منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: بإمكان تحسين حاسة السمع أو منع فقدانها لملايين من الناس

منظمة الصحة العالمية: بإمكان تحسين حاسة السمع أو منع فقدانها لملايين من الناس

تنزيل

أكثر من 360 مليون شخص في العالم فقدوا حاسة السمع، وفقا لتقديرات عالمية جديدة صادرة عن منظمة الصحة العالمية بمناسبة  اليوم العالمي لرعاية الأذن الذي يحتفل به في الثالث من آذار/مارس.

وكلما تقدم الأفراد في العمر، كلما واجهوا خطر فقدان السمع.

وتشير الدكتورة شيلي شادها من إدارة الوقاية من العمى والصمم بمنظمة الصحة العالمية إن واحدا من كل ثلاثة أشخاص فوق الخامسة والستين عاما – أي ما مجموعه 165 مليون شخص في العالم – يتعايشون مع فقدان حاسة السمع:

"الخبر السار من جانبنا هو أنه يمكن الوقاية من حوالي نصف الأسباب المؤدية لفقدان السمع. كما يمكن مساعدة أولئك الذين يتعرضون له من خلال التدخل في الوقت المناسب والفعال من حيث التكلفة. إشارة إلى أنه من بين 360 مليون حوالي 32 مليون هم في الواقع أطفال دون سن الخامسة."

وذكرت الدكتورة شادها أن هناك نوعين أو فئتين من فقدان السمع. الأولى "صعوبة السمع" أو فقدان السمع بشكل جزئي، وهذه الفئة من المرضى بإمكانها السمع ولكنها تحتاج إلى بعض المساعدة مثل رفع صوت المتحدثين إليها أو اللجوء إلى أجهزة السمع. أما الفئة الثانية فهي الصم. وعن الأسباب التي تؤدي إلى صعوبة السمع، تقول شادها:

"التهابات الأذن هي السبب الرئيسي للإعاقة، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، والتي تتمثل في كثير من الأحيان من خلال تدفق سائل من الأذن. الأسباب الشائعة الأخرى تشمل التعرض للضوضاء المفرطة، وهو الأمر الذي كان يقتصر تقليديا على المهنيين، ولكن اليوم مع الضوضاء البيئية، مع زيادة التكنولوجيا، جميعنا معرض لها، وبالطبع سبب آخر هو الشيخوخة."

وهناك أمراض معدية مثل الحصبة الألمانية والتهاب السحايا والنكاف يمكن أن يؤدي إلى فقدان السمع. ويمكن منع معظم هذه الأمراض من خلال التطعيم. أما الأسباب الشائعة الأخرى فتشمل إصابات في الأذن أو الرأس، أسباب وراثية، مشاكل أثناء الحمل والولادة (مثل عدوى الفيروس المضخم للخلايا أو الزهري) واستخدام الأدوية التي يمكن أن تتلف حاسة السمع.

وذكرت الدكتورة شيلي شادها أن الإصابة بالأمراض المؤدية إلى فقدان السمع قد تحدث أيضا في الدول المتقدمة. وأعطت مثالا على ذلك حالة صبي أوروبي أصيب بالتهاب السحايا في عمر الثلاث سنوات، وأصبح أصما نتيجة لذلك. ولكن التدخل السريع حال دون استمرار معاناته:

"خلال أشهر تم زرع جهاز للسمع في أذنيه، وقد عاد الآن إلى حياته الطبيعية. دون شك هو بحاجة إلى الاعتناء بالجهاز الموضوع في أذنيه، ولكن لديه الحظ بالتمتع بفرص قد لا تتوفر إلى أطفال آخرين. إذا، الرسالة هي أنه بالإمكان منع فقدان السمع بنسبة كبيرة، وفي حال حصوله، يمكن الحد من نتائجه من خلال التدخلات الطبية."

وتشجع منظمة الصحة العالمية البلدان على وضع برامج للوقاية من فقدان السمع في نطاق نظم الرعاية الصحية الأولية الوطنية، بما في ذلك تطعيم الأطفال ضد الحصبة والتهاب السحايا والنكاف والحصبة الألمانية، وفحص وعلاج مرض الزهري بين الحوامل، والتقييم المبكر وإدارة فقدان السمع عند الأطفال.