تحتل هايتي مكانا خاصا على أجندة جهود الأمم المتحدة في مجالات التنمية وإعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية، وزادت أهمية تلك الجهود بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في الثاني عشر من يناير كانون الأول عام 2010. ومع الذكرى السنوية الثالثة للزلزال نخصص هذه الحلقة من سلسلتنا الأسبوعية عن المرأة للتعرف على حقوق النساء في هايتي وجهود واحدة من أبرز النشطاء هناك.

صوت لا يمر بدون أن يسمع ناقلا معه رسالته....باربرا غييوم الشاعرة والمطربة والناشطة الهايتية تغني مع زملائها أغنية One Woman التي ترددت في أرجاء الأمم المتحدة في مراسم تدشين هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فبراير شباط عام 2011.

"الغناء بالنسبة لي أداة عظيمة لنقل رسالتي ولجعل الناس يفهمون ما أريد."

تعمل غييوم على تعزيز صحة وسلامة ورفاه النساء في هايتي، وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في يناير كانون الثاني عام 2010 قامت مؤسسة (نحن ننهض) التي شكلتها غييوم وثلاث أميركيات بافتتاح عيادة طبية.

قدم أطباء أجانب وهايتيون علاجا مجانيا لنحو مائتي شخص يوميا، ووفقا لباربرة غييوم كانت العيادة تركز في البداية على صحة النساء قبل أن توسع نشاطها.

"كانت في البداية عيادة من أجل المرأة، ولكن بعد الأخذ في الاعتبار واقع المنطقة أصبحت العيادة للنساء والأطفال والأسرة بأسرها، إنها تتعامل مع كل ما يتعلق بأمراض النساء."

يقطن في المنطقة التي توجد بها العيادة نحو ثمانية آلاف أسرة، وتعد أمراض سوء التغذية والالتهابات الجلدية من أكثر الأمراض انتشارا.

أتت هذه السيدة إلى العيادة لعلاج طفلها:

"جئت مع طفلي الذي كان يعاني من الحمى والإنفلونزا والمغص، وأيضا خلال أشهر حملي اعتدت على المجيء إلى هنا وكنت أتلقى العلاج، وأعتقد أن العيادة تقدم خدمة جيدة."

تستقبل العيادة أيضا سيدات من ضحايا العنف الأسري، وفيما تخاف الكثيرات من الضحايا التوجه إلى الشرطة لتقديم بلاغات فإنهن يذهبن إلى العيادة للحصول على الرعاية الصحية.

إحدى أولئك السيدات ماري لين بريس:

"لعلاج إصاباتي كنت سأتكلف الكثير من المال إذا ذهبت إلى المراكز الصحية، ولكنني أشكر الله لوجود هذه العيادة حيث أجد الرعاية والدواء مجانا."

وفي المبنى المجاور للعيادة افتتحت الناشطة الهايتية باربرا غييوم مركزا للتعليم يقدم دروسا مجانية لتعليم اللغة الإنجليزية لتأهيل السكان لسوق العمل.

وتواصل غييوم عملها في مجال حقوق المرأة، فتلتقي مرة كل شهرين مع المدربين القائمين على دورة لتمكين النساء لتعليم المرأة كيفية التعامل مع العنف الأسري وحقوق الإنسان والصحة وسوء التغذية وغيرها من الأمور المهمة.

وفي يوم السبت من كل أسبوع تشارك فتيات المنطقة  في دروس تربية مدنية بمقر منظمة (نحن ننهض)، وخلال الدروس تتمكن الفتيات من التعبير عن أنفسهن وإيجاد آذان صاغية متفهمة تقدم لهن النصح والمشورة.