منظور عالمي قصص إنسانية

الأونروا تطلق نداء لدعم برنامج الطوارئ في الضفة وقطاع غزة

الأونروا تطلق نداء لدعم برنامج الطوارئ في الضفة وقطاع غزة

تنزيل

أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مناشدة عاجلة بقيمة 300 مليون دولار أمريكي لدعم برنامج الطوارئ الذي تنفذه في الضفة الغربية وقطاع غزة والذي يهدف إلى مساعدة مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين اعتبرتهم المنظمة الدولية الأكثر فقرا في منطقة الشرق الأوسط. التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

في مؤتمر صحفي عقد في مقر رئاسة الأونروا في غزة قالت نائبة المفوض العام مارغوت إيليس إن الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين تتزايد وإن الأزمة الإنسانية التي يتعرضون لها قائمة ومتفاقمة في ظل عدم وجود حل للنزاع في الأفق.

وأضافت:

"إن الأونروا بحاجة إلى ما يزيد قليلاً عن 300 مليون دولار أمريكي في عام 2013 لتحقيق الأولويات الإستراتيجية الثلاث التي وضعتها لبرامج الطوارئ الخاصة بها في غزة والضفة الغربية والتي تتضمن الأمن الغذائي، وحماية حقوق اللاجئين والمحافظة عليها، وضمان قدرة الأونروا على تنفيذ برامج الطوارئ بصورة فعالة. إن هذه الاحتياجات أساسية وحساسة ولا يمكن تحقيقها بدون الدعم السخي الذي تقدمه الجهات المانحة".

وأشارت المسئولة الدولية إلى أن غزة تعرضت خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة إلى مزيد من الأضرار حيث قتل أكثر من مائة من المدنيين وجرح أكثر من ألف، فيما لم تسلم منشآت الأونروا حيث تعرضت أربع وستون مدرسة إلى أضرار مختلفة في مختلف مناطق قطاع غزة مؤكدة حاجة للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة لنداء الطوارئ الذي أطلقته اليوم.

وحول آثار الحصار المفروض على غزة قالت إيليس:

"تعاني الأسواق المحلية من وطأة القيود المشددة ويصعب على الغالبية العظمى من اللاجئين في غزة توفير احتياجاتهم الأساسية بدون مساعدات الأونروا. وعلى الرغم من إشادة الأونروا بأي تخفيف للقيود المفروضة على الواردات إلى قطاع غزة، فإننا نحث على اتخاذ مزيد من التدابير للسماح بتدفق أكبر وحر للبضائع عبر الحدود، وخاصة الإمدادات الإنسانية."

مارثا مايرز، مديرة الإغاثة والخدمات الاجتماعية في الأونروا أكدت على التدهور الحادث في حياة الفلسطينيين في الضفة وغزة والتراجع المستمر في قدرتهم خلال السنوات الماضية وقالت:

"فكروا في مسار غزة من منطقة مندمجة اقتصاديا مع إسرائيل ومعتمدة عليها بشكل كبير ومرتبطة بعمق باقتصاد الضفة الغربية إلى منطقة مهمشة إلى حد بعيد حيث يعتمد ثلاثة أرباع سكانها على المساعدات الإنسانية، لقد انتقل الفلسطينيون من مصاف دول العالم الثاني لما يزيد عن 30 عاماً إلى مصاف دول العالم الثالث في غزة وخارج رام الله من الضفة الغربية."

من جانبه قال فيليب سانشيز، مدير عمليات الأونروا في الضفة الغربية، إن حاجة اللاجئين إلى مساعدة الاونروا لهم تزداد بصورة مستمرة فيما تستمر أوضاعهم بالتدهور نتيجة لكثير من المسببات في الضفة الغربية. وقال:

"رسالتي الرئيسية هي أن، الضفة الغربية مازالت تواجه أزمة إنسانية نتيجة لممارسات وسياسات ترتبط بالاحتلال الإسرائيلي، إننا نشهد زيادة في عدد حوادث أعمال العنف من قِبل المستوطنين إذ ارتفعت تلك الأعمال بنسبة خمسة وعشرين في المائة خلال عام 2012، كما ازدادت عمليات الهدم التي تؤثر على اللاجئين، وعادة ما تقود لانتزاع الملكية والتهجير القسري، ولهذا فيجب أن تبقى الضفة على رأس أجندة الجهات المانحة."

أما مدير عمليات الأونروا في غزة روبرت تيرنر فقال إن النداء الطارئ سيلبي حاجات أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا من اللاجئين الفلسطينيين فيما سيتم تمويل برامج الدعم النفسي وإصلاح المنازل والمساعدات النقدية وبرامج تشغيل العاطلين عن العمل وبرنامج ألعاب الصيف لهذا العام.

وحول ما تقدمه الأونروا للاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا إلى غزة، قال تيرنر:

"إن لاجئي فلسطين القادمين من سوريا إلى غزة والذين أبلغونا بقدومهم يتلقون مساعدات مثل غيرهم من اللاجئين هنا في غزة، إننا نعمل مع مكتبنا في سوريا لنرى ما إذا كان هناك أي دعم إضافي يمكننا تقديمه، إن خدمات التعليم والصحة متوفرة لهم وسيتم تقييم حاجتهم للمساعدات الغذائية أو غيرها."

ومن الواضح أن نداء الأونروا اليوم يأتي في ظل تراجع كبير في مستويات معيشة اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي يبدو أن المنظمة الدولية لم تعد قادرة وحدها على مواجهة تداعيات استمرار الحصار والاحتلال.

علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة