منظور عالمي قصص إنسانية

الإبراهيمي: مجلس الأمن هو السبيل الوحيد لحل الأزمة سلميا في سوريا

الإبراهيمي: مجلس الأمن هو السبيل الوحيد لحل الأزمة سلميا في سوريا

تنزيل

وصف الأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية اجتماعه مساء الثلاثاء مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالجيد، مشددا على ضرورة تغلب تلك الدول على خلافاتها من أجل المساهمة في إيجاد مخرج للأزمة في سوريا.

المزيد في الحوار التالي مع السيد الإبراهيمي.

إذاعة الأمم المتحدة: نبدأ من عشاء العمل الذي حضرته مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ما أهم ما دار في اللقاء؟

الإبراهيمي: تكلمنا عن سوريا، صار لي مدة وأنا أقول إن الباب الوحيد الذي يمكن أن يدخل منه الإنسان لمحاولة السعي للحل السلمي للأزمة السورية هو مجلس الأمن. ولا يوجد شك في أن الدول الخمس دائمة العضوية لها مسئوليات خاصة، فهي تشترك في المسئولية مع الدول العشر الأخرى ولكن على تلك الدول الخمس مسئولية أكبر. لهذا اجتمعنا أولا مع الولايات المتحدة وروسيا، وهذه المرة اجتمعنا مع الدول الخمس بحثا عن اتفاق بينهم، فليس سرا أنهم مختلفون في المدخل في تنفيذ اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في شهر يونيو من العام الماضي.

إذاعة الأمم المتحدة: هل لمست أي تقارب بين مواقف تلك الدول؟

الإبراهيمي: هذا هو أول لقاء وأظن أنهم كانوا متفقين معي في أن الوضع خطير جدا جدا ويتطلب جهدا خاصا منهم جميعا.

إذاعة الأمم المتحدة: ما الذي تطلبه بالتحديد من مجلس الأمن الدولي؟

الإبراهيمي: لابد أن يصلوا إلى موقف واحد من أجل مثلا استصدار قرار، ولابد أن يصلوا إلى موقف واحد لاستصدار قرار يتم التفاوض عليه، وأن يحاولوا التغلب على الخلاف الراهن حول بعض النقاط.

إذاعة الأمم المتحدة: وماذا عن دول المنطقة والقوى الإقليمية؟

الإبراهيمي: القوى الإقليمية، معظمها وليس كلها، تطالب مجلس الأمن بتحمل مسئولياته في التعامل مع هذه القضية.

إذاعة الأمم المتحدة: ما هي أهم عناصر هذا القرار الذي تريد من مجلس الأمن إصداره، وكذلك فيما يتعلق بإعلان جنيف الذي قلت إنه يكتنفه بعض الغموض؟

الإبراهيمي: أهم شيء هو أن إعلان جنيف يتحدث عن حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة، تعريف هذه الصلاحيات الكاملة موضع خلاف، لابد أن تتفق الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن على معنى هذه الصلاحيات وأعتقد أنها بدأت الحديث عن ذلك.

إذاعة الأمم المتحدة: وماذا عن الأطراف التي ستشارك في هذه الحكومة لأنها نقطة أثارت خلافا أيضا؟

الإبراهيمي: مما لا شك فيه أن الأطراف يجب أن تكون من الحكومة والمعارضة، ولكن بالطبع هناك اعتراضات متبادلة. وكل ذلك يتطلب تقديم المساعدة، لأن الإخوة في سوريا لو كانوا قادرين على الاتفاق على حل كان من الأفضل، ولكنهم غير قادرين على الوصول إلى مثل ذلك الاتفاق، فهم محتاجون إلى المساعدة وقد يكون قرار من مجلس يكون عاملا مساعدا على ذلك.

إذاعة الأمم المتحدة: أين يكمن الأمل الآن، أنت تعمل على أصعدة كثيرة ولكن ما هو الشيء الذي تحاول تحقيقه لتغيير اتجاه الأزمة إلى جانب قرار مجلس الأمن؟

الإبراهيمي: لا يوجد غيره في الحقيقة. مجلس الأمن هو الذي يمكن أن يكون مفتاحا، كل مشكلة يجب أن تحل ولكن متى وبأي ثمن. الشعب السوري دفع حتى الآن ثمنا غاليا جدا، وكل يوم يرتفع هذا الثمن بزيادة الخسائر، ويرتفع الخطر على سوريا والمنطقة بأسرها. ونحن نذكر الناس بهذه الحقائق التي لا يجهلها أحد. أنتم ترون المهجرين سواء كانوا لاجئين خارج البلد أو نازحين داخله، إنهم ملايين أي ربع عدد السكان. كانت سوريا بلدا مرتاحا ولم يوجد به فقراء. الآن الأمم المتحدة تدعو إلى أكثر من مليار دولار لتقديم المساعدات في سوريا التي لم تكن من قبل بحاجة إلى كل ذلك. هذا الوضع يتفاقم بالإضافة إلى التدمير الذي لحق بالبنية التحتية والمساكن والمدن والتراث، فهو في وضع سيء جدا جدا.

إذاعة الأمم المتحدة: لك باع طويل في المجال الديبلوماسي والعمل الدولي العام ومرت عليك أزمات كثيرة، كيف تصنف هذه الأزمة؟

الإبراهيمي: كل أزمة أتعامل معها تكون الأصعب، ولكن هذه أزمة معقدة وصعبة جدا.

إذاعة الأمم المتحدة: إلى أين ستنطلق من نيوريورك؟

الإبراهيمي: سأتوجه إلى ميونيخ لحضور مؤتمر عن الأمن الدولي وستكون لي مقابلات مع شخصيات مختلفة، وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث.