منظور عالمي قصص إنسانية

الفيضانات السورية: المنظمات الإنسانية تعمل على مدار الساعة لمواكبة الأزمة وتقديم الإغاثة العاجلة

الفيضانات تغمر مخيمات للنازحين داخليا في سوريا في كانون الثاني/يناير 2021.
UNOCHA
الفيضانات تغمر مخيمات للنازحين داخليا في سوريا في كانون الثاني/يناير 2021.

الفيضانات السورية: المنظمات الإنسانية تعمل على مدار الساعة لمواكبة الأزمة وتقديم الإغاثة العاجلة

المهاجرون واللاجئون

في ظل القتال المستمر والنزوح وتفاقم الأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد-19، تواجه سوريا درجات حرارة منخفضة وفيضانات، بما يؤدي إلى تدهور الأوضاع كما قال المسؤول الأممي مارك كتس للصحفيين يوم الجمعة مضيفا أنها "أزمة تزداد سوءا".

وفي مؤتمر صحفي من جنيف، تطرق مارك كتس، وهو نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية، للأزمات المتلاحقة في سوريا: المياه الملوثة، ودرجات حرارة أقل من التجمد؛ الأطفال وكبار السن والحوامل الذين تقطعت بهم السبل في المناطق النائية الموحلة؛ علاوة على انقطاع الآلاف عن الخدمات والدعم لأيام.

وقال كتس: "إن توفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة وإمدادات الإغاثة الأخرى مشروع ضخم سيستمر لأشهر"، في الوقت الذي يعمل فيه العاملون في المجال الإنساني "على مدار الساعة" لإعادة فتح طرق الوصول وتقديم الإغاثة الطارئة من الآثار الكارثية التي أحدثتها الفيضانات الأخيرة على النازحين الذين يعيشون في المخيمات شمال غرب سوريا.

وأضاف كتس يقول: "الحقيقة هي أن الناس في هذه المنطقة يواجهون وضعا كارثيا. الناس في هذه المخيمات يائسون والعاملون في المجال الإنساني غارقون في أزمة حذرت الأمم المتحدة من قدومها".

سيّدة تحاول إنقاذ حاجياتها بعد أن أغرقت الفيضانات مخيمها الواقع في شمال غرب سوريا في كانون الثاني/يناير 2021.
UNICEF/Khaled Akacha
سيّدة تحاول إنقاذ حاجياتها بعد أن أغرقت الفيضانات مخيمها الواقع شمال غرب سوريا في كانون الثاني/يناير 2021., by UNICEF/Khaled Akacha

تدهور الأوضاع

تشير أحدث التقارير إلى مقتل طفل وإصابة ثلاثة أشخاص على الأقل بسبب الأمطار الغزيرة والرياح العاتية شمال غرب سوريا حيث يحاول العاملون في المجال الإنساني الوصول إلى المجتمعات المتضررة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، لحقت أضرار بالغة بحوالي 121 ألف شخص في 304 موقع وتضررت أو دمرت أكثر من 217 ألف خيمة.

وقال مارك كتس: "إنني قلق للغاية بشأن التأثير المدمر للفيضانات الأخيرة على النازحين الذين يعيشون في مخيمات شمال غرب سوريا".

وأشار إلى أن الأشخاص الذي كانوا يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة قد جُرفت مخزوناتهم الغذائية وحاجياتهم المنزلية وغيرها من الممتلكات الشحيحة أصلا.

مليون نازح من العام الماضي

بحسب أوتشا، بشكل عام هناك حوالي 2.7 مليون نازح في آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة في إدلب وأجزاء أخرى من شمال غرب سوريا – بما في ذلك 1.6 مليون منتشرون في أكثر من 1,300 مخيم وموقع غير رسمي – ولا توجد مرافق صحية أو مدارس أو غيرها من المرافق الضرورية للجميع.

وتابع كتس يقول: "العام الماضي فقط، نزح مليون شخص في هذه المنطقة بسبب القتال. لا يزال الكثير منهم يعيشون تحت أشجار الزيتون على جنبات الطرق، حيث لا توجد مخيمات كافية لإيواء جميع هؤلاء الأشخاص"، مشيرا إلى أن الاستجابة الدولية لم تواكب حجم الأزمة.

كوفيد-19 يفاقم الأوضاع

بصرف النظر عن الفيضانات، حتى تاريخ 26 كانون الثاني/يناير، تم تأكيد نحو 21 ألف حالة إصابة بمرض كـوفيد-19 شمال غرب سوريا.

وقال كتس: "على الرغم من الانخفاض في الحالات الجديدة، فإن عدد الوفيات ارتفاع بنحو 46% - إلى 380 وفاة - منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر".

انتهاكات لوقف إطلاق النار

صف مدرسي في مدرسة ثانوية للبنات، تعرّض للهجوم بسبب القتال في سوريا في آذار/مارس 2020.
UNICEF/Ali Haj Suleiman
صف مدرسي في مدرسة ثانوية للبنات، تعرّض للهجوم بسبب القتال في سوريا في آذار/مارس 2020., by UNICEF/Ali Haj Suleiman

وفقا للمسؤول الأممي، مع اقتراب سوريا من العام العاشر للصراع، أجبِر 12 مليون شخص على ترك منازلهم، مما جعلها أكبر أزمة نزوح في هذا القرن.

وعلى الرغم من أن القصف وغيره من الأعمال العدائية لا تزال أقل بكثير مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي – قبل وقف إطلاق النار – فقد استمر القصف المدفعي وما شابه ذلك في التأثير على المجتمعات المحلية، مما تسبب في وقوع إصابات في أنحاء الشمال الغربي طوال شهر كانون الثاني/يناير، بما في ذلك منطقة إدلب.

وشدد كتس على أن المطلوب قبل كل شيء إنهاء الصراع: "في حالة عدم وجود حل سياسي، يجب علينا ضمان الوصول والتمويل الضروريين للاستجابة الإنسانية المستمرة".

واختتم تصريحاته بالقول: "مهما كانت الأزمة الإنسانية كبيرة، يتفق الجميع على أن الحلول في نهاية المطاف سياسية وليست إنسانية".