منظور عالمي قصص إنسانية

معرض متعدد الوسائط يحكي قصة ليبيا التي تتطلع بأمل إلى مستقبل جديد

معرض متعدد الوسائط يحكي قصة ليبيا التي تتطلع بأمل إلى مستقبل جديد

تنزيل

بعد أن نجح الليبيون في التحرر من وزر النظام البائد والقيام بانتخابات في تموز يوليو 2012 كانت الأولى من نوعها بعد أربعين عاما على حكم معمر القذافي، هناك تحديات أخرى تلوح في الأفق، منها صياغة الدستور وبناء المؤسسات والمصالحة الوطنية. في هذا الإطار أقيم معرض متعدد الوسائط بالمقر الدائم للأمم المتحدة يعكس أوجه التقدم والتحديات في ليبيا. الزميلة مي يعقوب زارت المعرض ووافتنا بالتقرير التالي.

 

 

معرض للوسائط المتعددة، بعنوان "ليبيا في مرحلة انتقالية: المساعدة في بناء ليبيا جديدة وديمقراطية"، افتتح في 29 من يناير 2013 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. ويعكس هذا المعرض إجراءات الأمم المتحدة في هذا البلد والدعم الذي تقدمها المنظومة الدولية عبر بعثتها في البلاد.

والأعمال التي تزين جدران قاعة مقر الزوار، بما فيها الصور، والفيديو والنصوص المعروضة تعكس النجاحات التي تحققت في ليبيا والتحديات التي تواجهها في الوقت الذي ترنو فيه البلاد إلى أن تصبح دولة ديمقراطية.

إذاعة الأمم المتحدة زارت المعرض وتحدثت إلى المسؤولين الأمميين الذين حضروا حفل الافتتاح وسألتهم عن انطباعاتهم لدى رؤيتهم المعروضات. فلنبدأ أولا مع وكيل الأمين العام لإدارة قسم شؤون الإعلام بالإمم المتحدة، بيتر تيفينتال:

"يعرضون لنا ملصقات للإعلان عن الانتخابات ومن ثم ملصقات أخرى تعطي تعليمات بشأن كيفية المشاركة في هذه الانتخابات بما في ذلك التسجيل ومن ثم المشاركة بنشاط في الانتخابات. هناك أيضا صور فوتوغرافية وملصقات توضح هذه العملية خصوصا الشعارات  التي اعتمدتها  الأحزاب المشاركة في الانتخابات."

وتظهر هذه الأعمال عينة من المجتمع الليبي المتعدد الذي شارك في الانتخابات التاريخية الأولى بعد حوالي أربعين من حكم معمر القذافي. هذا ما عبرت عنه ديبورا سيوارد، مديرة شعبة الاتصالات الاستراتيجية التابعة لقسم شؤون الإعلام بالأمم المتحدة:

 "على وجه التحديد في هذا المعرض نرى أن الشباب الذي يريد أن يتقدم والذي لم تتح له الفرصة من قبل للقيام بذلك. أنه هذا الجيل من الشباب والنساء الذي يحتاج إلى دعم ملموس من خلال اتخاذ الخطوات المناسبة وتقدير المهام الماثلة أمامنا وخاصة عدم الوقوع فريسة لليأس."

 

 

أما طارق متري الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا ورئيس أنسميل، الذي كان في مهمة رسمية إلى نيويورك لإحاطة مجلس الأمن الدولي حول آخر المستجدات في ليبيا، فقال إن المعرض يعطي صورة عما تحاول بعثة الأمم المتحدة أن تقوم به، لكن الأهم من ذلك إنه يعطي صورة عما يختلج في صدور الليبيين:

 "يعطي المعرض صورة عن تطلعات الليبيين، عن آلام الليبيين أيضا وعن نجاحاتهم لا سيما في إجرائهم - بمساعدة الأمم المتحدة-  انتخابات في موعدها، انتخابات نزيهة وحرة والأهم من نزاهتها وحريتها أنها أطلقت بين الناس طاقات وساهمت في تمكينهم من المشاركة في صنع مصائرهم بأنفسهم. الديمقراطية هي أكثر من الانتخابات، هي ذاك الوعي بأن الناس جميعا متساوون من حيث حقوقهم في المشاركة في صنع مصائر بلادهم."

 

وللوقوف على بينة من الهدف الذي يراد لهذه الأعمال الفنية أن تظهره كان لا بد من التحدث إلى الموقع عليها، إلى صاحب العدسة التي التقطت هذه الأعمال،  إلى لياسون أثانسياديس، وهو مصور فوتوغرافي ومخرج أفلام وثائقية، وصحفي يعمل ببعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا- أنسميل.

 لنستمع إلى ما قاله أثانسياديس لدى سؤاله عن السبب في اختياره التركيز بشكل عام في معروضاته على جمال ليبيا:

"حسنا أعتقد أن التصوير الفوتوغرافي هو في عين الناظر من خلال العدسة. كما أنني أنجذب دائما إلى مزيج الألوان وإلى وجهات نظر مختلفة، وكذلك المناظر المختلفة. نرى عمقا في هذه الصور، إنْ كانت خلفيتها مسطحة تماما مثل هذه الصورة حيث نرى السماء في الخلف، أو هنا حيث نرى حجارة القبر المحطمة والمتناثرة، وصولا إلى باب الحديقة الصغيرة. إنها تقود العين إلى الداخل. أوليس هذا ما هو عليه فن التصوير؟ تصوير يحول الفنون ذات البعدين إلى فنون ثلاثية الأبعاد؟"

 ومن الواضح أن الانتخابات أخذت حيزا كبير جدا من المعرض الذي يظهر أيضا التنوع في ليبيا، ليس فقط على الصعيد الجغرافي بل على الصعيد الثقافي والعرقي أيضا، بما في ذلك أرث جماعات الأمازيغ والطوارق والتابو. هناك أيضا إبراز للمرأة الليبية ولكن بطريقة خجولة لأن هذا الأمر، وبحسب الفنان لياسون أثانسياديس، حساس بعض الشيء في ليبيا والمنطقة ككل، ولكن، يتابع أثانسياديس، أن الأمر دائما يتعلق بكيفية معالجة الموضوع وإبرازه.