منظور عالمي قصص إنسانية

أصوات عربية مرت في تاريخ اليونسكو

أصوات عربية مرت في تاريخ اليونسكو

تنزيل

بناء على طلب من حكومة إسبانيا، درس المجلس التنفيذي لليونسكو بندا عن الإعلان عن يوم عالمي للإذاعة ومعه دراسة الجدوى اللازمة. وهكذا أوصى المجلس المؤتمر العام بإعلان يوم عالمي للإذاعة يحتفل به في الثالث عشر من شباط/فبراير، وهو التاريخ الذي وضعت فيه الأمم المتحدة مفهوم "إذاعة الأمم المتحدة".

وتمثل الإذاعة إحدى الوسائل الهامة لتنفيذ التفويض المسند إلى اليونسكو بموجب الميثاق التأسيسي. فهي تسهم إسهاما كبيرا في التزام اليونسكو "بتنمية العلاقات ومضاعفتها بين الشعوب تحقيقا لتفاهم أفضل بينها، وتسهل إلى حد كبير "حرية تداول الأفكار عن طريق الكلمة والصورة" حتى في أكثر المناطق بعدا، مما يتيح الوصول إلى أشد الناس حرمانا ونشر المضامين التعليمية والثقافية.

وكان لا بد في هذه المناسبة، مناسبة اليوم العالمي للإذاعة أن نبحث في أرشيف اليونسكو عن بعض من خطابات المسؤولين العرب الذين سجلهم التاريخ.

وهاكم مقتطفات من خطاب الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر عام 1971 بمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس منظمة العلم والتربية والثقافة:

"لقد جاءت اليونسكو إلى هذا العالم وليدا يحمل بيده غصن زيتون وسط جراحات الحرب العالمية الثانية وآلامها ودموعها. وظلت عيون البشرية ترقب وتتعهد بالرعاية نمو هذا الوليد وهو يحبو وكأي وليد متعثر الخطى حتى استوى عوده وشب عن الطوق يحمل مشعل الفكر ينير به الدرب للبشرية وسط ظلام الجهل والتخلف في عالم مثقل بأجزاء الحرب. ونجح المسعى وما تزال مسيرة اليونسكو تغض الخطى نحو عالم أرحب ترفرف عليه رايات المساواة والعدالة والتقدم العلمي."

وكانت أقطار الوطن العربي وما تزال، في طليعة الدول التي دعمت اليونسكو وتفاعلت معها بشكل تقرر معه أن تكون اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية في هذه المنظمة العالمية.

خطاب آخر ذو أهمية كان للسيد ثروت عكاشة، وزير الثقافة بالحكومة العربية المتحدة التي كانت تضم آن ذاك دولتي مصر وسوريا. خطاب عكاشة جاء أمام المجلس التنفيذي لليونسكو بمناسبة توجيه نداء الدولي لإنقاذ جزء عزيز من تراث الإنسان يقع في بلاد النوبة:

"لقد شاركت هذه الهيئة العظيمة مشاركة فعالة في تحقيق كل ما تم حتى الآن في إنقاذ آثار النوبة وآخرها المعبدان الكبيران في أبو سمبل. وإذا كانت المنظمة تفتح اليوم هذه الصفحة لإنقاذ معابد فيليه، فإننا نتمنى أن يكون التوفيق نصيبها كما كان نصيبها فيما مر من مراحل العمل لإنقاذ هذا التراث العريق. السيد الرئيس إن استجابة اليونسكو لما تتقدم به الدول من رغبات في هذا المجال دليل على حيويتها وإدراكها للمهمة الكبيرة التي تقع على كاهلها والآمال الكبرى التي يلقيها العالم على أكتافها."

وقد أعلن يوم 13 شباط/فبراير يوما عالميا للإذاعة من أجل تسليط الضوء على أهمية الإذاعة كوسيلة إعلامية وتحسين التعاون بين هيئات البث الإذاعي على الصعيد الدولي وتشجيع الشبكات الإذاعية الكبيرة وإذاعات المجتمعات المحلية على تعزيز الحق في الانتفاع بالمعلومات وحرية التعبير عبر الأثير.

وتشجع اليونسكو جميع البلدان على الاحتفال بيوم الإذاعة العالمي عن طريق تنظيم مجموعة من الأنشطة بالتشارك مع هيئات البث الإذاعي الإقليمية والوطنية والدولية، والمنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام، والجمهور العام.