منظور عالمي قصص إنسانية

اللاجئون الفلسطينيون الفارون من سوريا إلى غزة يتساءلون: من يتحمل مسئوليتنا حماس أم السلطة؟ والمعاناة مستمرة

اللاجئون الفلسطينيون الفارون من سوريا إلى غزة يتساءلون: من يتحمل مسئوليتنا حماس أم السلطة؟ والمعاناة مستمرة

تنزيل

اعرب المئات من اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من أتون الحرب الدامية في سوريا ووصلوا الى غزة عن غضبهم من الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في ظل اندثار الآمال التي بنوها في تحسين أوضاعهم لدى عبورهم الحدود المصرية الفلسطينيية في رفح جنوب القطاع.

لجوء متجدد وحكايات لا تنتهي من الألم والحسرة يرويها اولئك الذين شاءت أقدارهم أن يصلوا غزة بعد عبورهم محطات عديدة، باحثين عن الأمل المتجسد في مأوى ورغيف خبز آمن وعمل يقتاتون منه. فيما بدا أن تلك الآمال تتبخر على أبواب المؤسسات المنهكة أصلا في القطاع.

اللاجئ الفلسطيني أبو محمد، يقول لإذاعة الأمم المتحدة إنه جاء الى غزة بعد رحلة

"توجهت للشئون الاجتماعية ولرئاسة الوزراء، ولم اترك مكانا إلا توجهت له، حتى الأونروا توجهت لها ولم يقبلوا تسجيلي في برنامج البطالة الذي يستفيد منه أهل غزة، رغم أن معي كارت مؤمنا، ولكنه إصدار سوريا، حتى دقيق وزيت وأرز لم يعطوني، يعتبروني مواطنا فلسطينيا وما يحق له يحق لي، على الاقل يقدموا لي إيجار بيت، لا أريد أكل وشرب، أنا ساعمل أي شئ لتأمين أكل وشرب، ولكن يعطوني إيجار بيت فقد جئنا من سوريا لا نملك شيئا هربا من الحرب".

بسام، لاجئ فلسطيني آخر، فر من سوريا إلى غزة هربا من الموت، تاركا أسرته  تعاني ويلات الصراع الدامي الدائر بين الأفرقاء السوريين، يتساءل عمن يتحمل مسئولية رعاية اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا. ويقول:

"من يتحمل مسئوليتنا هل هي حماس أم السلطة الفلسطينية؟ نحن هنا نشعر بالضياع، لا نعرف ماذا نفعل، توجهنا لكل الجهات والجميع يقول انتظر دورك، والحياة هنا باهظة الثمن ليست كما حياتنا في سوريا".

بسام الذي فر من سوريا بحثا عن الأمن والاستقرار صدمته الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ قرار بالعودة إلى سوريا مهما كلفه الأمر من ثمن باهظ.

من جانبه قال المستشار الاعلامي للاونروا عدنان ابو حسنه إن أعداد اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من سوريا إلى غزة لا تشكل ظاهرة حتى الآن، وأن الحديث يدور عن بضع مئات فقط، مؤكدا أن الاونروا تبذل كل ما في استطاعتها لتقديم المساعدة لهم .

"عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى غزة يقرب من ثلاثمائة وثلاثين فردا حسب إحصائيات الأونروا، معظمهم جاء عبر مصر، عبر معبر رفح الحدودي. والبعض الاخر جاء عبر الانفاق، الأونروا تقدم لهم المساعدات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين هنا في قطاع غزة، نستوعبهم في مدارس الاونروا، نقدم لهم الخدمات الصحية أيضا المواد التموينية توزع عليهم حسب دورات التوزيع المعتادة وأيضا سيتم استيعابهم في حال تقدمهم لفرص العمل المؤقتة كما كل المواطنين الفلسطينيين هنا في غزة".

الدكتور سمير أبو مدللة رئيس مركز دراسات اللاجئين للتنمية المجتمعية  يرى أن الحكومة الفلسطينية في غزة والأونروا والمجتمع الفلسطيني بقطاعاته المختلفة هم الذين يتحملون المسئولية الكاملة عن إيجاد ماوى لهؤلاء اللاجئين ويقول:

"اعتقد أن المسئولية الأولى هنا في قطاع غزة تقع على عاتق الحكومة المقالة. اعتقد أن الحكومة في غزة مطلوب منها بشكل واضح أن توفر حياة كريمة لهؤلاء اللاجئين بصفتها هي المسئولة في غزة، توفير فرص عمل لهم وتوفير الإغاثة والمسكن، هذا بالأساس، ثانيا يأتي دور الأونروا، بصفتها مسئولة عن اللاجئين الفلسطينيين في غزة وبالتالي فليضاف إلى اللاجئين الفلسطينيين وليضاف الى نداء الطوارئ الذي وجته الأونروا في الآونة الاخيرة ما يغيث خمسين عائلة".

غزة المنهكة بحروبها ومشاكلها المتنوعة تستقبل المئات من اللاجئين الفلسطينيين الذين تركوا كل شئ في سوريا ولكن يبدو أن الواقع المرير للقطاع المحاصر جعل من أمكانيات مساعدة تلك العائلات محدودة للغاية.