منظور عالمي قصص إنسانية

إبداعات فن التطريز في معرض هو الأضخم من نوعه نظمته الأونروا للتراث الفلسطيني في غزة

إبداعات فن التطريز في معرض هو الأضخم من نوعه نظمته الأونروا للتراث الفلسطيني في غزة

تنزيل

التراث الفلسطيني وإبداعاته الرئيسية المتمثلة في فن التطريز تشكل عاملا هاما في وجدان الفلسطينيين ما يجعلهم دائما متميزين في هذا الإطار عن غيرهم من شعوب المنطقة.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" نظمت معرضا كبيرا للتراث الفلسطيني استمر عشرين يوما عرضت من خلاله أبرز إبداعات فن التطريز وقدمته للجمهور بأسعار مخفضة وتشكيلات واسعة.

عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا حدثنا عن أهمية المعرض قائلا:

"هذا المعرض هو الأضخم الذي تنظمه الأونروا للتراث الفلسطيني استمر حوالي عشرين يوما، كان هناك حجم مبيعات كبير، وكان هناك تخفيضات على معظم المعروضات، نحن نحاول التركيز على التراث الفلسطيني وأيضا تشغيل العديد من الفتيات والنسوة لمساعدتهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في غزة خاصة أنهن يحترفن مهنة التطريز بصورة لا مثيل لها".

مهنة التطريز التي تعود إلى مئات السنين تحترفها العديد من نساء فلسطين كهواية لصيقة بتراثهن ولكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة هذه الأيام جعلتها مصدرا مهما لإدرار الدخل للعديد منهن.

أميرة الخالدي، لاجئة فلسطينية شاركت في معرض الأونروا تحدثت لإذاعة الأمم المتحدة عن أهمية مهنة التطريز بالنسبة وقالت:

"تراثنا الفلسطيني لا نستطيع الاستغناء عنه، سمعة لنا جميلة، تطريزنا فخر للفلسطينيين ونحبه، ومن ناحية اقتصادية يساعدنا لو احتجنا أي شيء نصرف على أولادنا وبيتنا، الوضع الاقتصادي صعب جدا ويجب أن نساعد حتى لو كان أزواجنا يعملون يجب أن نساعد".

أما المواطنة سهيلة أبو جريب وهي أرملة، فأكدت أن احترافها للتطريز شكل عاملا أساسيا في اكتفائها ذاتيا وعدم حاجتها للغير، مشيرة إلى أن الدخل الذي يأتيها من هذه المهنة يكفي مصاريفها الحياتية اليومية بالإضافة إلى إشغال وقتها في هواية محببة لها.

فيروز خليل مواطنة أخرى تعيل أسرة تتكون من تسعة أفراد وتعمل في مهنة التطريز منذ خمسة وعشرين عاما، وقد شاركت في معرض الأونروا لهذا العام، وتقول لإذاعة الأمم المتحدة إن المشاركة شكلت لها فرصة حقيقة منتجة في ظل الانهيار الكبير في الأوضاع المعيشية في غزة:

"كل شغلنا بيروح، من 25 سنة ونحن نخيط، معارض الأونروا جدا حلوة، التطريز من تراثنا الفلسطيني ولنا الفخر أنه رغم الحصار نقوم بالإنتاج، ويساعد كثيرا، يساعد طلبة الجامعة ويساعد البيت كله".

فاطمة أبو جياب مشرفة التطريز في وكالة الغوث أكدت أن ما قامت به الأونروا من عرض لمنتجات عشرات النسوة الفلسطينيات في السوق الغزي يشكل قفزة نوعية باتجاه نشر التراث الفلسطيني إضافة إلى إعطاء فرصة حقيقية لإدرار الدخل لتلك النساء. وأضافت:

"المعرض كان بمناسبة يوم التراث العالمي للتطريز والتطريز كان على مدار العام من إنتاج السيدات في غزة ويضم تسعة مراكز في القطاع من بيت حانون حتى رفح، النساء يحبونه كهواية أو كوسيلة لدر دخل ورفع المستوى المعيشي لهم، نحن نوفر لهم الخامة والخيط والموديل والتلوين تحت إشراف معلماتنا، نوفر لهن كل ما يحتجنه مقابل أجر مقابل كل طبة (كتلة خيطان" للتطريز)".

التراث الفلسطيني بكل أشكاله وعلى رأسه فن التطريز شكل مصدر اهتمام حقيقي للأونروا التي تحاول من خلاله نشر هذه الثقافة المدنية بين اللاجئين الفلسطينيين وفي نفس الوقت كمصدر دخل لمئات الفلسطينيات في مواجهة الحياة الصعبة وانعدام فرص العمل.

علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة