منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها ينقلون آلاف الأسر الصومالية النازحة إلى أماكن جديدة ذات ظروف معيشية أفضل

وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها ينقلون آلاف الأسر الصومالية النازحة إلى أماكن جديدة ذات ظروف معيشية أفضل

تنزيل

تستضيف مدينة مقديشو على أراضيها أكثر من مائتين وخمسين ألف شخص نازح، فر العديدون منهم إلى العاصمة الصومالية خلال فترة المجاعة التي عانت منها عدة مناطق من البلاد عام 2011، كما لجأ إليها آخرون فرارا من أعمال العنف.

بعض النازحين عاشوا في المخيمات في مقديشو لأكثر من عشرين عاما بسبب الحرب الأهلية.

أما ظروف الحياة في المخيمات فقد سادها الحرمان، والافتقار إلى الأمن، في أماكن إيواء غير ملائمة، بدون خدمات الصرف الصحي، كما لم يتوفر فيها الطعام أو الماء. 

ولكن هذه الأوضاع تحسنت إلى الأفضل بالنسبة لخمسة ألاف أسرة نازحة، وذلك من خلال تمويل إنساني مشترك، تمكنت معه أربع عشرة وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة غير غير حكومية من العمل، بالاشتراك مع الحكومة الصومالية لنقل ألاف الأسر إلى مواقع جديدة، يتوفر الإيواء والخدمات على نحو أفضل. 

الملاجئ الجديدة تعني الكثير بالنسبة للنازحين، وخاصة النساء، إذ تشكل بالنسبة لهن الحماية من العنف الجنسي المتفشي، الذي لا يزال يؤثر على حياة الآلاف من النساء والفتيات. 

فالنساء، مثل أديمو محمد، يشعرن بعدم الأمان في أماكن الإيواء المؤقتة، التي اعتدن على العيش فيها، كما تقول أديمو:

"نحن الأن في سلام وأمن، ونحصل على الغذاء، والمياه، وليس لدينا أي مشكلة". 

وهكذا، تمكنت المرأة في تلك الأسر التي تم نقلها إلى المواقع الجديدة من إغلاق أبواب مساكنهن الجديدة ليلا، والنوم بأمان. ومازال الحديث لأديمو:

"أشعر أنني محظوظة جدا لأن ظروف معيشتنا الآن أفضل بكثير. كنت أعيش في ملجأ مصنوع من الخرق البالية. وقد دأبت الرياح والشمس على تدمير هذه الملاجئ دائما. الملجأ الذي يأوينا الآن أقوى من الخرسانة. أدعو الله أن يبارك من قدموا لنا هذا المأوى". 

ويوفر العاملون في الحقل الإنساني الماء، والغذاء، وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية في الموقع الجديد الذين أنتقلت إليه الأسر النازحة. 

كيليان كلاين شميدت، نائب منسق الشؤون الإنسانية في الصومال، كان من بين الذين عملوا بجد العام الماضي في مقديشو لمحاولة جعل هذا المشروع حقيقة واقعة، كما يروي بنفسه:

"تدريجيا، وبشكل طوعي، بطريقة تدريجية، بطريقة طوعية نخطط للنقل المواطنين الذين يعيشون في هذه الظروف السيئة والمزرية لدرجة لا تصدق في العديد من المستوطنات، مئات المستوطنات في جميع أنحاء المدينة، إلى المستوطنات المؤقتة الجديدة، والتي ستبقى لبعض الوقت، حتى ننتشلهم من هذه الحالة من المعايير الدنيا، وحالة الاستغلال، ومن حالة سوء المعاملة في كثير من الأحيان للأسف، بما في ذلك الاعتداء الجنسي. لذا، سنساعد على توفير المساحة، والمأوى والأمن والخدمات بشكل يمكن متوقع". 

ومن المقرر أن يتم نقل المزيد من ألاف الأسر في القريب إلى هذه المواقع الجديدة، في ظل تحسن الأوضاع في الصومال بعد التطورات العديدة التي شهدها، وبعد أن أصبح هناك رئيس وحكومة فاعلة وبرلمان في البلاد. الأمر الذي يشير إليه كلاين شميدت قائلا:

"إن مستوى الأذى، ومستوى السرقات ومستوى المعاناة التي لا تصدق التي يعاني منها هؤلاء المواطنون لا يمكننا وصفه. لذا نصف عملية نقلهم بالحماية العاجلة. لقد كان ذلك في غاية السوء. ولكن مقديشو الآن تنهض من العدم. وها هو الصومال أخيرا، في بداية رحلة طويلة نحو الاستقرار، ونحو الانتعاش، نحو الاعتراف بحقوق شعبه واستعادتها في الواقع".

يشار إلى أن الوضع الإنساني في الصومال قد شهد تحسنا كبيرا، تراجع معه عدد المواطنين الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة بمعدل النصف خلال الستة أشهر الماضية.

ولكن، ومع ذلك، فما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين على العاملين في الحقل الإنساني القيام به في سعيهم لمساعدة الصوماليين على أن يعيشوا حياة كريمة.