أجل الوصول إلى مراكز ريادية تعكس قدراتهن على تسلم مناصب قيادية.

إبقوا معنا، التفاصيل ..بعد قليل..

يمثل اليوم العالمي للإذاعة اعترافا بالدور الفريد لهذه الوسيلة الإعلامية ذات الجمهور الأوسع على نطاق العالم وبما تتركه من آثار.

وبمناسبة الاحتفال بذلك اليوم هذا العام، أكد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة أهمية تسليط الضوء على ضرورة أن يقوم مذيعو الإذاعات في كل مكان بإعلاء صوت المرأة وتعزيز دورها في منظمات البث الإذاعي، مشيرا في رسالته بهذه المناسبة إلى أن

كثيرا ما تكون موجات الأثير متخلفة عن الركب عندما يتصل الأمر بالمساواة بين الجنسين، مشددا على أن المرات التي يكون فيها للمرأة صوت مسموع سواء أمام الميكروفون أو خلفه ليست كافية على الإطلاق، شأنها شأن الأخبار والمواد التي تبث عن النساء والفتيات. كما أن النساء لا يشكلن إلا ربع أعضاء مجالس إدارة المؤسسات الإعلامية في العالم.

ومن هنا أرادت إذاعة الأمم المتحدة في هذا البرنامج الخاص إلقاء الضوء على بعض الأسماء النسائية في عالم الإذاعة التي مازالت تشع بنورها ونشاطها...

مستمعينا أهلا بكم،

سنبدأ مع الصحفية المغربية سعاد الطيب التي تدير حاليا إذاعة مونتي كارلو الدولية لنتحدث معها عن جدوى التركيز على المرأة في الإذاعة في اليوم العام للإذاعة:

"من واجبنا كإعلاميين استغلال هذه الفرصة لتسليط الضوء على تمكين المرأة في المؤسسات الإعلامية كصحفية وكمنشطة وأيضا كمسؤولة لأنه مازال هناك نقص كبير وربما حتى إجحاف تعاني منه المرأة في هذه المؤسسات على سبيل المثال هناك دراسة أجراها المجلس الفرنسي الأعلى للسمعي البصري، أظهر أن نسبة النساء في الإذاعات لا تتعدى 35 % كصحفيات في هذه المؤسسات. هناك قانون يعده هذا المجلس سوف يصدر قريبا يجبر المؤسسات الإعلامية على احترام التوازن بين الجنسين. إذا كان هذا هو الوضع في بلد متقدم كفرنسا فما بالكِ بدول العالم الثالث. فجوى هذا اليوم طبعا هو في التوعية بضرورة مواصلة الجهود للتوصل إلى تمثيل عادل للمرأة في الإذاعة كما في باقي المجالات."

وفي نفس الإطار حث أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون محطات الإذاعة على أن تكون أكثر استيعابا وبأن تعترف بالمرأة بنفس قدر اعترافها بالرجل ضمن موظفيها وجمهورها.

سعاد الطيب أشارت إلى أن إذاعة مونتي كارلو حققت، وخلافا للكثير من الإذاعات الأخرى، هذه "المعادلة الصعبة" وهي 50% من الرجال و50% من النساء، أما الهدف التالي الذي تركز عليه المحطة، فتقول مديرة إذاعة مونتي كارلو:

"هدفنا الآن هو أن نصل إلى نفس المعادلة في نسبة المدعويين والمدعوات للتدخل في الإذاعات كخبيرات لأن النساء يتدخلن ولكن ليس كخبيرات. ولايزال لدينا نقص في هذا الأمر وسنقوم على معالجته في الأسابيع والأشهر القادمة."

وتؤكد الطيب على أن المساواة بين الجنسين هي إحدى المحاور الأساسية التي ركزت عليها الإذاعة هذه السنة، وهي تفسح مجالا واسعا في برامجها للمرأة من خلال طرح القضايا التي تهمها في مختلف برامج الإذاعة سياسية منها أو اجتماعية، كما أن برامج يومية "كحياة وناس" و"الصحة المستدامة" تساهم في توعية المستمعين بأهمية التعليم في كل مراحل الحياة.

هذا وتؤكد المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة على أن الإذاعة تمنح صوتاً لمن لا صوت له وتساعد في تثقيف الأميين وتنقذ الأرواح في حالات الكوارث الطبيعية. وإذ تعد الإذاعة قوة داعمة لحرية التعبير والتعددية، فإنها تمثل عنصراً أساسياً لبناء مجتمعات المعرفة الجامعة ولتعزيز الاحترام والتفاهم فيما بين البشر.

ولكن هناك من يقول إن الإذاعة "موضة قديمة" أو آيلة إلى الانقراض خاصة في العصر الرقمي الحديث. فما هو رأي الإذاعية المغربية سعاد الطيب:

"أنا طبعا لا أتفق مع هذا الرأي. بالفعل الكثيرون يتوقعون للإذاعة كوسيلة إعلامية الانقراض. لكن ما يجري حاليا وما تثبته الدراسات هو أن العكس هو ما يحصل لأننا نشهد ولادة جديدة لهذه الوسيلة الإعلامية لأن الهواتف الذكية مثلا لعبت دورا كبيرا في إعطاء هذه الحياة الجديدة للإذاعات، لأنها صارت إذاعة متنقلة يمكن الاستماع إليها في كل مكان، ثم هنالك السيارة طبعا لا زلنا نستمع إلى الإذاعات في السيارة، هناك الإنترنت، ووسائل الإعلام الاجتماعي الجديد."

وتوضح سعاد الطيب أن مونت كارلو إذاعة علمانية عالمية منفتحة على العالم حريصة على مصداقيتها، تتوخي دقة الخبر والتحليل وإفساح المجال لكل الآراء لكي يتمكن المستمع من تكوين رأيه،  وهذه الخاصية هي ما يبحث عنه مستمعوها، إذ تظهر الدراسات أن المحطة تحظى بثقة الناس الذين يثمنون هذا التوازن أيا كانت القضية التي تتناولها، وهذه الثقة تأتي في الوقت الذي تعرف فيه الإذاعات خصوصا في العالم العربي إقبالا متزايدا كوسيلة إعلامية أساسية سواء لتزويد المستمع بالأخبار أو ببرامج ترفيهية مستفيدة من التطورات التقنية التي تسمح بالاستماع للبرامج والأخبار على الهواتف الذكية.

وتعترف السيدة سعاد بأن هناك منافسة حادة بين الإذاعات العالمية والإذاعات المحلية، ولكن لا يعود السبب إلى الوسيلة الإعلامية نفسها بل لأن الإذاعات المحلية قريبة من هموم المستمع. مما يدفع الإذاعات العالمية، تتابع سعاد الطيب، إلى إنتاج برامج عالية الجودة لجذب المستمعين. وعن مستقبل الإذاعة المحلية أو العالمية توضح الطيب:

"لكن مستقبل الإذاعة بالعكس من ذلك، أنا متفائلة جدا بمستقبلها وأعتقد على العكس أنها ستتحول إلى "موضة جديدة"...."

مستمعينا أهلا بكم من جديد،

نتحدث في القسم الثاني من برنامجنا الخاص عن ميسون عودة وهي صحفية فلسطينية أطلقت أول إذاعة تعنى بشؤون النساء في الشرق الأوسط عام 2009.

"نساء إف إم" بدأت كمحطة إذاعية على الوبسيت ومن ثم انطلقت عبر الأثير عام 2010. وكانت السباقة في الشرق الأوسط في هذا المجال وذلك لإدراك ميسون بأهمية أن وجود المرأة في مجال الإذاعة سواء على المستوى المهني أو كمستمعة تتلقى الأخبار التي تهمها:

"في نساء إف إم هنالك مساواة على مستوى المهنة حيث أن الإدارة العامة هي في يد امرأة، إدارة البرامج في يد امرأة وإدارة تحرير الأخبار في يد إمرأة، فالمرأة عنا ليست متلقية للخبر فقط وإنما هي منتجة له أيضا."

وتقول ميسون أن بداية "نساء إف إم" كانت بالتنسيق مع صديق وشريك ورجل أعمال وفاعل خير سويسري، الذي ذكر لها أنه كان هناك إذاعة في أفغانستان للمرأة وأنه يعتقد بأن هذه الفكرة ممكن أن تكون رائدة جدا في فلسطين. وبما أن ميسون كانت تتمتع بخبرة في مجال الإذاعة حيث أطلقت أول إذاعة في اللغة الإنكليزية في الأراضي الفلسطينية عام 2006، فعندما اتصل بي يان وهو مدير مؤسسة "هيومانتي فاونديشن" السويسرية، وعرض عليها فكرة لي إنشاء إذاعة نسائية في فلسطين، وافقت فورا وقالت له:

"قلت له هذه فكرة رائعة لكن دعنا نؤسس هذه الإذاعة ونبرز الدور الإيجابي للمرأة الفلسطينية ومنذ ذلك الحين وأنا مستلمة تماما إدارة برامج الإذاعة. أرى أن المرأة الفلسطينية ليست فقط ضحية، المرأة عامة بالنسبة لي ليست ضحية للسلبيات الموجودة في المجتمع عادة. فرأيت أن هناك سبب هام جدا في فلسطين لأن نبرز الدور الإيجابي للمرأة سواء كانت قيادية، سياسية امرأة تعمل في مجال الاقتصاد أو في مجال الفن أو في أية مجالات أخرى. لذلك نشأت لدي فكرة أن  نستغني عن الصورة النمطية للمرأة الفلسطينية العربية التي دائما يراها الغرب -وحتى بين أنفسنا، نرى أنفسنا أحيانا ضحايا،- فقلت خلينا نبرز الدور الإيجابي للمرأة الفلسطينية ونعمل برامج حول هذه المواضيع، فلتستمع المرأة في المناطق الريفية أو حتى في المدن وفي مناطق أخرى وتأخذ قدوة من هذه المرأة التي نبرز دورها الإيجابي عبر الأثير."

مسيون قالت إن أبرز الصعوبات التي واجهتها كانت المشكلة التقنية التي تتمثل بوجود عدد هائل من الإاذعات في فلسطين، حيث يوجد ما يزيد عن الأربعين أو الخمسين إذاعة، فكانت مشكلة إيجاد تردد إف إم للإذاعة أمر صعب جدا. أما التحدي الثاني، فأوضحت ميسون:

"التحدي الثاني كان "فكرة نساء إف إم" كإذاعة نسائية. كما تعلمين مي، نحن من ناحية نعمل كنموذج إذاعة تجارية. يعني نبيع دعايات ورعايات. فكانت الفكرة بالنسبة لي عندما حاولت أن أسوّق الإذاعة لشركات خاصة في فلسطين، فإذاعة نساء إف إم هي فقط إذاعة تستهدف المرأة، ولكن بالحقيقة هي لا تستهدف المرأة فقط فهي تستهدف الرجل على حد سواء لأنه بالنسبة لنا لا يمكن أن يجري أي تغيير في دور المرأة أو في وضع المرأة بدون تواجد الرجل، فكان هذا التحدي أن نساء إف إم هي إذاعة ليست فقط للنساء، هي إذاعة للرجل والمرأة على حد سواء. والحمدالله اليوم بعد أربع سنوات، نسبة المستمعين بين الرجال أكثر قليلا من النساء. وهذا بالنسبة لنا يعتبر نجاحا."

سألت ميسون عن كيفية تعاملها وتغطيتها لجرائم الشرف وهو موضوع يعتبر من الإشكاليات والمحرمات في مجتمعنا العربي،

فأوضحت أن نساء إف إم تتعامل معه بكل موضوعية، مشيرة إلى أن جرائم الشرف في فلسطين عام 2013 ، كانت على مستوى عال جدا مقارنة مع الدول العربية الأخرى:

"نحاول قدر المستطاع أن نكون موضوعيين في هذا الشأن وإلا نأخذ أي طرف. يعني عندما نتكلم عن جريمة شرف جرت في فلسطين، نحاول أن نأخذ الموضوع من منطلق الشرطة، نحاول أن نتكلم مع عائلة الضحية، ومع مسؤول إجتماعي ونفسي عن هذه المواضيع حتى يبرز لنا خلفية هذه الجريمة. ونحاول دائما ودوما أن يكون معنا خبير في الشؤون الدينية سواء كان من الدين الإسلامي أو المسيحي، لنبرز أن هذه القضية قد لا تكون حصلت على خلفية شرف. فجرائم الشرف في فلسطين معظمها لا يحصل على خلفية ما يقال إنه الشرف، وممكن أن يكون لها علاقة في الميراث أو بسبب صراع عائلي وتمرّ تحت إطار جريمة الشرف."

ويتضمن طاقم نساء إف إم  أربعة رجال. ولدى سؤال ميسون عن تعامل هؤلاء الرجال معها ومع بقية العاملات في المحطة  وعن تقبلهم لفكرة العمل تحت إدارة إمرأة وفي محطة صورتها الأساسية واسمها نساء إف إم، أوضحت ميسون:

"أنا فعلا محظوظة بهؤلاء الرجال هم يزن مسؤول الإنتاج والموسيقى ومازن المسؤول التقني وأشرف وهومراسل في المكتب، وأشرف نصر هو المدير المالي. لحسن الحظ التعامل جيد جدا بيننا ونحن نتعامل فعلا كزملاء وبالنسبة لهم، هم جزء من التغيير. وأعتقد اليوم عبر نجاح نساء إف إم بعد أربعة أعوام فهم يعتبرون ذلك فخرا لهم أن يروا أن النساء فعلا رائدات في مجال الإعلام وأنه لهم دور كرجال في إبراز هذا النجاح"

ويؤكد الأمين العام في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة على قدرة الإذاعة على المساعدة في إزالة الصور النمطية وعدم التوازن فيما يذاع من برامج.

موجها تحية خاصة إلى العاملات في الإذاعة اليوم – وداعيا إلى بذل كل ما يمكن لرعاية الأصوات الجديدة من أجل الغد.

وبهذا نأتي مستميعنا الأعزاء إلى نهاية برنامجنا الخاص حول يوم الإذاعة العالمي. وبهذه المناسبة أعايد الإذاعييات والإذاعيين وجميع العامليين في الحقل الإعلامي.

اسمحوا لي أيضا أن أشكر نبيل ميداني من قسم الإنتاج وكارلوس ماسايس من قسم الهندسة الإذاعية. وعلى أمل اللقاء في برامج أخرى، لكم مني، مي يعقوب، أطيب التحيات..