منظور عالمي قصص إنسانية

ورود، لاجئة سورية تروي قصة هروب وزواج فاشل وأمل -- فيما تنتظر مولودها الأول

ورود، لاجئة سورية تروي قصة هروب وزواج فاشل وأمل -- فيما تنتظر مولودها الأول

تنزيل

أم بلا وطن في أسرة بدون رجالها.

مخلصة الأشقر تنظف شقتها الصغيرة الواقعة في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة الزرقاء في الأردن. هنا تعيش مع بناتها الثلاث. وورود هي أكبرهن.

هربت ورود مع والدتها وأخواتها من سوريا إلى الأردن، وقد كان الطريق طويلا... على الطريق، التقت رجلا هاربا من الحرب أيضا. فتزوجا. بالنسبة لها، كان الزواج من أجل الحماية والحب معا.

"كنت أحلم بأن أتزوج وأنجب أطفالا وأعيش مع زوجي حياة جميلة، مثل أية بنت. ولكن حلمي لم يجد الشخص المناسب... ولكن الحمد الله أنا بخير. صحيح أنه في بعض الأوقات أشعر بالحزن وأبكي وأبدأ بالتفكير في المستقبل وكيف سأعيش وكيف سأربي ابني ووالده ليس مستعدا بأن يصرف عليه.... لقد عشت معه شهرين، وبعد أسبوعين من زواجنا ضربني.. ولم يكن يعمل، وكانت أمي تصرف على البيت، فلم أتحمل هذا الأمر.. وقد حملت من أول شهر بعد زواجنا."

من ثم غادر زوج ورود وتركها وحيدة، فتبدد حلمها، أصبحت حياتها مرة أخرى غير مستقرة. وكلاجئات، لا يمكن أن تجد ووالدتها أي عمل. وهي تعتمد على التبرعات والمساعدة من الآخرين. مساعدة مثل الرعاية الطبية المجانية من طبيبة ورود وطفلها الذي لم يولد بعد.

وها هي ورود البالغة من العمر اثنين وعشرين عاما في العيادة تخضع لفحص سريري وصورة صوتية للجنين. ورود تحاول التمعن في الصورة الباهتة التي تظهر على الشاشة بالأسود والأبيض، في محاولة منها لتستحضر طفلها.

ميادة الخطيب، طبيبة ورود، سورية. وقد انتقلت للعيش في الأردن قبل عشرين عاما:

"كما قلت لك، وضعهم مزري وبائس، ويجب علينا أن نساعدهم. وإذا ذهبوا إلى جهات آخرى، فإنهم لا يحصلون حتى على الأدوية، ,في بعض الأحيان لا يتعاملون معهم بشكل لائق. أشعر بالشفقة حيالهم."

الصورة الصوتية للجنين أكدت رغبة الأم الشابة الحارة: "الطفل سيكون ولدا". ولكن هذا الخبر يحمل لورود الحلو والمر:

"أنا حزينة لأنني سألد طفلا، قد لا أتمكن من منحه حياة عائلية كاملة كما لو كان زوجي معنا. ولكن في الوقت نفسه أنا سعيدة لأن طفلي سيحمل اسم أخي، وهكذا أخي سيظل معنا."

وقد وقع شقيق ورود ضحية للصراع الدائر في سوريا، ولكن ذكراه تبقى مشتعلة.

قصة ورود هي قصة العديد من النساء ضحايا الأزمة السورية، اللواتي يعشن مع الإرهاب. توفي شقيقها محمد في سوريا. وسيولد ابنها محمد في بلد آخر، كلاجئ... ولا أحد يعرف متى ستطأ قدماه التربة التي تحتضن خاله المتوفى.