منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تقود حملات للتحصين ضد شلل الأطفال في سوريا والدول المجاورة

منظمة الصحة العالمية تقود حملات للتحصين ضد شلل الأطفال في سوريا والدول المجاورة

تنزيل

بعد ظهور مرض شلل الأطفال في سوريا، تقوم منظمتا الصحة العالمية واليونيسيف بحملة لتحصين أكثر من عشرين مليون طفل في سوريا والمنطقة التي لم تشهد أية حالات إصابة بالمرض منذ أكثر من عشر سنوات.

وتشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق إزاء عدم القدرة على الوصول إلى أطفال سوريين لم يتلقوا اللقاحات الضرورية منذ نحو عامين.

تحدثنا عن تلك المشكلة إليزابيث هوف ممثلة المنظمة في سوريا.

هوف: إنه أمر يثير القلق البالغ، ولا يقتصر القلق على داخل سوريا فقط فعندما نجد فيروس شلل الأطفال فإننا نتعامل مع ذلك على أنه إنذار يحتم إعادة النظر في حملات التحصين الطارئة في سوريا وما حولها لمنع انتقال العدوى بشلل الأطفال وغيره من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. قامت وزارة الصحة العالمية بإطلاق حملة التحصين في الرابع والعشرين من أكتوبر تشرين الأول، وكان ذلك قبل التأكد من ظهور عشر حالات إصابة بشلل الأطفال في سوريا. وقد تمكنا حتى الآن من تحصين ستمائة وخمسين ألف طفل، والأمر الجيد أن مائة وستة عشر ألفا منهم يأتون من المنطقة التي تأكد فيها ظهور فيروس شلل الأطفال قبل أسبوع.

إذاعة الأمم المتحدة: هل يجب أن يشعر الناس داخل سوريا والمنطقة بأسرها بالقلق والتخوف بسبب عودة ظهور شلل الأطفال؟

هوف: يجب ألا يشعر الناس بالذعر، أهم شيء الآن هو أن اللقاحات موجودة وآمنة. وتقوم منظمة اليونيسيف بجلب اللقاحات، وهي نفسها المستخدمة في دول أوروبية، إلى سوريا وقد نشرتها وزارة الصحة في المحافظات الأربع عشرة. المهم ألا يصاب الآباء بالذعر بل أن يجلبوا أبناءهم لتلقي اللقاح.

إذاعة الأمم المتحدة: وصلتم مؤخرا مع اليونيسيف وغيرها من الشركاء إلى منطقة في ريف دمشق كان يصعب الوصول إليها من قبل، هل في هذا مؤشر على رفع العقبات أمامكم؟

هوف: إن المفاوضات التي أجريناها مع وزارتي الصحة والخارجية كانت إيجابية للغاية، هناك التزام بالوصول إلى كل طفل، كما تلقينا استجابة جيدة من الدول المجاورة. وتهدف الحملة التي أطلقناها إلى تحصين عشرين مليون طفل في سوريا وعدد من دول المنطقة.

إذاعة الأمم المتحدة: لم تشهد منطقة الشرق الأوسط ظهور شلل الأطفال منذ نحو عشرة أعوام، هل يمكن أن تحدثينا عن هذه الحملة لحماية أطفال المنطقة؟

هوف: تقود منظمة الصحة العالمية هذه الحملات مع اليونيسيف ونريد إجراءها في نفس الوقت. وسنقوم بتنفيذ ست حملات تحصين أخرى في سوريا لأنها البلد التي ظهر فيها الفيروس. سيفصل بين كل حملة والأخرى أربعة أسابيع. كما ستقوم الدول المجاورة بتحصين كل طفل يعبر الحدود ولا يزيد عمره عن الخامسة عشرة.

إذاعة الأمم المتحدة: ما هي الأمراض الأخرى التي تثير قلقكم بسبب عدم تلقي الأطفال التحصينات التي يحتاجونها؟

هوف: كانت لدى سوريا مجموعة ممتازة من المؤشرات الصحية، فكان التحصين يغطي تسعين في المائة من الأطفال وللأسف انخفضت النسبة إلى ستين في المائة، والأمر الآخر الذي يقلقنا ونتابعه عن كثب هو الأمراض المنقولة عبر المياه. فهناك نحو خمسة ملايين مشرد داخلي في سوريا يعيشون في أماكن مكتظة، وفي بعض الأحيان يتشارك خمسون شخصا في استخدام مرحاض واحد. إن الوضع صعب، لذا نحاول دائما القيام بحملات للتوعية بضرورة غسل الأيدي وضمان جودة المياه، ولكن حتى الآن لم يحدث انتشار للأمراض المنقولة عبر المياه.