منظور عالمي قصص إنسانية

قوات الأمن الصومالية مدعومة بقوات الاتحاد الأفريقي تعمل بنجاح على إعادة الحياة إلى طبيعتها في مقديشو

قوات الأمن الصومالية مدعومة بقوات الاتحاد الأفريقي تعمل بنجاح على إعادة الحياة إلى طبيعتها في مقديشو

تنزيل

لسنوات عديدة، وبعد غروب الشمس، وعندما كان الليل يسدل أستاره، في العاصمة الصومالية، وفي مناطق أخرى عديدة من البلاد، كانت مشاعر الخوف تتزايد لدى المواطنين خشية استخدام متمردي حركة الشباب لظلمة الليل ليشنوا هجماتهم.

ولكن، وقبل نحو ثمانية عشر شهرا، بدأت الحركة المتطرفة تفقد سيطرتها على المركز العصبي للصومال، لصالح قوات الأمن الوطني الصومالي، التي تعززها قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، أميسوم.

فهؤلاء الرجال، أعضاء الوحدة الخاصة في شرطة بعثة الاتحاد الأفريقي، قد قدموا إلى الصومال  لزيادة جهود قوة شرطة البلاد في عملها على إعادة القانون والنظام إلى أكبر مدينة في البلاد، بعد أكثر من عقدين من الحرب الأهلية.

ويقول مواطنو العاصمة إن أي إزعاج خلال العمليات الأمنية المتكررة لقوات الشرطة الصومالية يعد لا قيمة له في ضوء التحسن كبير في الأشهر الأخيرة، كما يقول جامع محمد، المواطن الصومالي العائد إلى العاصمة:

"لا توجد أية مشكلة، وإذا كنت تقوم بهذه المهمة، فلا بد من انجازها، وبالتالي فإن الأمن الذي نشعر به الآن ليلا أفضل، لذا لا أرى أي مشكلة".

وعلى الرغم من انسحاب حركة الشباب من مقديشو في آب/أغسطس من عام 2011، إلا أن هذه الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة لا تزال تشن هجمات متفرقة في العاصمة.

ولكن، مع التدريب والدعم المقدم من مائة وأربعين ضابط شرطة أوغندي ونيجيري ببعثة الاتحاد الأفريقي، أميسوم، فإن قوات الشرطة الصومالية تقول إن بإمكانها الآن أن تقوم بدوريات في شوارع مقديشو التي مزقتها المعارك بثقة متزايدة.

ويقول الرائد عبدي محمد عبدل، القائد بالشرطة الصومالية:

"يمكنك أن تلمس التغييرات في أن أفراد قواتنا يخرجون ليلا في زيهم. وكانوا من قبل يلجأون إلى إخفاء زيهم عند غروب الشمس. فلم يكن هناك سلام. أما الآن فنحن نفتش السيارات والمنازل ونستعيد مواد مختلفة. إنه تغيير ملموس".

وفي هذه الليلة في الصومال، خرجت الدورية المشتركة للشرطة الصومالية وشرطة أميسوم أثناء مباراة لكرة القدم على ضوء القمر، في أحد الشوارع الجانبية الخالية من المارة، في إشارة واضحة على أن الأمور قد تغيرت بالفعل في مقديشو. فقد كانت حركة الشباب، في وقت ما، قد حظرت لعب كرة القدم. وقد اعتبرت هذه الليلة من الأوقات المضيئة بالنسبة قوات الشرطة الصومالية ونظرائهم من البعثة الأفريقية الذين يقضون عادة نحو ست ساعات كل ليلة في القيام بجولاتهم. والحديث للقائد النيجيري بوحدة الشرطة التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي:

"إنهم سيتجهون إلى الأرجاء المظلمة، ويفتشون المكان، فإذا رأوا أحدا، فسوف يعتقلونه. سيتوقفون عند كل تقاطع فهذا المكان هام، سيتوقفون؛ ويجرون بعض البحث، وبعد ذلك سنواصل دوريتنا".

إن قوات الشرطة الصومالية مازال أمامها طريق طويل قبل أن تتمكن من العمل بشكل مستقل. من جانبها، تلتزم بعثة الاتحاد الأفريقي بمساعدتها على تحقيق ذلك من خلال توفير التدريب والدعم التشغيلي. ولكن هناك حاجة ماسة لمساعدة أكبر فيما يتعلق بالأسلحة والمعدات والمركبات وغيرها من المواد.

ولكن هذه الليلة، هناك وقت لقليل من الاحتفال في الشوارع، قبل أن تواصل الدورية المشتركة تحركها. فالرحلة إلى السلام الدائم والاستقرار في الصومال قد بدأت بشكل جدي.