منظور عالمي قصص إنسانية

عدد اللاجئين السوريين بلغ مليوني شخص.. والأزمة مستمرة

عدد اللاجئين السوريين بلغ مليوني شخص.. والأزمة مستمرة

تنزيل

اليوم، تخطى عدد اللاجئين السوريين عتبة المليونين، ولم تظهر بعد في الأفق علامة لنهاية هذا التدفق المأساوي. الحرب دخلت الآن في عامها الثالث وسوريا مازلت تنزف نساء وأطفالا ورجالا يعبرون الحدود في كثير من الأحيان بممتلكات لا تتجاوز الثياب التي تكسوهم.

المفوض السامي لوكالة شؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس أشار في مؤتمر صحفي عقده اليوم بجنيف إلى أنه عندما عاين بيانات المفوضية هذا الصباح وتبين له أنه يتم تسجيل مليونين وتسعمئة وثمانية وثلاثين ألف لاجئ سوري، ..الذي أثرَ فيه كثيرا لم يكن العدد المروع ..بل الذي يعنيه هذا العدد في إطار المأساة البشرية..

"عادة، الإحصائيات لديها هذا التأثير الرهيب، وتؤدي أحيانا إلى فقداننا المنظور الإنساني. وهؤلاء المليونا شخص هم في الواقع عبارة عن مليوني قصة إنسانية، عن مليوني شخص فَقَدَ معظمُهم ممتلكاتِهم وأفرادَ أسرهم، والعديد من الأطفال يعانون من صدمة كبيرة بسبب العنف.. أيضا هم عبارة عن مليوني مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي." 

وهذه المسؤولية تتضمن حمايتهم، وإيوائهم وإطعامهم ومعالجتهم وتعليمهم، تابع السيد غوتريس. وهذا الاتجاه ينذر بالخطر، إذ يمثل قفزة من حوالي 1.8 مليون شخص في 12 شهرا:

"الأمر المروع هو أن أول مليون لاجئ فروا من سوريا خلال سنتين. أما المليون الثاني ففروا من سوريا خلال ستة أشهر. إن ثلث سكان سوريا مشردون داخل سوريا أو خارجها. وحوالي نصف سكان البلد بحاجة إلى مساعدة طارئة. لا توجد كلمات لوصف أبعاد هذه الكارثة، التي لا تقتصر على المعاناة الإنسانية للمتضررين ولكن تتضمن أيضا التأثير الهائل على مجتمعات الدول المضيفة لهؤلاء اللاجئين."

غوتيريس قال إن العزاء الوحيد في هذه الكارثة الإنسانية المشينة التي أدت إلى معاناة وتهجير لا مثيل لهما في التاريخ الحديث هي الإنسانية التي أبدتها البلدان المجاورة في الترحيب، وإنقاذ حياة الكثير من اللاجئين، قائلا إن الحفاظ على استقرار تلك البلدان في هذا الوضع الصعب هو أمر ضروري للغاية. فالحرب قد تدفقت بالفعل إلى لبنان إلى العراق، ومخاطر انفجار الشرق الأوسط تتزايد يوما بعد يوم. وبدون دعم هائل للدول المضيفة مثل لبنان والأردن وإقليم كردستان العراق وتركيا، سيكون صعبا للغاية الحفاظ على استقرار هذه الدول وتفادي تسرب أكبر لهذا الصراع عبر الحدود:

"لدينا في لبنان حوالي سبعمئة وعشرين ألف لاجئ مسجل حتى هذا الصباح. إذا حسبنا كل السوريين الذين يعيشون في لبنان لكونهم مهاجرين أو لديهم القدرة الاقتصادية على الاعتناء بأنفسهم في لبنان، وإذا أخذنا في الاعتبار حوالي خمسة آلاف لاجئ لبناني من سوريا، نرى الآن أن حوالي ربع الشعب اللبناني ليس لبنانيا، إذ  أصبح السوريون يشكلون أكثر من عشرين بالمئة من عدد سكان لبنان."  

ويمثل عدد المليونين السوريين الذين سُجلوا كلاجئين أو الذين ينتظرون التسجيل. واعتبارا من نهاية شهر آب/أغسطس يتألف هذا العدد من 110،000 لاجئ في مصر، 168،000 لاجئ في العراق، 515،000 لاجئ في الأردن، 716،000 لاجئ في لبنان، و460،000 لاجئ في تركيا. وحوالي 52 في المائة من هذه الفئة من السكان هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 17 عاما أو أقل.

هذا وقد أعلنت المفوضية منذ أيام قليلة فقط، في 23 من آب/أغسطس، أن عدد الأطفال اللاجئين السوريين قد تجاوز المليون طفل.. والأزمة مستمرة..