منظور عالمي قصص إنسانية

نعمت، ذات 11 ربيعا، لاجئة سورية في الأردن، رغم المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقها لم تفقد الأمل بالتحليق عاليا..

غادرت نعمت وطنها سوريا بسبب الحرب عندما كان عمرها أربع سنوات
Video Screen Shot
غادرت نعمت وطنها سوريا بسبب الحرب عندما كان عمرها أربع سنوات

نعمت، ذات 11 ربيعا، لاجئة سورية في الأردن، رغم المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقها لم تفقد الأمل بالتحليق عاليا..

المهاجرون واللاجئون

يصادف هذا الأسبوع مرور تسع سنوات منذ بدء النزاع في سوريا، المدة التي أثرت بشدة على حياة ملايين السوريين العاديين الذين شهدوا على فقدان أحبائهم ودمار منازلهم وتفكك أسرهم وتعليق حياتهم.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك 5.5 مليون لاجئ سوري مسجل يعيشون في الدول المضيفة الرئيسية في المنطقة - تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. تتجاوز نسبة اللاجئين الذين يعيشون تحت خط الفقر 60 في المائة في العديد من هذه البلدان، في حين أن أكثر من ثلث الأطفال اللاجئين خارج المدرسة. كما تسببت الأزمة التي طال أمدها في ضغوط هائلة على موارد المجتمعات المحلية التي تستضيفها بسخاء.

طفلة سورية تتولى مسؤوليات جسام

نعمت، تبلغ من العمر 11 عاما، وهي لاجئة سورية من حمص تعيش في الأردن.

"عمري 11 عاما، لكني أشعر أنني أبلغ من العمر 100 عام"، تقول نعمت... لقد جعلتها الحرب تتولى مسؤوليات تتجاوز سنها.

ففي صباح كل يوم من أيام الأسبوع بعد مغادرة والدتها إلى العمل، تغير نعمت حفاض شقيقها الأصغر "إبراهيم"، وتطعمه زجاجة من الحليب. تعلق نعمت على ذلك قائلة: "أخي الصغير لا يناديني "أختي"، بل يناديني ماما".

تعتني نعمت بشقيقها الصغير أثناء غياب والدتها عن المنزل
Video Screen Shot
تعتني نعمت بشقيقها الصغير أثناء غياب والدتها عن المنزل

 

ثم تعد نعمت وجبة فطور بسيطة لتشاركها مع شقيقيها الآخرين قبل تنظيف البيت وتجهيز حقائبهما ومن ثم توصليهما إلى موقف الباص للحاق بحافلة المدرسة.

وتوضح نعمت: "بسبب وضعنا هذا، يجب أن أدعم والديّ وأشقائي. ليس لديهم أي شخص آخر. أنا الأكبر سنا بينهم". وتشير نعمت إلى أن والدها مريض وغير قادر على العمل، وبالتالي تعمل والدتها في تنظيف المنازل لساعات طويلة لتأمين قوت العائلة.

وتشير فاطمة الشيخ، والدة نعمت، إلى أنها أحيانا تشعر أن ابنتها تكبرها سنا. فهي تقدم لها النصائح في بعض الأحيان. ولكن على الرغم من المسؤولية الملقاة على عاتق هذه الطفلة، ووعيها غير المعتاد بالنسبة لطفلة تبلغ من العمر 11 عاما فقط، إلا أن عزمها، جعلها تتفوق في المدرسة لتكون الأولى على دفعتها في الكثير من المواد.

وتضيف والدة نعمت: "عندما أعود إلى بلدي، سأتولى أنا المسؤولية. سأقول لها اتركي كل شيء وركزي على دراستك. أريدها أن تكون متفوقة على الجميع".

اليأس ليس خيارا أمام نعمت

تذهب نعمت وأشقاؤها إلى الدوام المسائي في المدرسة. حيث توفر الأردن لهم تعليما مجانيا، وتستعين الأسرة بمساعدات المفوضية النقدية لدفع ثمن مواصلات حافلة المدرسة.

تقوم نعمت بإيصال أخوتها إلى المدرسة كل يوم
Video Screen Shot
تقوم نعمت بإيصال أخوتها إلى المدرسة كل يوم

وأعربت نعمت بقولها: "لقد فقدت جزءا من طفولتي، ولكنني لم أفقد الجزء الآخر، مثل التعليم والدراسة وبناء المستقبل. فأنا لن أيأس".

غادرت نعمت سوريا عندما كانت في الرابعة من عمرها.. شكلت الحرب معظم ذكرياتها، كما تقول مشيرة إلى أن الحرب غيرت أشياء كثيرة في وطنها: "دمرت المدارس، والمباني، والمنازل. بالكاد يوجد أي مكان للعيش هناك. " ولكن وبالرغم من ذلك، لم تستطع الحرب أن تهزم روحها. فنعمت متفائلة بمستقبل جميل وحياة جميلة، فهي تتغلب على الكثير من الصعوبات والتحديات التي تواجهها.

نعمت، لاجئة سورية، تساعد أخوتها في دراستهم
Video Screen Shot
نعمت، لاجئة سورية، تساعد أخوتها في دراستهم

وتطمح نعمت بأن تصبح سائقة طيارة في المستقبل: "أتخيل الكثير. أفكر كثيرا عندما أكون لوحدي. أتخيل كيف سأطير فوق السماء. لابد أنه شعور جميل، مثل شعور الطائر عندما يحلق عاليا!!"