منظور عالمي قصص إنسانية

المخرج السينمائي ريتشارد كورتيس في ضيافة شراكة دحر الملاريا للحديث عن فيلمه "ماري ومارثا"

المخرج السينمائي ريتشارد كورتيس في ضيافة شراكة دحر الملاريا للحديث عن فيلمه "ماري ومارثا"

تنزيل

ماري ومارثا، فيلم يدور حول عزم امرأتين على مكافحة الملاريا في بلديهما وفي الخارج. كما يعرب عن رغبة مخرج في تسخير الفن في الحرب العالمية على مرض الملاريا.

أكثر من مائة ضيف حضروا عرض الفيلم في جنيف، من بين ممثلون دائمون لبلادهم لدى الأمم المتحدة في جنيف، ودبلوماسيون وضيوف من منظمات شريكة للأمم المتحدة

وأثناء وجوده في جنيف، شارك السيد كورتيس أيضا في مؤتمر صحفي في قصر الأمم المتحدة،  سلط خلاله الضوء على دور المجتمع في التوعية بالأولويات الرئيسية للأمم المتحدة، ومن بينها مكافحة الأمراض مثل الملاريا.

قامت بدور البطولة في الفيلم الممثلتان هيلاري سوانك وبريندا بليثين، اللتان مثلتا شخصيتي أم أمريكية وأخرى إنجليزية، لا يجمع بينهما سوى القليل من القواسم المشتركة، والأهم من ذلك، المأساة التي تعرضتا لها، والتي قربت بينهما على نحو غير متوقع.

الصداقة الجديدة التي جمعت بينهما، دفعتهما إلى تشكيل شراكة نقلتهما من مكان اجتماعاتهما في منطقة نائية من موزمبيق إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.

وقد تحدث كورتيس في المؤتمر الصحفي عن القسوة التي يعمل بها مرض الملاريا، الذي لا يميز بين الكبار والأطفال.

"الأشياء التي تحدث باستمرار وعلى الدوام لا تزال تشكل مآسي وحالات الطوارئ. والشيء غير العادي حول الملاريا فيما يتعلق بجمع التبرعات، كان أن الحلول أو العديد من الحلول يبدو، بل هي في كثير من الحالات بسيطة جدا، تتعلق بالناموسيات، وبأدوات التشخيص السريع. وتمكنا عاما بعد عام من أن نجعل الجمهور في المملكة المتحدة في الواقع يفهم أن الملاريا أزمة، وأنها تؤثر على أطفال حقيقيين، وأن هناك شيئا يمكنهم القيام به على وجه التحديد إزائها".

يشار إلى أنه منذ عام 2000، وسعت العديد من الدول التي تشكل الملاريا فيها تهديدا خطيرا من كفاحها ضد هذا المرض. ونتيجة لذلك، انخفضت الوفيات الناجمة عن الملاريا بنسبة ستة وعشرين في المائة كما تراجع عدد حالات الإصابة بالمرض بنسبة سبعة عشر في المائة. ولكن المطلوب الآن هو بذل جهد كبير للحفاظ على هذه المكاسب وتوسيع نطاق التغطية للحماية من المرض لتشمل جميع السكان الذين يعيشون في المناطق الموبوءة بالملاريا. وقد تحدث كورتيس عن التقدم في الحرب على الملاريا:

"يبدو التقدم نحو تقليل عدد الوفيات الناجمة عن المرض كبيرا، حتى أنه سيكون شيئا قد أتمكن من تحويله من فيلم وثائقي إلى عمل درامي. لقد أردت فقط أن أجرب كتابة فيلم يشير إلى أن كل حالة وفاة واحدة كانت مأساة، وأن وفاة طفل في أفريقيا من الملاريا هو أمر قاس ومروع، مثل أي شيئ قد تتخيل أن يحدث لأولادك".

المخرج والمؤلف البريطاني ريتشارد كورتيس بدأ حملته للتوعية بمرض الملاريا منذ أكثر من عشر سنوات. وتحدث أيضا عن أهتمامه بهذه القضية قائلا:

"أن سبب شغفي بمكافحة الملاريا يرجع إلى فيلم وثائقي رأيته منذ عشر سنوات كان عنوانه طريق الحمى على القناة الثانية للبي بي سي، لذا أعتقد أن مهمة الصحفيين وصناعي الأفلام الوثائقية هي الاستمرار في العمل على هذه القضايا على أمل أن يتمكنوا من لفت الانتباه وإشعال مخيلة كتاب القصص الخيالية".

يشار إلى أن الملاريا هي مرض معد يمكن الوقاية منه وعلاجه. وينتقل المرض عن طريق البعوض ويقتل أكثر من مليون شخص كل عام، معظمهم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تعد الملاريا هي السبب الرئيسي لوفاة الأطفال دون سن الخامسة.

ولأن الملاريا هي حالة طوارئ عالمية تؤثر بالدرجة الأولى على النساء والأطفال الفقراء، وفهي تتسبب في حلقة مفرغة من الفقر في العالم النامي. إذ تكلف الملاريا والأمراض المرتبطة بها الاقتصاد الأفريقيا وحده اثني عشر مليار دولار سنويا.

ولكن الآن، يمكن الوقاية من الملاريا، وتشخيصها وعلاجها بواسطة من الأدوات المتوفرة. ومع ذلك، تشير التقديرات العالمية إلى أن هناك حاجة إلى أربعة مليارات ومائتي ألف دولار سنويا لتمويل مكافحة الملاريا بالكامل.

كما أن الحد من انتقال وانتشار الملاريا سيوفر الظروف المناسبة لإدخال التطعيم ضد المرض عندما يصبح متوفرا.