منظور عالمي قصص إنسانية

مديرة برنامج الأغذية العالمي تؤكد أن البرنامج سيزيد عدد المنتفعين من مساعداته في سوريا مع زيادة شركائه

مديرة برنامج الأغذية العالمي تؤكد أن البرنامج سيزيد عدد المنتفعين من مساعداته في سوريا مع زيادة شركائه

تنزيل

تشغل الاحتياجات للمساعدات الغذائية، الناجمة عن الأزمة السورية اهتمام برنامج الأغذية العالمي. فعلى مدى الأسابيع الثمانية الماضية، زارت المديرة التنفيذية للبرنامج الأردن مرتين، كما زارت لبنان وتركيا، في إطار مراجعة عمليات البرنامج الخاصة بتوفير المساعدات للاجئين السوريين، ولقاء المسئولين في تلك الدول التي تستضيف لاجئين سوريين، ومقابلة اللاجئين وموظفي برنامج الأغذية العالمي في تلك الدول، بهدف التعرف على احتياجات اللاجئين والعمل على تلبيتها.

آخر زيارت كازين لدول الجوار السوري، كانت لتركيا، وتوجهت خلالها إلى مخيم كيليس للاجئين السوريين، وتحدثت عن طريقة تقديم المساعدات الغذائية في المخيم:

"هناك خمسة محلات بقالة في مخيم كيليس، حيث يوجد لدينا نظام للبطاقات الإلكترونية، يسمح للمنتفعين الذين يقدر عددهم بأثنين وعشرين ألفا وخمسمائة شخص ممن يحصلون على مساعدات برنامج الأغذية العالمية في المخيم، باستخدام هذه البطاقات، لاختيار الأغذية التي يرغبون بها.  ويقابل هذا النظام ما يقوم به البرنامج من توزيع الأغذية في الأردن، أو توزيع القسائم الورقية في لبنان".

كازين أوضحت أن برنامج الأغذية العالمي يقدم ثمانين ليرة شهريا لكل شخص في المخيم، وبإجمالي يقدر بأربعمائة ليرة لكل أسرة من أربعة أشخاص، وأشارت إلى أن الحكومة التركية تضيف عشرين ليرة لكل بطاقة لدعم أسر اللاجئين، مخصصة للمواد غير الغذائية.

المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، التي تحرص دائما على زيارة اللاجئين في دول الجوار السوري التي زارتها حتى الآن، تحدثت عن لقائها باللاجئين من قاطني مخيم كيليس، والذي يعد أول مخيم يقام على المنطقة الحدودية مع سوريا. وقالت كازين إن معظمهم قد أمضى في المخيم أكثر من عام، وقد أعربوا لها عن الرضا عن تلبية البرنامج لاحتياجاتهم الغذائية، وعن رغبتهم في العودة إلى ديارهم، كما أرادوا أن يطمئنوا إلى أن البرنامج يفي أيضا الاحتياجات داخل سوريا. 

وفيما يتعلق بعمل البرنامج داخل سوريا، قالت كازين إن البرنامج حصل على تصريح من الحكومة السورية، يسمح له بالعمل مع منظمات غير حكومية داخل البلاد إضافة إلى الهلال الأحمر السوري، وشركائه الحاليين. الأمر الذي سيسمح له بالوصول إلى مليونين وخمسمائة ألف شخص، أي بزيادة تقدر بمليون شخص. وقالت عن المنظمات الجديدة:

"إنها منظمات سورية محلية، معظمها صغير جدا. وهي منظمات مجتمعية غير الحكومية في جميع مناطق البلاد. في الواقع، وكنا نعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري وبعض المنظمات غير الحكومية الصغيرة التي تعمل على الصعيد مجتمعاتها حتى قبل ذلك. ما لم يكن لدينا من قبل، هو تصريح الحكومة لتطوير العلاقات بشكل رسمي مع منظمات غير الحكومية شريكة. وقد حصلنا  الآن على هذا التصريح الإضافي من الحكومة".

وقد أعربت مسئولة برنامج الأغذية العالمي عن الرضا للفرصة التي وفرتها لها الحكومة السورية لتوسيع نطاق شركاء البرنامج. ولكنها أضافت أن الصراع الدائر في البلاد سيحد من قدرة البرنامج على العمل، وأكدت أن البرنامج سيعمل مع الشركاء الجدد بشكل آمن جدا بالنسبة لهؤلاء الشركاء وللمنتفيعن من المساعدات. وأضافت: 

"في حال استمرارنا في العمل في كافة المحافظات الأربعة عشرة، فواقع الأمر هو أنه قد يمكننا الوصول إلى بعض المحافظات في أحد الأشهر، وليس في الشهر التالي له. فالصراع في البلاد متطور، وحيث يدور القتال، فإن هذا هو ما يحدد، حتى في الوقت الراهن الأماكن التي يمكننا العمل بها".

وذكرت مسئولة برنامج الأغذية العالمي أن معظم الأغذية التي يوزعها البرنامج في سوريا تأتي إما عبر طرطوس، أو من العاصمة دمشق. وأضافت أن الحكومة السورية قد وافقت على أن يتوجه البرنامج بمساعداته إلى كافة المناطق. ولكنها أكدت أن التحدي الجديد هو زيادة الاعتداءات التى تتعرض لها شاحنات البرنامج خلال الشهرين الماضيين من جانب المعارضة السورية، مما يشكل صعوبة على سائقي الشاحنات في التوجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. ومع ذلك، فقد أكدت أن البرنامج يلبي الاحتياجات الإنسانية على الجانبين، جانب الحكومة والمعارضة.