منظور عالمي قصص إنسانية

إيفاد وشركة مارس لإنتاج الشوكولاته يتعاونان لحل أزمة إنتاج الكاكاو

إيفاد وشركة مارس لإنتاج الشوكولاته يتعاونان لحل أزمة إنتاج الكاكاو

تنزيل

ففي الولايات المتحدة وحدها، يباع أكثر من 30 مليون كيلوغرام من الشوكولاته في أسبوع عيد الفصح. كما أن المبيعات تتزايد بنسبة 2 في المائة كل عام، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الكاكاو.

ولكن إنتاج الكاكاو لا يمكنه مواكبة الزيادة على الطلب، خاصة وأن السنوات الأخيرة شهدت انتشار الأوبئة والأمراض. ويتم إنتاج معظم الكاكاو في العالم من قبل 6 ملايين مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة، وهم أيضا يعتمدون على أشجار هَرِمَة وأساليب الزراعة غير المستدامة.

مارس – ثاني أكبر شركة إنتاج الشوكولاته في العالم - تتوقع أن تنخفض صناعة الشوكولاته بسبب انخفاض إنتاج مسحوق الكاكاو بحوالي ميلون طن. ولضمان بقائها، أدركت شركت مارس ضرورة الاستثمار في المزارع. هذا ما أوضحته سيتي أسمايانتي، مديرة الاستدامة بشركة مارس بإندونيسيا:

"نحن بحاجة لفعل شيء لتحسين إنتاج الكاكاو، نحن بحاجة لفعل شيء لمساعدة المزارعين على زيادة عوائدهم بثلاثة أضعاف."

أحد المزارعين التواقين إلى زيادة عائداتهم هو أحمد داريس الذي يعيش في إندونيسيا، ثالث أكبر منتج للكاكاو في العالم، وفي قريته الواقعة بجزيرة سولاويزي، الجميع يربي الكاكاو.

كما أن أحمد نفسه يزرع الكاكاو منذ 20 عاما - لكنه كافح ضد الآفات والأمراض خلال السنتين الماضيتين –وكاد أن يفقد الأمل:

"في بعض الأحيان أفقد الأمل بالكامل. وأبدأ بالتساؤل: ماذا يمكن أن أفعل؟ وكيف يمكنني الاستمرار إنْ كنت لا أملك المال؟ أحيانا تختلط الأمور علي وأصاب بالصداع، وحتى أنني أبكي في المنزل. كيف سأحل هذه المشكلة؟"

ميمي أبودوهو، جارة أحمد، لديها قصة مشابهة. فهي تملك ألف شجرة كاكاو، ولكن عائداتها كانت منخفضة جدا، لدرجة أنها لا تستطيع إعالة أسرتها.

"زراعة الكاكاو كانت صعبة للغاية بالنسبة لنا لأنه في ذلك الوقت لم نكن نعرف الكثير عن الكاكاو."

ولكن في عام 2011، تغير هذا الوضع. إذ تعاونت شركة مارس مع الحكومة الإندونيسية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية - إيفاد لفتح ركز لتنمية الكاكاو. أحمد وميمي هما من بين المزارعين الخمسمائة الذين قدموا للتدريب. وفي المركز يتعلمون تقنيات جديدة حول كيفية رعاية أشجارهم، والحفاظ على مزارعهم وإنتاج الكاكاو بكمية أكبر وبطريقة أفضل.

ويبدو أن التدريب يؤتي ثماره بالفعل! فميمي طبقت التقيات الجديدة على مزرعتها. وقبل عام، كانت تحصد فقط 50 كيلو غراما من حبوب الكاكاو مرتين في السنة. أما الآن فهي تحصد 100 كيلوغرام مرتين في الشهر! أحمد استخدم أيضا مهاراته الجديدة. وفي العام الماضي، زادت غلته بنسبة 60 في المائة:

"الآن يطير قلبي من السعادة. الحمد الله أنني تغلبت على هذا الشدة. سأستمر في العمل الجاد في زراعة الكاكاو لأنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحسن حياتي."

هناك أكثر من 400 ألف مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة مثل أحمد وميمي في إندونيسيا. واستنادا إلى نجاح هذا التدريب، تخطط شركة مارس للوصول إلى أكبر عدد من المزارعين من خلال افتتاح مراكز لتنمية الكاكاو في مناطق أخرى في وقت لاحق هذا العام.