منظور عالمي قصص إنسانية

"لا مرحاض لا عروس" شعار ينتشر على جدران المنازل في الهند

"لا مرحاض لا عروس" شعار ينتشر على جدران المنازل في الهند

تنزيل

حوالي نصف سكان الهند ليس لديهم مراحيض في منازلهم. لتدارك هذه المشكلة بدأت الحكومة الهندية حملة نظافة صحية كبيرة بالتعاون مع البنك الدولي. المزيد في التقرير التالي.

إنه حفل زفاف هندي..  حفل زفاف مانيش كومار البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما وبابيتا راني البالغة من العمر عشرين عاما

إنه عرس فخم في ولاية هاريانا الهندية.

ولكن شرط والدي العروس المسبق للزواج كان فريدا من نوعه... بابيتا:

"عندما قرر أمي وأبي بشأن زواجي، سألا أولا إن كان هناك مرحاض في منزل العريس. الآن أصبح لديه مرحاض."

..لكنها مسألة ثقافية، وليس اقتصادية. فقد اعتاد القرويون على أن يتبرزوا في الحقول أو غيرها من الأماكن العامة - وتغيير سلوكهم هو مهمة صعبة.

لذلك أصبح شعار "لا مرحاض لا عروس" يزين الجدران في جميع أنحاء البلاد، وهو يمثل جزءا من حملة للصرف الصحي تقوم بها الحكومة الهندية، كما أوضحت سوميدا كاتاريا، نائبة المفوض الصحي في الهند:

"حتى عام 2008 عندما بدأنا حملة النظافة الكلية هذه، كان 40٪ فقط من المنازل تتوفر فيها المراحيض. 60 في المئة من الشعب كان يخرج إلى العراء. عندما كنّا نزور أية قرية، كنّا نشم رائحة كريهة."

وحملة النظافة الكلية هي جهد مكثف تقوم به الحكومة لتغيير طريقة تفكير الشعب الهندي بالمراحيض. وتأتي المبادرة، بدعم من البنك الدولي، تشمل أدوات غير عادية إلى حد ما، مثل فضح القرويين، على سبيل المثال.

وبرافين كومار مسؤول في قسم الصرف الصحي، يضع النقاط على الحروف بشكل مباشر:

"صباح الخير. من فعل هذا؟"

بالطبع لا أحد يعترف. ولكن ما يلي هو هذا السؤال هو درس في النظافة حول ضرر البراز على الغذاء وحول الكرامة في العصر الحديث.

"والآن أقول هذا للنساء. في أيامنا هذه، الهواتف المحمولة لديها كاميرات. والناس يلتقطون الصور وهم مختبئون في الأدغال، ربما تقرأن قصصا من هذا القبيل في الصحف".

وبينما يبدو الجيل القديم مترددا في تغيير عاداته، يتلقى الأطفال دروسا في النظافة كجزء من التدريبات الصباحية في المدارس. برافين فيرما كومار:

"أيها الأطفال، عندما نذهب في العراء للتغوط، يتم جلب الفيروس والبكتيريا إلينا عن طريق الذباب. إنه لأمر فظيع. نحن نأكل هذه البكتيريا التي يتركها الذباب على الطعام. عندما نتبرز في العراء، يأتي الذباب ويجلس عليه. كل ذبابة لديها ستة أرجل، وتستطيع الرجل رفع مليغرام من الوزن، فمع ستة أرجل، لدينا ستة مليغرامات."

جاسي رام جي يعيش مع ابنه تولا رام ديهيمان في منزل متواضع. لا يستطيعان شراء الكماليات، ولا حتى جهاز التلفزيون. ولكنهما قررا إنفاق المال على مبنى خارجي للمرحاض لأن لا أحد في المجتمع يمكنه الهروب من ضغط الأقران، كما يقول تولا:

"أولئك الذين يملكون المرحاض يوفرون الوقت. الناس الذين يملكون المراحيض لا يصابون بالمرض، وإذا لم يكن لديك مرحاض تشعر بالحرج، لأن الناس يتحدثون عن ذلك. لديك أيضا مشكلة عندما يزورك الضيوف. فضيوفك سيحتاجون إلى التبرز في العراء. ولكن الكثير من الناس لا يفعلون ذلك بعد الآن. عدم وجود المرحاض يمكن أن يصبح مشكلة. "

أولئك الذين لا يستجيبون لضغط الأقران، قد يدفعون ثمنا باهظا لعدم الامتثال.

ريهبا كاشياب، 34 سنة، رئيسة قرية في ولاية هيماشال براديش، تستخدم قوتها القانونية لإقصاء الذباب بعيدا عن قريتها:

"إذا قام أي شخص بالتغوط في العراء، إذا قام أي شخص بنشر أي نوع من النفايات، سيتم تغريمه 1000 روبية".

أينما ذهبتم في هذه القرية، تجدون مرحاضا في كل بيت، وهي مثال نادر على مجتمع وصل إلى هدف الصرف الصحي الكامل.

سيمة تومار، إحدى الممرضات في مستشفى الولاية:

"قبل بدأ حملة الصرف الصحي، كنا نرى الكثير من الناس يتقيأون، ويعانون من الإسهال والكوليرا والسعال، والسكان يتبرزون في العراء ويلوثون مياه الشرب. والبكتيريا والحشرات تسبب الأمراض القاتلة."

هذا الظروف لا تزال منتشرة في أجزاء كثيرة من البلاد. ووفقا للتعداد السكاني للهند لعام 2011 ، هناك حوالي  53٪ من الأسر لا تملك مراحيض. وعلى الرغم من مرور سنوات على بدء الحملة الصحية - لا يزال الطريق طويلا نحو تحقيق الصرف الصحي الشامل.