منظور عالمي قصص إنسانية

ماذا تمثل الإذاعة بالنسبة لبعض الشخصيات اللبنانية البارزة؟

ماذا تمثل الإذاعة بالنسبة لبعض الشخصيات اللبنانية البارزة؟

تنزيل

في التقرير التالي، نلقي الضوء على أهمية الإذاعة في حياة بعض اللبنانيين من مسؤولين سياسيين وفنانين وإعلاميين. ومن خلاله نوجه تحية شكر إلى إذاعة روتانا –دلتا التي جمعت الرسائل الصوتية بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة.

يتيح اليوم العالمي للإذاعة مناسبة للاحتفال بوسيلة إعلامية حولت الطريقة التي نتواصل بها، ولا تزال تحتل مركز الصدارة في القرن الحادي والعشرين. ففي الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر 2012، أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو عام 2012، معلنا يوم الثالث عشر من شباط/فبراير يوما عالميا للإذاعة، وهو اليوم الذي تأسست فيه إذاعة الأمم المتحدة في عام 1946.

وجاء اختراع الإذاعة في القرن التاسع عشر إيذانا ببدء الاتصال الحديث. وقد تغير العالم بشكل كبير منذ ذلك الحين، ولكن لم يترك أثرا يذكر في الإذاعة.

هذه ما أوضحه السيد رفيق شلالا، المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية اللبنانية:

"الراديو ليس وسيلة ترفيه وتثقيف فقط. الراديو أصبح حاجة للتواصل بين الشعوب ومصدر أساسي للمعرفة وباب واسع لحرية التعبير والفكر والمعتقد. في زمن تطور المعلوماتيةـ يبقى الراديو في مفهومي، رفيقا دائما وسهلا وغير مكلف، لا يمكن التخلي عنه أو استبداله بأي وسيلة إعلامية أخرى."

ولا تزال تمثل الإذاعة الوسيلة القادرة على أن تحمل أي رسالة إلى أي مكان في أي وقت – حتى بدون كهرباء. وفي حالات النزاع كانت رفيقة اللبنانيين أينما كانوا، ولكن أيضا في وقت السلم. زياد بارود، وزير الداخلية اللبناني السابق:

"لبنان الذي عرف الراديو في أيام الحرب حيث كان بالنسبة للبناني المكان الذي يعرف من خلاله أين وقعت القنبلة وأين أقفلت الشوارع، لقد عاد اليوم في أيام السلم يأخذ دوره على مستوى التواصل، على مستوى الأفكار، على مستوى تعميم أمور كثيرة وتعريف الناس على أشياء كثيرة. أعتقد أن الإذاعة مازالت من المكونات الأساسية للرأي العام وأهميتها أنها بموازاة الصحف والانترنت والتلفيزيون، والمهم أن تكون هذه الوسائل جزءا من حرية الرأي والتعبير لتكون فعلا رأي عام على أوسع قدر ممكن."

من جهتها تحدثت الإعلامية اللبنانية ماغي فرح عن تجربتها في الإذاعة واصفة إيها "بالرائعة" ومتمنية الخير لكل الإذاعات التي مازالت تؤمن بدورها كوسيلة إعلامية ناجعة ومفيدة:

"فيها نوع من الحميمية، فيها صوت يتحدث إلى المتلقي، والصوت هو إبن الروح. عندما تكون في الإذاعة، تشعر أنك تتحدث مع أشخاص، مع أصدقاء، تعطي ما في داخلك للآخر بكل اهتمام وغنى وعمق. التجربة الإذاعية فيها متعة لا تعرفها تجربة إعلامية أخرى. مبروك لعيد الإذاعة العالمي، مبروك لكل الإذاعات التي مازالت تؤمن بدورها."

أما الفنان والمخرج جورج خباز فكانت له شهادة مختلفة أشار فيها إلى أهمية الإذاعة في تعليم الناس فن الإنصات للآخرين-- فضيلة نفتقد إليها كثيرا في عالمنا العربي....

"الإذاعة بالنسبة لي هي التي تعلمنا السمع، وكم نحن بحاجة إلى السمع في بلادنا وخاصة في بلادنا العربية. أريد أن أبعث بتحية لكل إذاعات العالم، من خلال روتانا-دلتا أحب أن أقول: كل سنة والإذاعات بألف خير والسمع بألف خير، وإذا لم نسمع لن نعرف أن نتكلم ولن نعرف كيف نتثقف. إنشاء لله يعيده عليكم بالخير، شكرا للأمم المتحدة وشكرا لروتانا-دلتا. وكل سنة وأنتم بألف خير."

وقد احتضنت الإذاعة الثورة الرقمية لتعزز قدرتها ونطاقها. وفي جميع أنحاء العالم أخذت تكلفة البث الإذاعي تتناقص بينما ازداد عدد المحطات الإذاعية. وبات الصحفيون المواطنون ووسائل إعلام المجتمعات المحلية يستخدمون محطات الإذاعة على الانترانت لإعطاء الكلمة للذين نادرا ما تسمع أصواتهم-- هذه عبقرية الإنسان، كما قال المؤلف والملحن الموسيقي اللبناني الشهير الياس الرحباني:

"هذا البهاء الكوني العظيم الذي أعطتنا إيه الحياة كنا نتساءل من أين يبدأ ومن أين ينتهي. وإذا بعبقرية الإنسان الذي حقق الحلم الذي انتشر في هذا العالم وكانت الإذاعات التي قربت الإنسان من أخيه الإنسان، صغر الكون وأصبحت الإذاعات ملتقى الحضارات ورفيقة الناس. مبروك لنا ومبروك للإذاعات في الأرض."

وأخيرا لا بد من الإشارة إلى أن إذاعة روتاتنا-دلتا جمعت شهادات أخرى من شخصيات لبنانية مختلفة، يمكنكم الاستماع إليها بالضغط هنا