منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا ومزيد من قصص اللجوء..

سوريا ومزيد من قصص اللجوء..

تنزيل

في التقرير التالي نتطرق إلى الرحلة التي يخوضها المئات من السوريين عبر "منفذ الحدالات".

"النساء والأطفال الذين لا يستطيعون أن يقطعوا هذه المسافة، نضطر أن نقدم على نوع من المخاطرة والمغامرة، حتى نساعد هؤلاء، أصحاب الحاجات"

هذا هو العقيد حسن، جندي من جنود القوات المسلحة الأردنية، والذين يعملون على مدار الساعة في مساعدة المئات من اللاجئين لعبور "منفذ الحدالات"، وهو أحد المنافذ غير الرسمية التي اتخذها القادمون من درعا وحمص وحماة طريقا للنجاة إلى الأردن.

آمنة خطاب، لاجئة سورية من اللاجئين الذين يتم استقبالهم عند نهاية رحلتهم في الأرض الحرام، التي تتراوح مساحتها نحو سبعة كيلومترات:

"الله بعث لنا أولاد الحلال وساعدوني، ونشكر الشعب الأردني الذي استقبلنا"

ويقع المنفذ الجديد على امتداد الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا، الذي يبلغ طوله أكثر من ثلاثمائة كيلومتر، ويقع على الجبهة الشمالية الشرقية التي تبعد عن العاصمة الأردنية عمّان نحو أربعمائة كيلومتر.

وإلى جانب الجنود الأردنيين، يعمل المسؤولون من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بقدر ما في وسعهم على مساعدة اللاجئين في رحلتهم الخطرة، كما قال أندرو هاربر، ممثل المفوضية في الأردن، من معبر الحدالات:

" لدينا حضور على الحدود حيث نجتمع معهم، ونبذل جهدنا أن يحصلوا على الطعام، والبطانيات. أننا نؤكد أيضا على تضامننا مع القوات المسلحة الأردنية الذين يلتقونهم وينقلونهم إلى أقرب نقطة عبور ".

وتستغرق عملية اللجوء من "منفذ الحدالات"، من ثلاثة إلى أربعة أيام للوصول إلى مخيم الزعتري لغايات أمنية ولوجستية، حيث يتم نقلهم عبر شاحنات الجيش إلى ثكنة عسكرية ومن ثم إلى المخيم كما قال أندرو هاربر للاجئين:

"سننقلكم إلى مخيم الزعتري في أقرب وقت ممكن مع الأردنيين "

ووفقا للأمم المتحدة بلغ عدد اللاجئين الذين عبروا، منذ بداية الأزمة السورية، إلى الأراضي الأردنية نحو نصف مليون لاجئ سوري، من خلال أكثر من أربعين نقطة غير شرعية.

ولا تزال الدولة الأردنية تشكو من عبء تلك الأزمة على كاهل الحكومة، حيث وصلت التكاليف التي يتحملها الأردن نتيجة للصراع في سوريا إلى ما يقارب أربعة مليارات دولار، وفقا للمحللين الاقتصاديين.

ولكن... أيضا هناك عبء يتكلفه هؤلاء اللاجئون، كما قال هذا اللاجئ:

" تحتاجين لألفي دولار يعني الشخص يبيع منزله أو يؤجره حتى يصل الشخص، هو وزوجته"

ولا يزال الأردن مستمرا في تقديم خدماته لضيوفه السوريين..فالجانب الآخر من البلد المضيف..تفوح منه رائحة الموت، ليس فقط من القتال والصراع، كما توضح هذه السيدة المسنة:

"الأطفال يموتون، هناك ما يقارب خمسة عشر طفل يموت في اليوم من الجوع، وذلك عدا الانفجارات"

بسمة البيطار-البغال