منظور عالمي قصص إنسانية

الحد من هدر الغذاء: مأدبة غداء لوزراء وديبلوماسيين في كينيا تحفل بأطباق أعدت من مواد غذائية مهدرة

الحد من هدر الغذاء: مأدبة غداء لوزراء وديبلوماسيين في كينيا تحفل بأطباق أعدت من مواد غذائية مهدرة

تنزيل

في مبادرة تستهدف الحد من الفاقد الهائل من المواد الغذائية، وجه برنامج الأمم المتحدة للبيئة الدعوة لعدد كبير من المسئولين والشخصيات البارزة والرفيعة المستوى في كينيا، لتناول الغداء.

مائدة الطعام لم تكن عادية، كان هناك ما يميزها. فمعظم الأطباق الشهية التي قدمت للضيوف كانت من مواد زراعية، رفضتها المحال البريطانية، لا لشئ، إلا لعيوب شكلية.

ويقول تريسترام ستيورت، مؤسس منظمة إطعام خمسة ألاف، الشريكة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة:

"عندما دعا برنامج الأمم المتحدة للبيئة منظمتنا لتكون شريكا في حملة "فكر، وكل، ووفر"، كان ذلك فرصة كبيرة. وكان علينا بداية أن نأتي إلى نيروبي، ونقدم الطعام للوزراء وغيرهم من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة، الذين أتوا هنا الليلة، لتناول الطعام، الذي كان سيهدر لولا ذلك".

راي كورنيد، طباخ فندق ويندسور المرموق في نيروبي، استخدم هذه المنتجات التي لم تقبلها المتاجر الأجنبية في طهي وجبة غداء تتكون من خمسة أطباق شهية، من بينها العدس الأصفر مع التمرهندي مع إضفاء نكهة استوائية، والذرة الحلوة المشوية. كما أعد الطباخ أيضا صلصة المانجو، وقشور الفواكه المسكرة ، والتي تظهر طرقا للحفاظ على الفواكه واستخدامها في مواسمها.

حفل الغذاء والاستقبال الذي يهدف إلى تقليل فاقد الطعام إلى الصفر، تم تنظيمه خلال الاجتماع الأول لمجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدعم من حملة "فكر، كل ووفر".

وكان برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأغذية والزراعة فاو بالاشتراك مع منظمات مثل إطعام خمسة، وميسي بدوسلدورف، قد أطلقوا مبادرة تخفيض البصمة الغذائية الشهر الماضي.

ويقول ستوارت عن حفل الغذاء:

"كانت مهمة شاقة. لم نكن نعرف أننا سنتمكن من فرز المواد الغذائية الجيدة، لأنك قد تتوقع أن بلدا به ملايين الجوعى يستخدم كل ما يزرعه. ولكن للأسف، لم يكن هذا الشعار مطبقا هنا في كينيا. فحجم النفايات هائل. وكان صادما بالنسبة لي، بل ضايقني أن أرى تحديدا ما وجدناه في سوق التصدير".

تريستام سيتورت زار المنتجين في مختلف أنحاء كينيا بهدف فرز ألف وستمائة كيلو من الفواكه والخضراوات غير المرغوب فيها لإعاداد وجبة الغداء، والتبرع للجمعيات الخيرية المحلية.

وتحدث ستيورت عن تجربته:

" سأعطيكم مثالا. فقد التقيت بمزارع كان يضيع أربعين في المئة من الخضروات التي كان يزرعها لتصديرها إلى سوبر ماركت في بريطانيا. لماذا كان يهدرها؟ كانت المسألة في المقام الأول هي قضية هي المعايير الشكلية التي وضعها السوبر ماركت البريطاني. فالفاصوليا كان يجب ألا تكون طويلة جدا، أو قصيرة جدا. ولو كانت طويلة جدا كان عليه أن يقطع ثلثها طولا ويهدره. هذا يعد هدرا لثلث جميع الموارد التي استخدمت في زراعتها".

ولم يكتف ستيوارت بالاستماع إلى قصة هذا المزارع، بل بدأ العمل، حتى خرج بفكرة مأدبة الغداء الفاخرة التي دعي إليها المسئولين رفيع المستوى. ولنستمع إلى ما قال:

"ما فعلناه هو أننا توجهنا إلى كل هؤلاء المصدرين، الذين لا يغفلون طبيعة حجم الهدر في الغذاء الفاضحة. لقد تبرعوا لنا، بسخاء بهذا الغذاء لإطعام وزراء البيئة، والدبلوماسين في الأمم المتحدة من جميع أنحاء العالم، المواد الغذائية التي كانت ستهدر. رسالتنا الآن هي أن نقول ببساطة إن حل هذه المشكلة هو أن نأكل ونستمتع بالغذاء، بدلا من أن نتخلص منه. وهناك الكثير من الطرق التي يمكننا بواسطتها أن نطبق هذا الشعار البسيط".

ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، فاو، فإن نحو خمسة وتسعين في المائة من فاقد الأغذية والنفايات في البلدان النامية هي خسائر غير مقصودة، في المراحل الأولى من سلسلة إمدادات المواد الغذائية، والتي ترجع إلى القيود المالية والإدارية والفنية في تقنيات الحصاد، والتخزين ومنشآت التبريد في الظروف المناخية الصعبة، والبنية التحتية، التعبئة والتغليف ونظم التسويق.

ومع ذلك، فإن المشكلة في الدول المتقدمة تعد أكبر. إذ تهدر كميات كبيرة من الأغذية في عمليات التصنيع ومستوى البيع بالتجزئة بسبب الممارسات غير الفعالة، ومعايير الجودة التي تشدد على المظهر، واللبس الذي يسببه تواريخ الاستهلاك، والذي يتسبب في التخلص من المواد الغذائية الصالحة للأكل، نظرا للإفراط في الشراء، والتخزين غير الجيد، وإعداد وجبات الطعام الكبيرة جدا.