منظور عالمي قصص إنسانية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستخدم تقنيات نووية لحماية السواحل التونسية من التلوث

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستخدم تقنيات نووية لحماية السواحل التونسية من التلوث

تنزيل

يشكل الساحل التونسي مصدرا رئيسيا للدخل بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعيشون على طول الساحل والذين تقدر نسبتهم بنحو ثمانين بالمائة من سكان البلاد. ولكن شأنها شأن العديد من البلدان الساحلية حول العالم تسعى تونس للتعامل مع التلوث الناتج عن النفايات الصناعية والمنزلية وغيرها.

الدكتور نافع الرقيقي، مدير قسم السلامة النووية في المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية في تونس، وفي حوار خاص مع إذاعة الأمم المتحدة، يحدثنا عن هذا الموضوع:

"تونس بلد يقع على البحر على طول أكثر من 1300 كيلومتر، بين سبعين وثمانين بالمائة يعيشون على البحر الذي يستخدمونه للعديد من الأمور. في السابق منذ قبل الاستقلال وبعده، كان هناك عدة مناطق صناعية في الشمال من تونس والجنوب، تبنى على البحر وترمي النفايات كلها في البحر وغيرها من النفايات المنزلية، مما أدى إلى تلوث كبير في البحر. ورغم أن تصريف النفايات قد انخفض وتم منعها، إلا أن آثارها موجودة وباقية إلى اليوم، فضلا عن مصادر أخرى للتلوث الناتجة عن الصناعة والسياحة والنقل البحري وغيرها، بالاضافة إلى التلوث النووي جراء بعض الحوادث وبعض العوامل الروتينية من مفاعل القوى النووية خاصة في أوروبا".

"هناك نوعان من التلوث الذي يخصنا نحن، هناك التلوث بالعناصر المشعة والتلوث بالعناصر غير المشعة وتسمى السامة للبيئة البحرية وبالتالي للإنسان. بالنسبة للمصادر المشعة هناك تقنيات نووية لقياس الاشعاع التي تقوم باصدارها ونقوم بتحديد هذه المصادر، وهناك طرق كيميائية كلاسيكية لقياس بعض المصادر غير المشعة التي تسبب المخاطر للإنسان. وهذه القياسات تهمنا في ناحيتين، الأولى لمعرفة مدى تركيز هذه العناصر في البيئة البحرية وكيف يمكن أن تسبب بعض المشاكل للإنسان، وكذلك لإيجاد طرق للحد منها. وفي أحيانا  تعطينا المصادر المشعة كباحثين، معلومات عن كيفية انتشار هذه الملوثات في البحر والتغيرات المائية في البحر وبعض التفاعلات التي تحدث بالبحر، ونقوم بتأريخ بعض الترسبات والتلوث ومعرفة مصادره".

وتشكل البيئة البحرية بشكل عام أهمية كبيرة في حياة الانسان، ففضلا عن أهميتها

وفي هذا السياق، دعت العديد من الدول التي تقع على الساحل من ضمنها تونس إلى المحافظة على الأهمية الكبيرة للبيئة البحرية، عن طريق استخدام التقنيات الحديثة وغير المدمرة في استخراج المياه، وسن القوانين والتشريعات، ونشر الوعي الصحي والبيئي الخاص بالتلوث، واختيار مواقع الصناعة بعيدا عن المناطق الصناعية، ومعالجة النفايات الصناعية المختلفة، السائلة، والصلبة، والغازية. ويتحدث الدكتور الرقيقي في هذه النقطة عن تونس تحديدا:

"في تونس هناك الكثير من المناطق التي تم استغلالها من قبل الصناعيين. هناك موقع مشهور جدا في مدينة صفاقس وتبارورة الذي يعمل على تنظيفه من بقايا صناعات الاسمدة الفوسفاتية. نتابع بالاشتراك مع مركز الوقاية من الأشعة في عملية التنظيف، وكنا نتابع ونأخذ عينات للتأكد من أننا وصلنا إلى مستوى لا يضر بالبيئة أو بالانسان، وبعد التيقن،  وأنه بعد التنظيف، تم أخذ المواد المشعة وردمها في مكان آخر، سمحت السلطات لرواد الشاطئ باستخدامه".

يشار إلى أن التقنيات النووية تستخدم في العديد من الدول العربية منذ عام 2000 بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.