في ظل التأكيد على أن الغابات السليمة تشكل دعما لمجموعة واسعة من الأنشطة التنموية والاقتصادية، انطلق منتدى الأمم المتحدة العاشر المعني بالغابات في مدينة إسطنبول التركية.

ويلتئم المنتدى، الذي يعد الهيئة الدولية الوحيدة المعنية بسياسات الغابات والأشجار، لحشد الجهود من أجل تحقيق الأهداف العالمية الأربعة المتعلقة بالغابات وهي الحد من إزالة الغابات، وتحسين سبل العيش والاقتصاديات للناس الذين يعتمدون في معيشتهم على الغابات، وزيادة الغابات تحت الحماية، وزيادة المساعدات للبلدان النامية من أجل تحسين إدارتها للغابات.  

رئيس وزراء الدولة المضيفة رجب طيب أردوغان الذي افتتح المنتدى، أشار إلى أن انعقاد المنتدى للمرة الأولى في إسطنبول بعد أن كانت الاجتماعات السابقة تجري جميعها في نيويورك له مدلولات كبيرة:

"أعتقد أن الرسائل التي سترسل إلى العالم من إسطنبول ستكون ذات مغذى من حيث بناء عالم صالح للعيش للجميع. دعوني أيضا ألفت النظر إلى أن إسطنبول لديها جغرافية خاصة. ومن ناحية تعد إسطنبول مدينة أوروبية ومن ناحية أخرى، فهي معروفة جدا في آسيا وإفريقيا. وهي مدينة تحمل تقريبا آثار جميع ثقافات وسكان العالم."

وتغطي الغابات ثلث مساحة الأرض. ويعتمد نحو 1.6 مليار شخص على الغابات في معيشتهم. كما أن ثلاثة أرباع المياه العذبة تأتي من مناطق تجمع المياه الحرجية والمنحدرات المستقرة في الغابات.

وفي هذا السياق أكد وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وي هونغبو، على أن اجتماع إسطنبول يأتي في لحظة حاسمة لتحسين مستقبل عالم الغابات:

"لنكن واضحين جدا! إن التحديات التي نواجهها من أجل الحفاظ على هذه الهدية الثمينة التي تقدمها لنا الطبيعة وإدارتها بطريقة مستدامة، كثيرة وخطيرة جدا. علاوة على ذلك، إن الخدمات التي تقدمها الغابات لا تزال تعتبرا أمرا مفروغا منه، ولا تقدر قيمتها كما يجب بالتوافق مع قيمة السلع والخدمات التي توفرها."

وتمنع الغابات الانهيارات الأرضية وتحمي المجتمعات الساحلية ضد التسونامي والعواصف. ويعتمد أكثر من ثلاثة مليارات نسمة على الغابات في توفير الأخشاب لأغراض الطهي والتدفئة.

وكانت هناك بعض الاتجاهات الإيجابية حيث انخفض المعدل العالمي لإزالة الغابات بحوالي 20 في المائة خلال العقد الماضي. ولكن بالرغم من زرع مزيد من الأشجار، فإن القيمة الحقيقية للغابات، - بما في ذلك مساهمتها في المياه والتنوع البيولوجي والتخفيف من آثار تغير المناخ -، كثيرا ما لا تؤخذ بعين الاعتبار. وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وي هونغبو:

"من أجل التصدي بفعالية لهذه التحديات، نحن بحاجة إلى جهود متضافرة، ليس فقط على المستوى الوطني بل أيضا على المستوى الإقليمي والعالمي. منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات يعد قيمة ومحفلا هامين لتنسيق هذه الجهود الشاملة. إن الصك غير الملزم قانونا والأهداف العالمية الأربعة بشأن الغابات التي انبثقت عن هذا المنتدى وفرت إطار عمل عالمي تشتد الحاجة إليه." 

وقد اعتمدت الجمعية العامة، بموجب قرارها 62/98 ، الصك غير الملزم قانونا بشأن جميع أنواع الغابات . وينص برنامج العمل متعدد السنوات الذي اعتمده منتدى الغابات في دورته السابعة للفترة ٢٠٠٧- ٢٠١٥ على تركيز المنتدى في كل دورة من دوراته، على جملة أمور، من بينها إحراز تقدم نحو تحقيق الأهداف العالمية الأربعة المتعلقة بالغابات بالإضافة إلى تنفيذ الصك غير الملزم قانونا بشأن جميع أنواع الغابات.

وكان  المنتدى قد قرر في دورته التاسعة أن تركز التقارير الوطنية الطوعية البسيطة المقدمة إلى الدورة العاشرة على تنفيذ الصك غير الملزم قانونا بشأن جميع أنواع الغابات وعلى تقديم إفادات متوازنة عن أهدافه العالمية الأربعة المتعلقة بالغابات، وطلب من الأمانة أن تضع، لهذه الغاية، نموذجا مبسطا لتقديم التقارير، بالتشاور مع الأعضاء الآخرين في الشراكة التعاونية في مجال الغابات.

ولمعرفة المزيد عن التقدم المحرز بشأن النقاط الآنف ذكرها، تابعوا إذاعة الأمم المتحدة على الموقع التالي：

www.unmultimedia.org/arabic/radio/