أفاد تقرير دولي حديث بأن القارة الأفريقية قادرة على النهوض كقوة اقتصادية دولية من خلال استغلال مواردها الطبيعية لتعزيز التصنيع. التفاصيل في التقرير التالي.

أصدر الاتحاد الأفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لأفريقيا تقريرا حول الاستفادة من موارد أفريقيا والتصنيع من أجل النمو وتوفير فرص العمل والتحول الاقتصادي.

وضع التقرير بناء على أبحاث أجريت في تسع دول أفريقية منها الجزائر ومصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا.

يقول التقرير إن على الدول الأفريقية، منفردة ومجتمعة، التحرك باتجاه الاستراتيجية الصناعية القائمة على السلع.

وقال تيته أنطونيو ممثل الاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة إن التقرير يأتي في وقت يحتفى فيه بنهضة أفريقيا وتحولها.

"إن تفاءلنا مبرر بالمؤشرات الواضحة التي يتضمنها التقرير حول قارتنا. كانت القارة توصف بأنها حالة يائسة تخيم عليها الصراعات،  ولكنها الآن تسجل معدل نمو اقتصادي يقدر بخمسة في المائة سنويا، ويتوقع أن تحافظ معظم الدول الأفريقية على هذا النمو."

وعلى الرغم من أن أفريقيا عانت من تباطؤا اقتصاديا بسبب الأزمة المالية والاقتصادية الدولية إلا أنها تعافت بسرعة وسجلت أحد أسرع معدلات النمو في العالم.

إلا أن ماجد عبد العزيز المستشار الخاص للأمين العام المعني بأفريقيا يشير إلى أن القارة مازالت تعاني من تفشي الفقر والمعدلات العالية للبطالة وخاصة بين الشباب بما يظهر وجود خطأ في نموذج التنمية في أفريقيا.

"إن الثورات في شمال أفريقيا ومناطق أخرى خلال العامين الماضيين كانت تذكيرا بمحدودية النموذج الحالي للتنمية. ولأن أفريقيا هي أكثر القارات شبابا فيتعين عليها أن توفر وظائف لما يتراوح بين سبعة وعشرة ملايين شاب يدخلون سوق العمل كل عام. إنه تحد شاق، ولكنه ليس مستعصيا."

ويقول كارلوس لوبيز المدير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لأفريقيا إن التحدي الكبير الذي تواجهه القارة هو التوسع الحضري السريع.

وأضاف أن لدى أفريقيا فرصة للاستفادة من العدد الهائل من اكتشافات المواد المرتبطة بالطاقة.

"إذا كانت أفريقيا غنية بالفعل فإنها ستكون أكثر ثراء. إذ إننا نكتشف أمرا مفاجئا للكثيرين وهو الإمكانيات الرهيبة التي تمتلكها أفريقيا في مجال الطاقات المتجددة. وسيغير هذا موقع أفريقيا في العالم لأنها ستصبح قادرة على توفير الطاقة بشكل لم يكن معروفا من قبل."

وأضاف كارلوس لوبيز أن على أفريقيا إدراك أن التصنيع هو الخيار الوحيد المجدي أمامها من أجل توفير الوظائف بأعداد كبيرة وتحديث الاقتصاد.

وأكد على ضرورة عدم فصل الزراعة عن الصناعة في أفريقيا بل يجب أن تصبح جزءا منها في شكل الصناعات الزراعية.