منظور عالمي قصص إنسانية

دعوة دولية لتيسير الوصول الإنساني السريع والمستدام إلى جميع أنحاء سوريا

رجل في إحدى مناطق شمال غرب سوريا يتابع عملية البحث عن أقاربه تحت ركام المباني المهدمة بسبب الزلزال
© UNICEF/Hasan Belal
رجل في إحدى مناطق شمال غرب سوريا يتابع عملية البحث عن أقاربه تحت ركام المباني المهدمة بسبب الزلزال

دعوة دولية لتيسير الوصول الإنساني السريع والمستدام إلى جميع أنحاء سوريا

المساعدات الإنسانية

بصفتهما حاملتي القلم في الملف السوري الإنساني، دعت كل من البرازيل وسويسرا، إلى ضمان الوصول الإنساني السريع والمستدام وبدون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا، عقب الزلزال المدمر.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده صباح اليوم الجمعة، الممثل الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة، السفير رونالدو كوستا فيلهو، والممثلة الدائمة لسويسرا لدى الأمم المتحدة، السفيرة باسكال بيريسويل، اللذان رحبا بقرار الأمين العام أنطونيو غويتيريش إيفاد وكيله للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إلى المنطقة لتقييم الوضع عن كثب.

كما طلبا عقد جلسة لمجلس الأمن في أقرب فرصة سانحة للاستماع إلى غريفيثس بعد عودته واتخاذ التدابير المناسبة لمساعدة الشعب السوري بناء على تقييم وكيل الأمين العام.

المندوبان الدائمان لسويسرا والبرازيل، يتحدثان أمام الصحفيين بصفتهما حاملي القلم في الملف الإنساني السوري
UN News

دعوة لمنح حق الوصول عبر الحدود وعبر الخطوط

وقالت الممثلة الدائمة لسويسرا لدى الأمم المتحدة، السفيرة باسكال بيريسويل، للصحفيين اليوم إن الزلزال الذي ضرب جنوب وتركيا وأصاب بشكل مباشر شمال سوريا يوم الاثنين السادس من شباط / فبراير، "مأساة مفجعة وسط الأزمة الإنسانية السورية".

وأعربت عن تعاطف وتضامن حكومتي البرازيل وسويسرا مع جميع المتضررين من الزلزال وأسرهم. كما أعربت عن التقدير الكبير لجميع أولئك الذين، على الرغم من فقدان الزملاء أو أفراد الأسرة، يواصلون العمل بلا كلل وفي ظل أصعب الظروف لمساعدة المتضررين.

وقالت: "لسنوات استمر الوضع الإنساني في سوريا في التدهور. إذ تفاقمت المعاناة بسبب الصراع الذي طال أمده بسبب انعدام الأمن الغذائي، وجائحة كوفيد 19، والوضع الاقتصادي الحرج، وأزمة المياه، وتفشي الكوليرا، ونقص الطاقة الشتوي القاسي على سبيل المثال لا الحصر".

وشددت على أنه "وبينما نستجيب لهذه الحالة الطارئة، من الضروري أن نتذكر أيضا تلبية الاحتياجات الموجودة مسبقا ومواصلة الاستجابة لها أيضا".

وعلاوة على الوضع السيئ جدا بالفعل، أودى الزلزال بحياة آلاف آخرين، وترك المزيد من الناس دون مأوى مناسب معرضين لظروف الطقس القاسية، بما في ذلك تساقط الثلوج.

ولفتت الدبلوماسية السويسرية الانتباه إلى أنه مع استمرار جهود الإنقاذ، يستمر عدد القتلى والجرحى في الارتفاع، فضلاً عن الاحتياجات على الأرض، والتي كانت مرتفعة أصلا. وفي هذا السياق حثت باسم حكومتي البرازيل وسويسرا "جميع الأطراف على تسهيل وصول جهود الإغاثة والسماح بوصول المساعدة إلى جميع المحتاجين".

