منظور عالمي قصص إنسانية

اللاجئون السوريون في دول الجوار يرون محنة مواطني بلد مزقته الصراعات لعامين

اللاجئون السوريون في دول الجوار يرون محنة مواطني بلد مزقته الصراعات لعامين

تنزيل

عندما سجلت بشرى نفسها في مدينة طرابلس اللبنانية يوم الأربعاء السادس من آذار/مارس، أصبحت بدون أن تدري اللاجئ المليون من بين من فروا من سوريا منذ اندلاع الأزمة في بلادهم قبل عامين.

حارة التنك على مشارف طرابلس، أصبحت موطن بشرى وطفليها.

بشرى كانت قد هربت سوريا منذ خمسة عشر يوما خوفا على حياتها، وعبرت الحدود إلى لبنان.

المكان الحالي الذي اتخذت منه مأوى لها يقع في هذا الحي الفقير، وتعيش فيه مع عشرين شخصا آخرين من أقاربها في غرفتين. وكان زوجها قد اختفى قبل عام، وتتوق لسماع أخباره. كما تقول:

"مرة شفته في المنا، ظللت امسك بيده، وأقول له، من أجل الله لا تروح، وظللت أتساءل منذ الصباح، هل كان هذا حقيقة أم منام".

حقيقة الأمر، والتي تبدو قاسية هي أن بشرى، في سن التاسعة عشر، تجد نفسها وحيدة في ظل غياب زوجها، وتكاد المسئولية الملقاة على عاتقها تفوق قدرتها على التحمل.

"حياتي هنا في لبنان صعبة. فأنا بمفردي، وأهلي ليسوا معي. ولكن بيت عمي مثل أهلي. أشعر أن المسئولية كبيرة جدا، فأولادي والدهم ليس معهم".

ورغم أن اسمها بشرى، يرتبط معناه بالخبر السار، إلا أنها وغيرها من السوريين لا يجدون هذه البشرى ولا يبدو أنها تلوح في الأفق.

قصة بشرى، تمثل انعكاسا للمحنة التي يعشها مئات الآلاف من السوريين الأخرين لمدة سنتين، هي عمر الأزمة في بلادهم.

بشرى الآن تعد واحدة من بين مليون لاجئ سوري سجلوا أسماءهم لدى المفوضية العليا لشئون اللاجئين.  

وتقول بشرى إنها لم تتصور يوما أن يصل بها الأمر إلى هذا الحال، مضيفة أنه ليس من السهل عليها أن تطلب المساعدة.

ولكن بدون مساعدة المفوضية العليا لشئون اللاجئين، لن تتمكن من إعالة أسرتها الصغيرة.

فما أن تم تسجيل اسمها، فسوف تحصل على بطاقات المواد الغذائية والبطانيات والمواد الصحية، ومستلزمات الأطفال. كما سيتم توفير المساعدة الطبية لها، والتي تعد كلها من المواد الأساسية ومن  الضروريات التي تحتاجها لحياتها بعيدا عن وطنها، والتي يبدو أن أيامها  ستكون طويلة.

وقد قررت بشرى أن تروي قصتها، حتى يدرك العالم المعاناة التي يتكبدها اللاجئون السوريون.

ويواصل المواطنون السوريون الفرار من أعمال العنف المتواصلة في بلادهم بشكل يومي وبأعداد متزايدة.

ولكن، بالنسبة لبشرى، فإن أمآلها بالنسبة للمستقبل بسيطة، وتعكس أحلام الكثيرين غيرها، وتتجسد في العثور على السلام والاستقرار من جديد.

"أول أمنية، أحب أن أرجع بلدي. وقبل أن أرجع بلدي أن أشوف زوجي. وأن يأتيني خبر عن زوجي، أي خبر، المهم أن أسمع خبر عن زوجي وأن أشوفه. أمنيتي الثانية، هي أن أرجع إلى بلادنا، وألتقى أنا وزوجي، ونرجع كما كنا من قبل".

ومع انتشار مليون لاجئ في المنطقة وخارجها، فإن مليون حياة قد شردتها أعمال العنف خارج سوريا، إضافة إلى المشردين داخلها، مشكلين أزمة إنسانية ملحة، قد تستمر لشهور أو ربما سنين.

وبالنسبة لبشرى، فإن الأولوية تتمثل في البقاء على قيد الحياة، وبناء حياة لأطفالها، حياة تأمل تكون مؤقتة.