منظور عالمي قصص إنسانية

مكافحة سوء التغذية المزمن بين الأطفال في نيبال عملية شاقة ولكن النضال مستمر

مكافحة سوء التغذية المزمن بين الأطفال في نيبال عملية شاقة ولكن النضال مستمر

تنزيل

تعد نيبال من أشد البلدان فقرا في جنوب آسيا، ويقع جزء من اللوم على جغرافيتها. فالجبال تعزل الكثيرين من أشد الناس فقرا، وهم يكافحون من أجل الحصول على الطعام والمياه النظيفة، والصرف الصحي الملائم والرعاية الصحية.

حوالي نصف أطفال البلد مصابون بالهزال. ولكن في جميع أنحاء البلد، يقوم فريق متخصص من المتطوعين العاملين في مجال الصحة المجتمعية وبدعم من اليونيسيف والاتحاد الأوروبي بأحدث فرق. باشوباتي سعود هي واحدة منهم:

"لدينا خضروات وفواكه في قريتنا، ولكن الأمهات يذهبن إلى العمل في الحقول في وقت مبكر من الصباح ويعدن إلى البيت في وقت متأخر من بعد الظهر، وليس هناك غيرهن من يهتم بأفراد الأسرة. لذلك لا يوجد أحد لإطعام الأطفال. هناك أيضا قلة نظافة، وبالتالي فإن الأطفال يصابون بالمرض ويصابون بسوء التغذية. كل شهر نعطي الأمهات نصائح حول التغذية، ولكن بسبب هذه القضايا، لا تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن كما يجب. يحتاج الأطفال في سن الستة أشهر إلى حليب الأم والأغذية التكميلية، ولكنهم لا يحصلون على ذلك وأصبحوا يعانون من سوء التغذية. "

لقد تم تدريب باشوباتي على تحديد وعلاج بعض حالات سوء التغذية. هي تعرف أسبابه وكيفية معالجته. باشوباتي تعرف أن الأسر لا تتناول ما يكفي من الأطعمة المغذية، خاصة وأن موسم الحصاد لا يكفي لإطعام السكان أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر. ولكن وبفضل برنامج التغذية التي تدربت عليه باشوباتي تغيرت طريقة تغذيتها لأسرتها. بدءا من وجبة الإفطار التي يجب أن تكون متوازنة بالفيتامينات والبروتينات.

وبعد أن ترسل ابنها البالغ من العمر ثمانية سنوات إلى المدرسة، تنطلق باشوباتي لتمد يد العون إلى مجتمعها الريفي:

"العيادة الشهرية هي جزء من عملنا الروتيني العادي، حيث نفحص الأطفال لتأكد من أنهم لا يعانون من سوء التغذية. والأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، نرسلهم إلى المستشفى، أما بالنسبة للحالات الأقل خطورة، فنعلم الأمهات حول كيفية إعداد وجبات الطعام المغذي المناسب، حول كيفية الاهتمام بالنظافة أيضا."

ويستهدف الفحص النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة. أحد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم هي أسميتا بادي البالغة من العمر عامين. أرسلت أسميتا إلى المركز الصحي المحلي، الذي يبعد عدة ساعات سيرا على الأقدام. هنا فحصت مرة أخرى وتم التأكد من أنها تعاني من سوء التغذية! الطبيب أعطى والدتها، سيتا، أغذية علاجية تكفي لأسبوعين ونصحها بالعودة إلى العيادة لمتابعة العلاج. سيتا:

"لم أكن أعرف حتى أن طفلتي تعاني من سوء التغذية، لذلك أنا ممتنة للعاملين الصحيين لتشخيص مرضها ومساعدتها."

إدارة سوء التغذية القائمة على التطوع المجتمعي هي جزء واحد صغير من شراكة أوسع بين اليونيسيف والاتحاد الأوروبي والحكومة النيبالية، تهدف إلى إنهاء سوء التغذية المزمن، ولكنها الجزء الأكثر أهمية. فتفاني والتزام المتطوعين هو حجر الزاوية في المشروع. ومع هذا العدد الكبير من الفقراء في المجتمعات المعزولة، فإن وجود متطوعين مثل باشوباتي هو خط الدفاع الأول ضد سوء التغذية.