منظور عالمي قصص إنسانية

ورشة عمل حول دور الإعلام في دعم ترشيح المرأة الليبية في الانتخابات القادمة

ورشة عمل حول دور الإعلام في دعم ترشيح المرأة الليبية في الانتخابات القادمة

تنزيل

ما هي الدروس التي يمكن أن تتعلمها المرشحات الليبيات لهيئة صياغة الدستور من انتخابات العام الماضي؟

هذا هو السؤال الذي دفع ببعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى تنظيم ورشة عمل في طرابلس تهدف إلى تعزيز تمثيل المرأة في الانتخابات القادمة:

"تمت محاربة المرأة.. لا أحد يمكنه أن ينكر ويقول لا- بصورة غير مباشرة."

بالنسبة لزينب الزايدي، إحدى المرشحات، كانت تجربتها الأولى في انتخبات العام الماضي بمثابة تنبيه إلى العديد من الأمور، مما دفعها هذه المرة إلى أن تطلب إدراجها في حصة النساء المرشحات:

"بعد أن خضت التجربة وشاهدت ما الذي يجري على أرض الواقع، لقيت أن الكلام النظري والأفكار شيء والتطبيق شيء آخر. اكتشفنا أن هذا الكلام غير موجود في الواقع. الواقع هة أنه كانت لدى المرأة مهمة معينة، وقد تمت هذه المهمة ويجب اليوم العودة إلى البيت او الرجوع إلى المكان الخلفي. فهذا الأمر أثر في نفوسنا."

وخلال ورشة العمل التي اقيمت في 3 نوفمبر 2013  والتي تم تخصيصها لتصميم حملات عامة أكثر فعالية، التقت المرشحات الحاليات لهيئة صياغة الدستور مع المرشحات اللاتي خضن أول تجربة مع الديمقراطية في ليبيا من خلال انتخابات المؤتمر الوطني العام الماضي. ماجدة السنوسي، رئيسة وحدة تعزيز المرأة في أنسميل:

"إن طريقة الانتخاب أو الترشيح في الفترة الماضية كانت تعتمد على نظام القائمة وبالتالي أعطت فرصة للنساء. في المرحلة الحالية هناك مقاعد خصصت للنساء وعددها بسيط – ستة مقاعد- في لجنة تتكون من ستين عضوا. ولكن في نفس الوقت لدى النساء فرصة كبيرة للتنافس في المقاعد الأخرى. فنحن نحاول الآن أن ندفع بالنساء إلى التنافس في القائمة المستقلة خارج نطاق المقاعد التي خصصت لهن. وبالتالي نقوي حملتهن حتى يتمكنّ من الدخول إلى المجلس. ونحن نتمنى بدلا من أن يكون لنا ست نساء في لجنة الستين، أن نحصل فيها، على الأقل، على عشرة نساء."

وتم تشجيع المشاركات على تحديد الجهات الفاعلة التي يمكن أن تساعد وتعزز المعاملة المتساوية للنساء وكيفية تخطيط حملاتهن. لنستمع إلى رويدا بوحلفاية، مرشحة عن أحد المقاعد المخصصة للنساء في شرق ليبيا:

"ممكن أن تساعد ورشة العمل في أن تكتسب المرأة خبرات دولية أو محلية من المرشحات السابقات اللوتي يتمتعن بخبرة في ما يجب أن تفعله المرشحة، سواء من الأخطاء التي ارتكبتها المرشحات أو الإيجابيات التي ساعدتهن."

وبما أن تغطية وسائل الإعلام تُعَد أمراً مهماً بالنسبة لحملة أي مرشح، فقد تمت دعوة العديد من الإعلاميين للمشاركة في ورشة العمل، من بينهم مريم أبو بكر، صحفية ومحاورة في برامج تلفزيونية:

"لا، أنتِ اطرقي الباب واذهبي إلى البرامج التي تحاكي المرأة. فهناك في كل قناة برنامج مخصص للمرأة. احضري وشاركي وعبّري عن صوتك، وكل مبادئك، لا تهتمي في التوجه الخاص للقناة بقدر ما يجب أن تهتمي بتوصيل صوتك وقناعتك."

وكانت وسائل الإعلام الليبية قد خصصت خلال انتخابات العام الماضي حيزاً زمنياً على الهواء للمرشحات. إلا أن ذلك لم يكن كافياً للتغلب على بعض المعتقدات المحلية المتجذرة حول الدور الذي ينبغي أن تؤديه المرأة في المجتمع الليبي. وهن  يأملن هذه المرة في أن يحققن نجاحاً أكبر من خلال اعتماد نهج أكثر استراتيجية. ماجدة السنوسي:

"أهم هذه التحديات هو دور الإعلام. وقد دعينا في هذه الورشة بعض المرشحات ومنظمات المجتمع المدني وأيضات بعض المرشحات في المرحلة السابقة واللواتي لم يفزن حتى يطرحن تجربتهن. وأحضرنا الإعلام على أساس أننا نريد الإعلام في المرحلة القادمة أن يدعم النساء في كل البرامج والحملات الخاصة بهن."

وبحسب السيدة ماجدة السنوسي، فإن دور الإعلام هو من أهم التحديات. فالمرشحات بحاجة للظهور في وسائل الإعلام لإبراز كفاءاتهن وقدراتهن في مختلف المجالات، وبالتالي تسليط الضوء على دور المرأة في المجتمع. هذا ما عبرت عنه أيضا الصحفية مريم أبو بكر:

"للإعلام دور مهم ودور حتمي في نجاح وتقدم المرأة الليبية. على الإعلام أن يبين الصورة الجيدة للمرأة، على الإعلام أن يبين الدور المستقبلي للمرأة، فالمرأة نصف المجتمع، يجب النهوض بالمرأة حتى تكون مستقبلا."

ورشة العمل هذه هي فقط جزء من سلسلة جهود تبذلها بعثة الأمم المتحدة لتعزيز تمثيل المرأة الليبية في كل الهياكل المنتخبة وغير المنتخب ، كما أوضحت ماجدة السنوسي ولكنها أشارت أيضا إلى الدور المهم لرجال الدين في هذا المجال، فقالت:

"يحتجن إلى نوع من التواصل مع رجال الدين والمؤسسات الدينية لأنها لها دور كبير جيدا في دعمهن. يحتجن أيضا إلى التواصل مع الأحزاب السياسية ذات القاعدة الشعبية الكبيرة. وأيضا يحتاجن إلى الظهور في الإعلام وخصوصا التلفزيون ويشاركن في مناظرات التي تساعد في إظهار الوجه الطيب للمرأة الليبية ومقدراتها ومهارتها في المناقشة بأمور خاصة في السياسة والدستور والاقتصاد. الأمر الذي يجذب المجتمع نحو النساء ويدفعه إلى وضع ثقته بهن."

وتحقيقا لهذه الغاية، إقيمت في طرابلس في 13 نوفمبر 2013 حلقة نقاش حول موضوع "دور المرأة في الحوار وبناء السلام في ليبيا". كان الهدف منها تسليط الضوء على دور المرأة في عملية الحوار الوطني وبناء السلام خلال المرحلة الانتقالية، واطلاع صانعي القرار بأهمية دور المرأة الليبية كشريك أساسي في مبادرات الحوار والسلم الأهلي على المستويين المحلي والوطني.