وقالت:  "يجب منح وصول سريع ودون عوائق ومستدام في جميع أنحاء سوريا. هناك حاجة إلى جميع طرق الاستجابة للوصول إلى المحتاجين- عبر الخطوط وعبر الحدود".

تغليب الاحتياجات الإنسانية على السياسة

من جانبه قال الممثل الدائم للبرازيل إن "احتياجات الشعب السوري في مقدمة ما يشغل بالنا"، موضحا أن البعثتين البرازيلية والسويسرية تواصلتا مع جميع أصحاب المصلحة منذ مطلع الأسبوع.

وقال: "وإذ نؤكد من جديد على القرار 2672 الذي اعتمد بالإجماع، فإن جميع وسائل إيصال المساعدات ضرورية لإنقاذ الأرواح ومساعدة المدنيين في جميع أنحاء سوريا".

وقرر مجلس الأمن، في قراره 2672، تمديد العمل بإجراءات أقرها في قراره 2165 الصادر عام 2014 بشأن معبر باب الهوى الحدودي، لمدة ستة أشهر حتى 10 تموز/يوليو.

والإجراءات المشار إليها في القرار 2165 تتعلق بالإذن للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها باستخدام الطرق عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية ومنها باب الهوى، من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سائر أنحاء سوريا.

كما أكد على ما جاء أمس على لسان الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ألا وهو وجوب "تغليب الاحتياجات الإنسانية على السياسة"، مرحبا في هذا الصدد بإعادة تأهيل الوصول إلى معبر باب الهوى، وكذلك بوصول أول قافلة إغاثة أممية أمس إلى شمال غرب سوريا.

وقال: "يوفر هذا بصيص أمل تمس الحاجة إليه".

وأثنى أيضا على قرار الأمين العام إرسال وكيله للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إلى المناطق المتضررة من الزلزال.

وقال "نعتقد أن تقييم السيد غريفيثس سيلقي الضوء على آثار الكارثة على العمليات الإنسانية الأممية، بما في ذلك تلك الممنوحة بموجب القرار 2672".

ولفت الانتباه إلى أن سويسرا والبرازيل بصفتهما حاملتي القلم الإنساني، دعتا إلى عقد اجتماع في أقرب وقت ممكن، للاستماع مباشرة إلى السيد غريفيثس بعد زيارته للمنطقة.

الاسترشاد بحتمية تلبية احتياجات المتضررين

وردا على سؤال حول ما إذا كان مجلس الأمن يعمل على استصدار قرار لفتح معبر آخر أو اثنين عبر الحدود، قالت ممثلة سويسرا:

"كما قلنا للتو بصفتنا حاملي القلم، فقد دعونا لعقد اجتماع لمجلس بشأن الوضع الإنساني في سوريا. على وجه التحديد، نريد أن نسمع من السيد غريفيثس في أقرب وقت ممكن، -من الممكن أن يكون ذلك بداية الأسبوع المقبل- عن زيارته إلى المنطقة".

وأكدت للصحفيين: "نحن على استعداد لتسهيل الاتفاق على إجراءات أخرى من قبل المجلس إذا لزم الأمر. لن نسترشد إلا بحتمية تلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المتضررين".

أما عن فائدة الانتظار إلى حين عودة غريفيثس من المنطقة في الوقت الذي قال فيه الأمين العام إن الاحتياجات كبيرة وإن تقديم المساعدة يجب أن يتم في أسرع وقت ممكن، فأجاب مندوب البرازيل قائلا:

"القرار بشأن ما يجب القيام به لمساعدة الجهود الإنسانية يعتمد على معلومات موثوقة. ولذلك، فإن زيارة وكيل الأمين العام غريفيثس أمر أساسي. سيجري غريفيثس تقييماً فعالا للوضع: أين تكمن الاختناقات التي تحول دون تقديم المساعدة؟ وكيف يمكن لأعضاء المجلس أن يعالجوا ذلك على أفضل وجه؟ لذلك للأسف، علينا العمل بناء على المعلومات".