منظور عالمي قصص إنسانية

معاناة إنسانية بسبب القتال والعنف الطائفي في جمهورية أفريقيا الوسطى

معاناة إنسانية بسبب القتال والعنف الطائفي في جمهورية أفريقيا الوسطى

تنزيل

يواصل الوضع الإنساني في جمهورية أفريقيا الوسطى تدهوره في ظل تشرد عشرات الآلاف من المدنيين فرارا من أعمال العنف وبحثا عن الأمان.

التقرير التالي يلقي الضوء على الوضع على الأرض.

أدى القتال والعنف الطائفي في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، خلال الأسابيع الأخيرة إلى تشريد نحو مائة وستين ألف شخص.

وتعتقد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن مئات الآلاف من المدنيين فروا من ديارهم بحثا عن الأمان.

تعكس وجوه المشردين الإجهاد والحزن بعد أن أصبحوا بلا مأوى نتيجة العنف الطائفي في بلادهم.

وجد بعضهم ملجأ في دير بكنيسة كاثوليكية في العاصمة بانغي بعد القتال العنيف بين الجماعات المسلحة.

إيفون دانفي أم لاثني عشر طفلا، كانت محظوظة بعد أن وجدت خيمة صغيرة في الكنيسة. تقيم إيفون في هذه الخيمة منذ أسبوعين ولكن أطفالها مرضى وضعفاء.

"ليس لدينا طعام أو دواء على الإطلاق. إن أطفالنا مرضى، نشكر القس الذي أعطانا طعاما لأبنائنا مما مكننا من مواصلة الطريق."

كاثرين كونغومبي تقيم في الكنيسة منذ نحو أسبوع. تقول إن جميع أفراد قريتها كانوا يفرون إلى أماكن متفرقة عندما وقع الهجوم عليها. وقد فقدت عددا من أبنائها.

كي تتمكن من إطعام من معها أبنائها تضطر كاثرين إلى السير لمسافة ستة كيلومترات.

"لم نتلق أي غذاء منذ وصلنا إلى هنا. اضطررت إلى الخروج هذا الصباح لجلب بعض أوراق النباتات لأطفالي. إنهم يعانون من هذا الوضع."

تقول المفوضية السامية لشئون اللاجئين إن أكثر من مائتي ألف شخص قد تشردوا منذ اندلاع القتال فيما فر آخرون إلى الدول المجاورة.

ومع زيادة الاحتياجات تقول ناتالي كرايست التي تعمل مع المفوضية في جمهورية أفريقيا الوسطى إن المفوضية السامية تقوم بتوزيع البطانيات والخيام وتفعل كل ما بوسعها لمساعدة المتضررين.

"يحتاج هؤلاء الناس كل شيء لأنهم تركوا جميع مقتنياتهم أثناء فرارهم. يحتاجون إلى المأوى والغذاء والرعاية الطبية والمياه النظيفة. لقد تم حشد مجتمع العمل الإنساني لإقامة العيادات الطبية المتنقلة وتقديم المساعدات."

ومازال الوضع الأمني في جمهورية أفريقيا الوسطى متقلبا بما يصعب توصيل المساعدات الإنسانية بل ويجعل تلك المهمة مستحيلة في بعض الأحيان.

وخلال العام المنصرم شرد العنف الطائفي أكثر من ستمائة ألف شخص في أفريقيا الوسطى.