منظور عالمي قصص إنسانية

نفذت منظمة اليونيسيف وشركاؤها عملية كبيرة لتوزيع المساعدات في شرقي الكونغو الديموقراطية

نفذت منظمة اليونيسيف وشركاؤها عملية كبيرة لتوزيع المساعدات في شرقي الكونغو الديموقراطية

تنزيل

سمح توقف أعمال العنف في شرقي جمهورية الكونغو الديموقراطية لمنظمة اليونيسيف وشركائها بتوزيع مواد الإغاثة للعالقين في دوامة النزوح المتكرر. التفاصيل في التقرير التالي.

يصطف الكثيرون من النساء والرجال والأطفال في طابور طويل بموقع بولينغو للمشردين داخليا بالكونغو الديموقراطية انتظارا لتلقي المساعدات.

فتصاعد العنف بمقاطعة كيفو الشمالية أجبر أكثر من مائة وثلاثين ألف شخص على الفرار من ديارهم بحثا عن الأمان في مواقع المشردين داخليا مثل بولينغو أو مع الأسر المضيفة.

تعيش فيبي البالغة من العمر أربعة وستين عاما مع ابنتيها وحفيدها الرضيع. اضطرت السيدات الثلاث إلى السير لمدة أسبوعين قبل الوصول إلى غوما عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية.

"غادرنا بلدة بينغا في سبتمبر أيلول، لأن القتال قد اندلع عندما وصلنا هناك فاضطررنا إلى المغادرة والمجيء إلى هنا."

غالبا ما يكون المشردون داخليا عالقين في دوامة النزوح المتكرر بسبب زيادة مخاطر امتداد الصراع والعنف إلى مجتمعاتهم أو تقلص الموارد المتاحة لهم.

ومرة أخرى واجهت فيبي وأفراد أسرتها نفس المصير، إذ لم تتمكن الأسرة  الفقيرة التي استضافتهم من إعالتهم.

"كنا نقيم مع جيراننا، ولكننا لم نجد ما نأكله وحتى الماء كنا نشتريه، لذا رحلت أنا وأسرتي إلى هذا المخيم."

توفير الطعام للأسرة بدون توفر أواني الطهي يعد أحد التحديات الكثيرة التي يواجهها المشردون داخليا، ويزيد موسم الأمطار وفرار الكثيرين بدون مقتنياتهم المعاناة.

وهنا يقول أولريتش فاغنر خبير الطوارئ في اليونيسيف.

"نحن في موسم الأمطار، وكما ترون فإن السماء ملبدة بالغيوم، وقد هطل المطر اليوم وسيهطل الليلة، لذا يجب أن يتوفر للناس أماكن للإيواء وخاصة الأطفال المعرضين بشكل أكبر للإصابة بالالتهابات."

على مدى أسابيع عرقل انعدام الأمن والهجمات على السكان وعمليات النهب المسلحة توزيع مواد الإغاثة.

ولكن الهدوء الذي شهدته الفترة الأخيرة سمح لمنظمة اليونيسيف وشركائها بتوزيع مواد الإغاثة مثل الأغطية البلاستيكية والبطانيات والملابس.

وتعد العملية، التي وصفت بأنها معضلة لوجيستية، أكبر عمليات توزيع المواد المنزلية خلال السنوات الأخيرة في كيفو الشمالية.

شاركت في التوزيع منظمة أوكسفام، وأكد طارق ريبيل منسق البرنامج الإنساني في المنظمة على الأهمية البالغة التي تمثلها تلك المواد للأسر.

" أوكسفام هي جزء من برنامج توزيع المواد غير الغذائية الذي نظمته اليونيسيف، نوزع على كل أسرة طرد يحتوي على المواد الأساسية مثل البطانيات والخيام وأدوات الطهي وأشياء من هذا القبيل التي تحتاجها الأسر لتتمتع بالاكتفاء الذاتي."

وبدورها تؤكد فيبي بوشو أهمية تلك المواد بالنسبة لها ولأسرتها.

" إن هذا القماش سيساعدني في تغطية الخيمة، لتتوفر لي الحماية من الشمس وليقلل الضوضاء القادمة من الخارج. إن أواني الطهي أيضا تعني أنني لست مضطرة للتجول بالخارج بحثا عن الطعام وهذا أمر مهم جدا."

بدأت عملية التوزيع في أواخر ديسمبر كانون الأول بالتعاون بين ثلاث عشرة منظمة مجتمع مدني دولية ومحلية وأربع وكالات تابعة للأمم المتحدة.

وستسهم تلك المساعدات في تخفيف معاناة أولئك المشردين داخليا، ولكن يبقى أكثر ما يحتاجونه هو الحماية وخاصة أثناء الليل حيث تقع معظم الحوادث التي تهدد سلامتهم.