منظور عالمي قصص إنسانية

الأونروا تلغي ماراثون غزة الدولي بسبب قرار سلطات القطاع بمنع مشاركة النساء

الأونروا تلغي ماراثون غزة الدولي بسبب قرار سلطات القطاع بمنع مشاركة النساء

تنزيل

أعلنت وكالة الأونروا إلغاء الماراثون السنوي الذي تنظمه في قطاع غزة بسبب إصرار سلطات القطاع على منع النساء من المشاركة في السباق.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

أثار إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"  إلغاء الماراثون الدولي الثالث الذي كان من المقرر عقده في العاشر من شهر أبريل نيسان القادم، صدمة واستياء كبيرين لدى آلاف الفلسطينيين والعدائين المحليين والدوليين الذين انتظروا بفارغ الصبر قدوم هذا المارثون المعبر عن الوجه الحضاري لغزة والذي يبعث برسالة تضامن من العالم إليها.

عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا يقول إن إلغاء الماراثون جاء بعد رفض السلطات في غزة مشاركة النساء به الأمر الذي رفضته الأونروا لأنه يتنافي مع مبادئ وقيم الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

"نحن في الاونروا ملتزمون بقيم ومعايير الأمم المتحدة التي تنص على المساواة بين الجنسين لذلك لا يمكن أن نلتزم بهذا القرار، القرار كان وقعه صعبا علينا ونشعر بخيبة أمل كبيرة لان هذا الماراثون هو ماراثون تضامني مع غزة وأيضا لجمع الأموال لألعاب الصيف التي يشارك بها أكثر من 250 ألف طفل هنا في قطاع غزة ."

وأشار أبو حسنة إلى أن أكثر من خمسمائة وخمسين شخصا من الفلسطينيين سجلوا للمشاركة في الماراثون  من بينهم مائتان وست وستين امرأة، فيما بلغ عدد المتضامنين والعدائين الدوليين مائتين وستة وخمسين متضامنا من بينهم مئة وتسع عشرة امرأة.

فيما توقع أن يشارك أكثر من ألف ومائتي طالب من مختلف مدارس قطاع غزة.

الطالبة ريم التي شاركت في مارثون العام الماضي عبرت عن خيبة أملها لهذا القرار وقالت:

"كثير حزينة على الحياة التي نحياها، لماذا يتصرفون معنا بهذا الشكل، أنا شاركت العام الماضي بالماراثون وكانت فرصة رائعة لنا، وأنا أتساءل هل هذه مكافأة لنا، أين حقوق الإنسان، نحن أصلا في غزة لا نحيا، حتى من الحياة محرومين ، هل هذه مكافأة لنا لأن اليوم العالمي للمرأة بعد يومين، أنا جدا حزينة "

أما العداءة الدولية جيني بيكر، البريطانية الأصل، والتي كان من المقرر أن تشارك في ماراثون الاونروا فأعربت عن حزنها الشديد لإلغائه وقالت :

"أعتقد أيضا أنها فرصة ضائعة من السلطات في غزة، لأن القصة التي ستنشر في الأخبار ستكون أن غزة لا تريد للنساء المشاركة في سباق العدو فيما كان من المفروض أن نشعر بالغضب إزاء الوضع الذي يعيش في ظله سكان غزة من قيود وفقر. كان الماراثون فرصة لتسليط الضوء بشكل إيجابي على غزة والوضع الذي يعيش في ظله سكان القطاع ولجمع التبرعات وإظهار ما تفعله الأمم المتحدة هناك."

منظمات حقوق الإنسان  رفضت قرار سلطات غزة بمنع النساء من المشاركة، وقال الحقوقي مصطفى إبراهيم إن منع الفتيات من المشاركة في ماراثون غزة الدولي يشكل تعديا صارخا على حقوق الإنسان.

"أعتقد أن هذا لا يجوز أن تمنع حكومة غزة النساء من المشاركة في ماراثون رياضي، هذا تعد صارخ على حقوق المرأة الفلسطينية أن تكون لديها مشاركة في جميع المستويات وهذا تمييز واضح ضد المرأة الفلسطينية، وله علاقة بأيدولوجية معينة، وهو تعد وانتهاك ضد حقوق الإنسان وحقوق المرأة هي حقوق الإنسان."

أما العداء الفلسطيني ماجد أبو مراحيل، الذي حصل على المرتبة الأولى في ماراثون العام الماضي، والمنظم الرئيسي لماراثون هذا العام، رفض منع سلطات غزة للفتيات من المشاركة وقال إن المرأة هي نصف المجتمع ومن حقها أن تشارك كما الرجل.

"أنا استغرب أن يلغى الماراثون بسبب الفتاة لأن الفتاة هي نصف المجتمع ويجب أن يكون لها دور كبير بالماراثون حتى نرسل رسالة للعالم بأننا مجتمع متحضر وذو حضارة"

قرار إلغاء المارثون سيكون له آثار سلبية على صورة غزة التي تحاول المنظمات الدولية والعديد من الجهات إعادتها إلى الأذهان كلما غابت ويبقى التحدي الأكبر أمام الأونروا هو مواصلة خططها لتسليط الأضواء على معاناة الغزيين وجلب الأموال لبرامجها الأخرى.