منظور عالمي قصص إنسانية

وكالة الأونروا تعيد فتح مراكز المساعدات في غزة

وكالة الأونروا تعيد فتح مراكز المساعدات في غزة

تنزيل

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

أعادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا فتح مراكز توزيع المواد التموينية وتشغيل العاطلين عن العمل بعد إغلاق دام يومين، في ظل احتجاجات متصاعدة أشاعت أجواء من التوتر الشديد بين المنظمة الدولية واللاجئين الفلسطينيين الذين احتجوا على قرار وقف المساعدات النقدية لأكثر من واحد وعشرين ألف عائلة مصنفة ضمن الحالات الأشد فقرا في قطاع غزة.

عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا، أكد لإذاعة الأمم المتحدة أن الأونروا اضطرت لعملية الإغلاق بسبب عدم توفر الأجواء الأمنية المناسبة لعمل موظفيها ولعدم رغبتها في تعريضهم لأي أذى في ظل حالة الغليان التي سادت أوساط اللاجئين خلال اليومين الأخيرين

وأضاف:

 "الوضع كان خطيرا للغاية، كنا نخشى من حصول صدامات بين موظفي الأونروا والمتظاهرين وأن يتعرض أحد منهم للأذى لذلك قررت الأونروا إغلاق هذه المقرات، بالأمس كان هناك لقاء مع مختلف الجهات المعنية بهذا الأمر وقدمت تطمينات بأن أحدا لن يتعرض لأحد موظفي الأونروا وأن الموظفين سيعملون في بيئة آمنة ملائمة لذلك قررت الأونروا إعادة تشغيل مراكز التموين والمراكز المجتمعية في مختلف مناطق قطاع غزة.  " 

الجهات المحلية المهتمة بقضايا اللاجئين في قطاع غزة رحبت بقرار الأونروا معتبرة أنه يسير في الاتجاه الصحيح ولكنها طالبت في الوقت ذاته بوقف التقليصات التي تنفذها بين الفينة والأخرى في ظل استمرار تدهور الأوضاع المعيشية في قطاع غزة.

هذا ما أخبرنا به سمير أبو مدللة، رئيس جمعية مركز اللاجئين للتنمية المجتمعية:

 "أعتقد أن هذه الخطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نرحب بها وفي نفس الوقت نطالب الوكالة بالتراجع عن تقليصاتها الأخيرة التي طالت واحدا وعشرين ألف أسرة من أفقر الفقراء يتقاضون مبلغ عشرة دولارات كل ثلاثة شهور، وهو مبلغ ضئيل جدا  إذا ما قورن بالمصاريف الجارية للوكالة، ونحن مع الوكالة للضغط عبر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعبر الجاليات بالخارج وعبر الضغوط الشعبية من اجل أن تستأنف الدول مساعداتها وتزيد الوكالة بشكل يتناسب مع النمو السكاني وزيادة الاحتياجات للاجئين" 

من جانبه يرى عطية رضوان أحد مسئولي اللاجئين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أن على الأونروا أن تدرك أن الاحتجاجات هي صرخة من الجائعين والمحرومين في غزة وعليها أن تستغل الجانب الإيجابي لهذه الاحتجاجات لجلب مزيد من الأموال من الدول المانحة وقال:

عادة الفتح هو أمر جيد ولكن الإغلاق بالسابق كان سيئا وكان قرارا سيئا، والفتح هو تصحيح خطأ من السيد روبرت تيرنر، وأنا أعده خطأ جسيما جدا أن تعاقب الوكالة الناس عقابا جماعيا مهما تكن الظروف.. ربما كانت هي ردة فعل طبيعة من قبل شريحة من اللاجئين المعوزين، فقاموا بدخول المقر وهذا شئ مستنكر وأنا استنكره شخصيا ..أنا مع أي اعتصام سلمي لا يؤثر على عمل المؤسسة ، سلمي محترم حتى يساعد الأونروا في تمويل ذاتها وفي تمويل مشاريعها"..

شريحة كبيرة من اللاجئين الفقراء أعربت عن ارتياحها لقرار إعادة فتح مراكز توزيع المواد الغذائية لدى الأونروا مؤكدة أن الأوضاع في غزة لا تحتمل إغلاق تلك المراكز في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.

اللاجئ أبو إياد الذي يعيل أسرة تتكون من 17 فردا، ويحصل على كوبونة مضاعفة من الأونروا عبر عن  أهمية المساعدات المقدمة له من الأونروا قائلا:

"انا آخذ التموين طحين وزيت وأهم شئ هو الدقيق، إننا لا نعمل، الكوبونة هي الاستفادة الوحيدة، أرجو ألا يقطعوا التموين والكوبونة لان هذا هو قوت أبنائنا.. نحن نفضل أن نموت على أن يجوع أبناؤنا، ونحن نتمنى من الله ألا يعيدوا القطع مرة أخرى"

حصار وتقليصات وعجز في ميزانية المنظمة الدولية الأكبر المهتمة بشئون اللاجئين الفلسطينيين من شأنه أن يزيد الضغوط على فقراء غزة والذين باتوا يدفعون ثمنا غاليا لازمات مستمرة تتطلب من الجميع التدخل لإيجاد حلول عاجلة لها.