منظور عالمي قصص إنسانية

تشاد الفقيرة ملجأ آمن لحوالي خمسين ألف شخص

تشاد الفقيرة ملجأ آمن لحوالي خمسين ألف شخص

تنزيل

في التقرير التالي مزيد من التفاصيل.

بالرغم من أن منطقة أقصى جنوب شرق تشاد لديها القليل لتقدمه، خاصة وأنها نائية ومضطربة، إلا أنها ملجأ آمن لحوالي 50،000 شخص.

وقد فر معظم هؤلاء من أعمال العنف العرقي في إقليم دارفور بغرب السودان و جمهورية أفريقيا الوسطى.

خديجة درامان البالغة من العمر خمسين عاما هربت من دارفور التي ينعدم فيها القانون. خديجة تتألم بعدما أن أذت وركها وهي تهرب من قطاع الطرق الذين هاجموا قريتها على ظهور الخيل:

"أولا اشتبك المتمردون والحكومة. ثم جاء الجنجويد. إنهم لصوص. ويقتلون الناس، ويحرقون القرى، ويسرقون الماشية. فبسببهم نحن هنا."

هذه ليست المرة الأولى التي تخسر فيها خديجة وأطفالها السبعة كل شيء، حتى حميرهم.

فخديجا وأفراد عائلتها الذين ينتمون إلى مجموعة عرقية تعرف ب"سلامات" أومضوا حياتهم فارين من الجوع ليتصادموا مع العنف، عبر البلدان الثلاثة التي مرّا بها.

ومنذ شهر مارس عام 2013، قدمت النساء والأطفال مثل خديجة درامان إلى تيسي بحثا عن الأمان. فماذا يقول ممثل اليونيسف القطري برونو مايس عن مساعدات المنظمة لهؤلاء الفارين:

"جميع الشركاء بما في ذلك اليونيسف يعملون على ضمان أن يتم توفير الرد المناسب للأطفال الذين هم جزء من هذا التدفق الجديد من السكان القادمين من دارفور أو جمهورية أفريقيا الوسطى. هم يحتاجون أيضا إلى ما معالجة ضروريات البقاء على قيد الحياة والتعليم بطريقة فعالة."

ولكن هذه ليست مهمة سهلة. فهناك عدد قليل من الطرق السالكة، وتقدم المساعدات للاجئين يعتبر تحديا. وهذا الجزء من تشاد هو معزول لدرجة أن التجار لا يقبلون إلى المال السوداني. وخطر المرض عال، بما فيه الحمى الصفراء في السودان. ولكن الأمهات اللواتي فررن من القرى المحروقة لا يحملن بطاقات التطعيم. والممرضات يبحثن عن ندوب التطعيمات ويطرحن الأسئلة، ويحقن اللقاحات.

ولمساعدة الأطفال على التغلب على الصدمات، يتم تشجيع الأطفال على اللعب، كما يوضح السيد حسن صالح حسن، مستشار المساحات الصديقة للطفل:

" من وقت لآخر، فإننا نطلب من الأطفال أن يخبرونا عن تجاربهم. ويقولون إنهم رأيوا جثثا على الطريق أو مرمية في الحفر. وهذه الألعاب تساعدهم على نسيان ما رأوه."   

وتعمل اليونيسف وشركاؤها، وبدعم من ECHO – أو مكتب الجماعة الأوروبية الإنساني- على التأكد من أن النساء والأطفال قادرون على الوصول إلى الأساسيات مثل وجود سقف فوق رأسهه، والمياه النظيفة والدواء واستمرار ذهاب الأطفال إلى المدرسة. وقد بدأت مشاركة ECHO في هذا النشاط فور بدء تدفق السكان وعندما أصبح واضحا أن تيسي لا تملك مصدرا وحدا للمياه النظيفة.

توماس ديرمان - روي ، رئيس المكتب ECHO في تشاد :

"نحن نحفر الآبار في القرى المضيفة، حيث لجأ معظم هؤلاء العائدين واللاجئين كمرحلة أولى. أيضا هناك عملية تعليمية حيث سيحصل 9000 من هؤلاء الأطفال على التعليم الابتدائي، وسيتم تنفيذ العملية في هذه المدارس والقرى التي تستضيف اللاجئين. وهذا أمر من شأنه أن يكون بالتأكيد مستداما للمنطقة."

وفي جميع أنحاء المنطقة، تستعد وكالات المعونة للتعامل مع الآثار الناجمة عن الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى.

خديجة درامان هي واحدة من بين آلاف الفارين من النزاع الذين يبحثون عن الطعام والسلامة. وقد تتمكن في يوم ما من وضع حد لحياة اللجوء وإنشاء منزل لها ولعائلتها.