منظور عالمي قصص إنسانية

السفير السوري يتهم المعارضة باستخدام الأسلحة الكيميائية ويقول: أي عدوان على سوريا هو انتهاك لميثاق الأمم المتحدة

السفير السوري يتهم المعارضة باستخدام الأسلحة الكيميائية ويقول: أي عدوان على سوريا هو انتهاك لميثاق الأمم المتحدة

تنزيل

وأضاف الجعفري في لقائه بالصحفيين في المقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك:

"كما أن ذلك يعد أيضا انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة. فالمادة التاسعة والثلاثون من الفصل السابع تنص على أن مجلس الأمن هو الهيئة الوحيدة المنوطة والمكلفة بالمهمة النبيلة لحفط السلام والأمن، ومنع العدوان. إن التعامل مع هذه القضية يرجع إلى مجلس الأمن فقط وبصفة حصرية، ولا يرجع ذلك إلى الولايات المتحدة أو أي أحد آخر، أن يقوم بالاعتداء على أي دولة عضو في الأمم المتحدة بناء على مزاعم لا أساس لها، ولم يتم توضيحها علميا أو سياسيا من قبل فريق التحقيق".

وكان الجعفري قد سلم رسالة من حكومة بلاده إلى أمين عام الأمم  المتحدة ورئيس مجلس الأمن، تتضمن طلبا من حكومة بلاده للأمين العام بأن يفوض فريق التحقيق في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سوريا، بالتحقيق في ثلاثة اعتداءات وقعت في ريف دمشق في الثالث والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين من آب/أغسطس، استنشق خلالها أعضاء في الجيش السوري غازات سامة نتيجة استخدام المجموعات المسلحة لعنصر كيميائي، شبيه بما يطلق عليه غاز الأعصاب، السارين.

وقال إن العشرات من قوات الجيش السوري يتلقون العلاج الآن في المستشفيات السورية نتيجة استخدام هذه المادة السامة، مضيفا أن الرسالة التي نقلها اليوم قد سبقتها أربعمائة وتسع عشرة رسالة أخرى موجهة إلى الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن منذ بداية الأزمة في سوريا، تصف كلها تفاصيل تطورات الأزمة.

ووجه السفير السوري الاتهام إلى المعارضة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، واستشهد على ذلك بعدة معلومات كانت قد خرجت إلى العلن قبل نحو العام، وقال عنها:

"أعلنت وسائل الإعلام التركية توقيف اثني عشر عضوا في جبهة النصرة على الأراضي التركية، وبحوزتهم لترين من غاز السارين، كانوا قد نقلوها من ليبيا على متن طائرة مدنية إلى تركيا وأشارت اعترافاتهم إلى أنهم كانوا يعتزمون استخدام الغاز في سوريا، وذلك وفقا لمصادر معلومات تركية وليست سورية. ثم قالت القاضية ديل بونتي من لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وفقا للمعلومات التي توفرت لديها، إن جماعات المعارضة المسلحة هي التي تتحمل المسئولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية في خان العسل".

كما استشهد الجعفري أيضا بالتقرير الروسي الذي تم تسليمه إلى مجلس الأمن، والذي يتضمن ثمانين صفحة من التحليل العلمي، إضافة إلى الوثائقي الذي أعدته الصحفية الروسية انستازيا بوبوفا، والتي كانت موجودة في خان العسل في نفس اليوم الذي استخدمت فيه الأسلحة الكيميائية، وهو الوثائقي الذي قدمته إلى الأمم المتحدة.

واتهم السفير السوري قوى خارجية، بتزويد ما وصفها بالجماعات الإرهابية بالمواد المستخدمة لانتاج الأسلحة الكيميائية، حددها في السعودية وتركيا وقطر.

ثم أشار إلى اجتماع ممثلي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والذي جرى اليوم بأنه اجتماع غير قانوني، ولا يناسب ولا يتسق مع مهمتهم في حفظ السلم والأمن الدوليين. وأضاف:

"هذه الدول الثلاث تحاول بناء توافق في الرأي داخل مجلس الأمن للإعتداء على دولة عضو في الأمم المتحدة هي سوريا، بشكل يستبق نتائج بعثة التحقيق الموجودة حاليا في دمشق، وبشكل يتجاهل كل المعطيات الهامة التي أشارت منذ أشهر إلى ضلوع استخبارات أجنبية في تسليح العصابات المسلحة في سوريا ليس فقط بالسلاح التقليدي النوعي والكمي، وإنما بالسلاح الكيماوي أيضا".

وفي رده على سؤال حول تقارير نشرت في بريطانيا حول برقيات سرية تطلب فيها الولايات المتحدة بتسليح المعارضة بأسلحة كيميائية قال الجعفري:

"نعم اطلعنا على هذه البرقيات وعلى معلومات أخرى موثقة أيضا تشير إلى ضلوع قطر والسعودية وتركيا وحكومات أخرى من بينها الحكومة البريطانية بطبيعة الحال في تحضير برنامج لاستخدام السلاح الكيماوي عبر شركات أوروبية خاصة وتمولها السعودية وقطر. نعم هذا الأمر اطعلنا عليه وهو متاح".

وأجاب السفير الجعفري على سؤال آخر بالقول إن الطرف الوحيد المستفيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو إسرائيل، واستمرار سياسة احتلال الأراضي العربية المحتلة، وتقويض أي فرص فلسطينية في رؤية دولة فلسطينية في المنطقة. واستطرد قائلا:

"الطريقة الوحيدة لتحقيق يهودية إسرائيل هي عن طريق إيجاد تجارب شبيهة في المنطقة تقوم على نماذج طائفية ومذهبية. ولهذا تشجع الديبلوماسيات الغربية إيجاد وإقامة دويلات جديدة في المنطقة تقوم على أساس ديني، وأسس طائفية ومذهبية".

وأكد السفير السوري أن سوريا هي دولة سلمية تسعى إلى استقرار المنطقة لإن عدم استقرارها لن يخدم إلا المصالح الإسرائيلية، مضيفا أن كل ما يجري في العالم العربي في الوقت الراهن ويطلق عليه خطأّ الربيع العربي، يخدم المصالح الإسرائيلية فقط وحصريا.