الهيئات والمؤسسات الدولية والأهلية العاملة في القطاع حذرت من كارثة صحية وبيئية في ظل انقطاع التيار الكهربائي المتواصل والذي يصل إلى عشر ساعات يوميا، ما أثر سلبا على المشافي والعيادات ومضخات الصرف الصحي والمياه وحياة السكان اليومية والعادية.

عبد الناصر صبح، المسئول في منظمة الصحة العالمية حذر من التداعيات الخطيرة لانقطاع التيار الكهربائي على عمل المؤسسات والمشافي الصحية وما يترتب عليه من تعريض حياة عشرات آلاف المرضى لخطر الموت. وقال:

"من أكثر الأقسام تضررا هي الأقسام التي تعمل في مجملها على أجهزة كالغسيل الكلوي والعناية المركزة والحضانات، بعض التأثيرات تكون شديدة جدا، قد تصل الى التسبب بحالات وفاة، في حال انقطاع التيار الكهربائي عن العناية المركزة مثلا تعمل على الأجهزة، لأن الطاقم لا يستطيع ان يؤدي عمله يدويا ما قد يتسبب بوفاة بعض المرضى".

وأكد صبح وجود تنسيق بين كافة منظمات الأمم المتحدة العاملة في قطاع غزة لضمان عدم وصول الأمور إلى حد الأزمة الحقيقية في ظل الظروف الاستثنائية التي يحياها قطاع غزة منذ سنين.

من جانبه قال منذر شبلاق، مدير مصلحة مياه بلديات الساحل، إن التحدي الأكبر الذي يواجهه قطاع غزة يتعلق بمضخات الصرف الصحي والتي تتوقف كليا عن العمل في ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الوقود وما له من آثار خطيرة على الصحة والبيئة في القطاع. وأضاف:

"انقطاع التيار الكهربائي لا يمكننا من توصيل مياه الصرف الصحي إلى أماكن معالجتها أو التخلص منها بعد المعالجة، هذا ضرر كبيرا جدا خاصة أننا نتحدث عن مياه صرف صحي قد تكون حاملة لكثير من الأمراض، حتى البحر منذ بداية هذا الموسم يتم ضخ مياه صرف صحي غير معالجة إلى معظمه، نتحدث عن ثمانين ألف متر مكعب يتم ضخها يوميا إلى البحر هذا له تأثيره البيئي وتأثيره الصحي على الناس والمصطافين". 

أما الأونروا فترى أن استمرار تدفق مياه الصرف الصحي إلى بحر غزة ينذر بكارثة بيئية حقيقية تؤثر على مجمل الحياة البشرية في القطاع المحاصر. هذا ما أخبرنا به عدنان ابو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا. وقال:

"أهم المشكلات التي تؤثراستراتيجيا على حياة ومستقبل الناس في غزة هو أن تسعين مليون لتر مكعب من المياه العادمة تتدفق إلى بحر غزة وتتسرب إلى المياه الجوفية مما يؤدي إلى تلوث  المياه  غير الصالحة للشرب وهذا يؤثر كثيرا على صحة السكان. بألتاكيد استمرار الوضع بهذه الطريقة ينذر بكارثة بيئيية حقيقية، وهذا كنا قد حذرنا منه في تقرير الأمم المتحدة لعام 2020، بأن هذه الأوضاع لا يمكن ان تستمر في غزة بهذه الطريقة".

المواطنون الفلسطينيون يدفعون ثمنا باهظا لانقطاع التيار الكهربائي والذي أصاب مجمل تفاصيل حياتهم بشلل كبير أدى إلى تراجع حاد في مستوياتهم المعيشية. ماهر حميد أخبر إذاعة الأمم المتحدة عن تأثيرات انقطاع التيار الكهربائي على حياته، وقال:

"تأثيرها أولا على الثلاجات، وعلى التبريد والناس المريضة، على كل شئ، الكهرباء والماء لا نستغني عنهما أبدا، نعاني من مشكلة الكهرباء منذ زمن، المفروض أن يحلوها، الدنيا حر، والأكل في الثلاجة يتعرض للتلف، حتى المرضى يحتاجون أجهزة كهربائية أوهوايات حتى يحصلوا على جو لطيف".

حازم، مواطن آخر تحدث عن تأثير انقطاع  التيار الكهربائي على تفاصيل حياته اليومية، وقال:

"الكهرباء تؤثر على ابنتي، أشعر أن روحها تضيق في ظل انقطاع الكهرباء، أيضا أشعر أن وقتي يضيع شخصيا ، ساعات كثيرة ممكن اشتغل بها على جهازي وأتابع موضوعات، في البيت معظم الأدوات المنزلية في رمضان تعمل على الكهرباء كالمولينكس لتحضير العصير أو الحلل الكهربائية والأفران الكهربائية، كل هذه الأجهزة مشلولة، أحيانا يكون الحمل الكهربائي عالي فتكون الـجهزة الكهربائية جميعها في خطر".

مشاكل القطاع المحاصر تزداد عمقا وتجذرا في ظل عدم إيجاد حلول أساسية لها ما أدى إلى تفاقم الاوضاع المعيشية والصحية والاجتماعية بصورة لم يسبق لها مثيل، فيما يبقى التحدي الأكبر أمام المنظمات الأممية هو إيجاد حلول سريعة على المدى القصير وحلول استراتيجية على المدى الطويل.

علا  ياسين - إذاعة الأمم المتحدة - قطاع غزة