منظور عالمي قصص إنسانية

دراسة حديثة تظهر أن تطبيق تدابير بسيطة لتحسين المرور ينقذ حياة البشر ويعود بفوائد اقتصادية على المجتمع

دراسة حديثة تظهر أن تطبيق تدابير بسيطة لتحسين المرور ينقذ حياة البشر ويعود بفوائد اقتصادية على المجتمع

تنزيل

أكدت منظمة الصحة العالمية أن التدابير البسيطة التي تتخذها الدول لمنع حوادث الطرق لا تنقذ فقط أعدادا كبيرة من الأرواح بل وتوفر مبالغ كبيرة من المال تعود بكثير من المزايا على المجتمع بأسره.

التفاصيل في التقرير التالي.

أجرت منظمة الصحة العالمية دراسة حول فعالية التدابير التي طبقت في مدينة كاتالونيا في إسبانيا في الفترة بين عامي 2000 و2010 للحد

 من حوادث الطرق.

ومن تلك التدابير زيادة دوريات الشرطة وفرض الغرامات وتحسين البنية الأساسية للطرق.

في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة تتحدث آنا غارسيا ألتيس الخبيرة الاقتصادية في مجال الصحة عن نتائج الدراسة:

"بين عامي 2000 و2010 تراجع عدد حوادث الطرق بنحو ستة وعشرين ألفا، وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن مثل تلك الحوادث بثلاثة آلاف. في كثير من المناطق وفي كاتالونيا بالتحديد تعد حوادث الطرق سببا رئيسيا في الوفاة، وقد زاد الضغط خلال السنوات العشر الأخيرة لوضع التدابير الكفيلة بخفض عدد تلك الحوادث، فتم اتباع سياسات كثيرة خلال العقد الماضي لمحاربة هذا السبب الرئيسي للوفاة."

شملت التدابير أيضا وضع إجراءات قانونية منذ عام 2006 لتغريم من يكررون المخالفات المرورية بنظام حساب النقاط الذي قد يؤدي إلى سحب رخصة القيادة، ونشر أجهزة مراقبة السرعة بأنحاء المدينة، والإلزام بوضع حزام الأمان في السيارات وارتداء الخوذات أثناء قيادة الدراجات النارية، وتحويل بعض المخالفات إلى جرائم جنائية.

أما عن استجابة سكان المدينة لتلك الإجراءات فقالت آنا غارسيا ألتيس كبيرة واضعي الدراسة.

"كان الناس واعين بأن حوادث الطرق تعد مشكلة خطيرة بالنسبة للصحة العامة، وفي نفس الوقت تفهمت شركات صناعة السيارات المشكلة واكتسبت كل الأمور المتعلقة بالسلامة على الطرق شعبية على مختلف المستويات، وأصبح التزام الحيطة أثناء القيادة أمرا طبيعيا."

وتؤكد الخبيرة الاقتصادية في مجال الصحة السيدة غارسيا أن الدراسة كشفت أن للحد من حوادث الطرق فوائد اقتصادية واسعة تعود على المجتمع ككل. 

"يعود ذلك لسببين، أولا إذا قل عدد المصابين فسيقل عدد المترددين على المستشفيات والمحتاجين لخدمات إعادة التأهيل وبالتالي تتراجع التكلفة المادية التي تتكبدها المستشفيات وخدمات الرعاية الصحية طويلة الأمد بشكل عام. السبب الثاني هو إنقاذ حياة ثلاثة آلاف شخص، كما حدث خلال عشر سنوات في كاتالونيا، هناك عائد مادي كبيرة أيضا ينجم عن ذلك."

وقالت غارسيا إن على الدول الأخرى الاستفادة من تجربة مدينة كاتالونيا لأن الحوادث المرورية من الأسباب الرئيسية للوفاة في كثير من دول العالم.