منظور عالمي قصص إنسانية

أسر سورية وألم الفراق على الحدود

أسر سورية وألم الفراق على الحدود

تنزيل

مازالت كثير من الأسر السورية تعبر الحدود إلى الأردن فرارا من أعمال العنف، ويزيد أوضاع اللاجئين ألم فراق الوطن وأحبائهم.

في التقرير التالي قصة إحدى الأسر السورية.

تغرب الشمس على الحدود الأردنية السورية، عبر أولئك الأشخاص للتو إلى حياة مختلفة، حياة اللاجئين.

تقف الشاحنة في سوريا، وعلى بعد أمتار قليلة تقف هذه الأسرة في الأردن.

عبرت انتصار مع ابنها وزوجته، وابنتيها وأحفادها الحدود فرارا من حرب طالت وزادت شدتها:

"حاولنا أن نظل في بيتنا وألا نغادره، ولكن المنزل قريب من حاجز التفتيش، فانتقلنا إلى منزل آخر في وسط القرية ولكن القذائف استهدفت المنازل القريبة وتدمر ثلاثة أو أربعة منها."

أبو طه يقود الشاحنة ويعبر بالسوريين الحدود على مدى شهور، يقول إن العدد يصل إلى ألف في اليوم الواحد.

"بعض اللاجئين يخافون من القصف فيتركون قراهم، والبعض الآخر تعرض بالفعل للقصف ولم يبق لهم مكان يحتموا به." 

بالآلاف يصل السوريون إلى الأردن عبر الحدود المشتركة هربا من أهوال الحرب في الوطن. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن أكثر من أربعمائة وخمسين ألف شخص.

يساعد الجيش الأردني الوافدين الجدد ويحاول توفير الضمانات لسلامتهم.

ولكن الطريق لا يخلو من المخاطر، ولا يتسم المستقبل إلا بالغموض. تتوجه انتصار وأسرتها إلى مخيم الزعتري بحثا عن الأمان:

"نتوقع أن نتوجه إلى منطقة أكثر أمنا من المنطقة التي تركناها."

نجل انتصار سيعود مرة أخرى إلى سوريا لحماية ما لديهم هناك. يتردد وهو يبتعد عن أسرته يعتصره الحزن.

وتشعر انتصار بالقلق على ابنها، ولكنها تعرف أن وضعه سيكون أقل تعقيدا بدونهم، وسيتمكن من التحرك بسرعة والمجئ إلى الأردن إذا تعرض للخطر في سوريا هكذا تقول أو تأمل حتى تلقاه.