منظور عالمي قصص إنسانية

في منتدى الغابات: لبنان فخور بتصدر شجرة الأرز لعلم البلاد وسيحاول جاهدا استعادة صورة "لبنان الأخضر"

في منتدى الغابات: لبنان فخور بتصدر شجرة الأرز لعلم البلاد وسيحاول جاهدا استعادة صورة "لبنان الأخضر"

تنزيل

في اجتماعات منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات المنعقد حاليا في إسطنبول، تحدث مندوب وزارة الزراعة اللبناني عن خطة البلاد الرامية إلى زرع أربعين مليون شجرة حرجية لمحاربة التصحر والجفاف. المزيد في تقرير مندوبتنا في المنتدى مي يعقوب.

طبيعة أرض لبنان الجبلية الممانعة كمعظم جبال بلاد الشام كانت ملاذا للمضطهدين في المنطقة منذ القدم، وفي الوقت ذاته صبغ مناخه جمال طبيعته التي تجذب السياح من البلاد المحيطة به مما أنعش اقتصاده حتى في أحلك الأزمات. ولكن جمال طبيعته أصبح مهددا مع انقراض الثروة الحرجية شيئا فشيئا إنْ بسبب الحرائق المفتعلة أو الناتجة عن العدوان المسلح كإلقاء القنابل على الغطاء الأخضر، أو بسبب القطع العشوائي للأشجار والإفراط في رعي قطعان الماعز.

ولمحاربة اضمحلال الغطاء الحرجي تعمل وزارة الزراعة في لبنان مع الوزارات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات الأهلية والقطاع الخاص على خلق مبادرات متنوعة لإعادة التحريج وزيادة المساحات الخضراء كما أكد مندوب وزارة الزراعة اللبنانية أمام منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات المنعقد في اسطنبول:

"لبنان هو واحد من بين عدد قليل من بلدان الشرقية للبحر الأبيض المتوسط ​​ الذي يعمل كثيرا على عمل إعادة التحريج من أجل إعادة الغطاء الأخضر إلى البلاد. لدينا برنامج كبير يسمى "مشروع زراعة أربعين مليون شجرة حرجية". وقد يبدو هذا الرقم صغيرا بالنسبة للبلدان الكبيرة، لكن بالنسبة لبلد مثل لبنان تبلغ مساحته عشرة آلاف وأربعمئة واثنين وخمسين مترا مربعا، فإن زرع 40 مليون شجرة يعد شيئا كبيرا جدا."

ووفقا لوزارة الزراعة اللبنانية، يرتكز المشروع الجديد على مرحلتين:  أولا، وضع خطة رئيسية لإعادة التحريج في لبنان قادرة على تحديد الحاجات من خلال استعمال الوسائل التقنية العلمية لاختيار الموقع المناسب مع تقييم الظروف، واختيار الأنواع والأصناف الوطنية المناسبة، واختيار تقنيات الزراعة الملائمة، والصيانة، وتحديد أساليب وطرق المتابعة والتقييم. يتماشى ذلك مع تحديد الوظائف ووجهة استعمال واستثمار الغطاء الحرجي. وثانيا، اعتماد هذه الخطة للمواقع القابلة للتحريج بالتعاون مع الشركاء الوطنيين من القطاعين الحكومي والخاص كالوزارات المعنية، الجمعيات غير الحكومية، التجمعات المحلية، البنوك والمستثمرين. ومن المتوقع  أن تتضافر الجهود في سبيل تحقيق الهدف الأول وهو إعادة الغطاء الحرجي إلى نسبة 20% من خلال زراعة الأربعين مليون شجرة حرجية على مساحة 70000 هكتار في العقد القادم:

"نحن فخورون جدا بوجود شجرة الأرز في وسط علمنا، ونحن نحاول استعادة صورة "لبنان الأخضر". هذا البرنامج كبير ويشترك فيه القطاع العام والقطاع الخاص، فضلا عن المجتمعات الوطنية والدولية."
 
 

 

 

 

ومن بين الأسباب المؤدية إلى اضمحلال الثروة الحرجية، النمو المدني وطفرة الأعمار الكبيرة على حساب الأراضي الجبلية والسعي إلى تحويل المساحات الطبيعية إلى مرافق سياحية، مما يعرض البيئة الخضراء إلى تناقص تدريجي ومستمر. سبب آخر هو الإهمال، لا سيما إهمال السلطات الرسمية في مراقبة حركة السكان العشوائي والعبثي

إشارة إلى أنه خلال حركة السكان السياحية التي تنشط في فصلي الربيع والصيف، ترتفع نسبة الحرائق والنيران التي تضرب الغابات وذلك نتيجة لسلوك غير واع ٍ من قبل الوافدين إلى الغابات بغية التنزه.

وفي هذا الإطار دعا المندوب اللبناني إلى منتدى الغابات والذي أوفد إلى الاجتماع لتعذر الوزير السابق حسين الحاج حسن عن المشاركة بسبب استقالة الحكومة اللبنانية، دعا أهل الخبرات إلى مساعدة لبنان في مهمته الكبيرة:

"نجن بحاجة إلى الكثير من الخبرات، لأنه على الرغم من صغر مساحة لبنان إلا أن طبيعته غير متجانسة. وقد واجهنا الكثير من الصعوبات في عملية إعادة التحريج. هنا أود أن أطلب من جميع البلدان التي تمتع بخبرة في هذا المجال، بشكل رئيسي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، التعاون معنا من أجل تحقيق النجاح في مهمتنا."

ومن بين الموارد والخدمات التي توفرها الغابات والأحراج اللبنانية، المحافظة على التنوع البيولوجي، والسياحة البيئية والترفيهية، وحفظ التربة والمياه، والوقود خشب/فحم، وإنتاج الصنوبر، وإنتاج النباتات الطبية والعطرية والصالحة للأكل، وإنتاج العسل، وتخفيف وقع تغير المناخ.

من إسطنبول، كانت معكم مي يعقوب