منظور عالمي قصص إنسانية

في السنغال تتعلم النساء طريقة جديدة للطهي... و طريقة جديدة للحياة

في السنغال تتعلم النساء طريقة جديدة للطهي... و طريقة جديدة للحياة

تنزيل

إن تحويل الطاقة في السنغال يبدأ هنا مع ميمونة ديني التي تعد طعام العائلة في منزلها على مشارف العاصمة داكار. لديها موقد طهي جديد خفض استهلاكها من الفحم إلى النصف، وهذا يوفر لها 50 سنتا لكل وجبة، ويترك لها مالا أكثر لإطعام أطفالها التسعة:

"ما أوفره من الفحم يتيح لي شراء المزيد من الأرز ودفع نفقات أخرى إلى جانب الطعام."

موقد ميمونة يُصنع ويُباع محليا بتكلفة مخفضة. وهذه المواقد متاحة من خلال مشروع حكومي للطاقة يموله البنك الدولي جزئيا، وهي جزء من جهد أوسع لتغيير كيفية إنتاج السنغال واستهلاكها للطاقة.

إن بيعَ وشراء المواقد يتيحان فرصا للنساء صاحبات المشاريع فبينما المستهلكون، مثل ميمونة، يستخدمون كميات أقل من الفحم ويفرون المال، فإن المنتجين الريفيين، بعيدا عن داكار، يجنون مالا أكثر ويحمون البيئة.

كانت الأراضي المحيطة بمنطقة تامباكوندا في السنغال في الماضي عارية من الأشجار التي أحرقت لاستخدامها كفحم.

ولكن أخذ القرويون الآن، وأكثرهم من النساء، يتعلمون إنتاج الفحم كمصدر مستدام.

فشتلات الكاجو، مثلا، تنمو وتصبح أشحارا بشرعة. ويمكن تحويل الأغصان الميتة إلى فحم، وبيع البندق لتوفير دخل إضافي.

مارييتو نديايا، وهي أم لسبعة أطفال، كانت تبيع الحطب كوقود. ولكنها الآن تحرق الأغصان الميتة وتحولها إلى فحم.

سكان المدن يدفعون لشراء فحمها سعرا أكبر مما كانوا يدفعونه لشراء الحطب:

"عندما أبيع شاحنة من الفحم، أجني ضعف المبلغ الذي أحصل عليه من بيع الحطب. لذلك توقفت عن بيع الحطب."

ومن المال الذي جنته من بيع الفحم مؤخرا، اشترت مارييتو ثلاجات وهي الآن تكسب مالا أكثر لعائلتها عن طريق بيع حلوى مثلجة.

إن مشروع الطاقة، فضلا عن برنامج كهربة الريف، أخذا يغيران حياة نحو مائتين وخمسين ألف سنغالي.

ويجري وصل القرى بشبكة الكهرباء الوطنية، وهذا سيسمح للنساء ولأسرهن بالحصول على عدد أكبر من الخدمات والاتصال بعالم أرحب.

ويجري في أفريقيا، في مالي وبنين وتنزانيا وكينيا تنفيذ مشاريع مماثلة للطاقة.

لذلك، من موقد جديد للطبخ، وتحسين إنتاج الفحم، وسبل عيش أفضل، تقوم السنغال بتحويل اقتصادها، وأراضيها، وحياة شعبها- ولا سيما النساء – أي المستهلك الأكبر للطاقة، وهن عازمات على إخراج أسرهن من الفقر.