منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19 وفرص التدريب في الأمم المتحدة: تجربة شابة مغربية

ياسمين وباهي متدربة بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
Yasmine Oubahi
ياسمين وباهي متدربة بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

كوفيد-19 وفرص التدريب في الأمم المتحدة: تجربة شابة مغربية

شؤون الأمم المتحدة

توفر الأمم المتحدة من خلال التدريب الذي تقدمه فرصة مهمة للشباب لاكتساب خبرات في مجالات عديدة، إذ يمنح التدريب هؤلاء الشباب فرصة للاطلاع عن قرب على بيئة العمل اليومية داخل أروقة الأمم المتحدة، بما يتيح لهم فرص التطور على الصعيد المهني.

بسبب انتشار جائحة كورونا، تحول التدريب، ليكون افتراضيا، عن طريق تقنيات التواصل عن بعد عبر الإنترنت.

ولكن ما الفرق بين التدريب قبل وبعد انتشار هذه الجائحة الصحية العالمية؟ في هذا اللقاء تحدثنا إلى ياسمين وباهي، وهي ناشطة شابة في مجال حقوق الانسان وصحفية مختصة في مواضيع الهجرة، عن تجربتها.

تتلقى ياسمين وباهي حاليا تدريبا عن بُعد بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في مدينة جنيف السويسرية. وكانت قد تلقت في السابق تدريبا بالأونكتاد، مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

تقول ياسمين إنها اختارت اجتياز هذه التدريبات المهنية لأنها تعتبر أن العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة عمل نبيل ويتوافق مع أهدافها وطموحاته في المساهمة في إحداث تغيير ايجابي بالعالم.

بداية لو تعطينا نبذة قصيرة عنك؟

أنا حاليا متدربة في قسم الإعلام بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. أعمل أيضا متطوعة مع حملة الأمم المتحدة المعروفة باسم "اعملوا من أجل سيادة حكم القانون".

أنا مهتمة بموضوع حقوق الإنسان وعضوة في مجموعة من المنظمات. اشتغلت بمكتب مبعوثة الاتحاد الأفريقي للشباب لأزيد من عام، مسؤولة عن الإعلام ومستشارة خلال حملة حوار الأجيال: شباب أفريقيا يسكتون البنادق.

بصفتي صحفية، أكتب العديد من المقالات في مجال حقوق الإنسان وبالذات في موضوع حقوق المرأة والشباب والمهاجرين واللاجئين.

ياسمين وباهي متدربة بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
Yasmine Oubahi
ياسمين وباهي متدربة بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

 

أنت الآن متدربة عن بعد مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في جنيف. من منطلق تجربتك حدثينا كيف أثرت جائحة كورونا على فرص الشباب للتدريب؟

كان من المفترض أن أذهب إلى جنيف للتدريب، ولكن بعد انتشار جائحة كورونا أحسست أن كل الأفكار والمشاريع قد اختفت نوعا ما. كنت خائفة من أن يُلغى التدريب بشكل كامل، لأنها فرصة مهمة وقد ثابرت حتى أحصل عليها.

لقد اجتزت امتحانا كتابيا ثم بعد ذلك شفهيا. وقد أمضيت وقتا طويلا في التحضير للامتحان. وبعد ذلك شعرت بالسعادة بعد أن علمت أن التدريب مستمر عن بعد. أعتقد أن استمرار التدريب والعمل داخل الأمم المتحدة يعد أمرا مهما جدا برغم كل الظروف الصحية التي تحدث وما يطرأ معها من مشاكل، ولكن على أي حال كانت هناك مجموعة من العقبات ولكن رغم ذلك تعلمت ولا زلت أتعلم العديد من الأمور.

Soundcloud

 

دائما أقول إن التدريب داخل الأمم المتحدة هو أفضل تدريب يستحقه كل شاب وشابة، لماذا؟ لأنك تُعامل بالكثير من الاحترام والتقدير وتجد الكثير من التشجيع وتتعلم الكثير من الأمور. لذلك فهي دائما تجربة مهمة.

طبعا هناك العديد من الأمور التي لا أحصل عليها بصفتي متدربة عن بعد، مثلا، لا ألتقي بالأشخاص ولكن رغم ذلك ما زلت قادرة على تكوين العديد من العلاقات الاجتماعية والمهنية الرائعة وكذلك الصداقات. لا زلت أستطيع ان أعمل وأشارك أفكاري مع العديد من الأشخاص رغم أننا لا نلتقي وجها لوجه لكن أعتقد أن هذه هي قوة عصر التكنولوجيا الذي نعيشه. هذه هي قوة وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد تفاجأت بأنني لم أجد أي صعوبات بل لا زلت أرى أنها فرصة رائعة للغاية تساعدني في أن أصبح أفضل. فأنا أتعلم يوميا مهارة جديدة. المشاكل التي تواجهني تقنية بحتة مثلا عند انقطاع الإنترنت أحيانا.

لقد فاجأني كيف أن الأمم المتحدة وبرغم كل المشاكل استطاعت أن تهتم وبشكل كبير بكيفية التواصل، فهي تستغل مجموعة من البرامج حتى نستطيع أن نتواصل بدون حدوث أي مشكلة. لذا فهي تعد تجربة رائعة رغم كل الظروف.

حدثينا عن عملك اليومي خلال فترة التدريب؟

لدي مجموعة من المهمات التي أقوم بها. أشتغل على الترجمة من وإلى العربية، الإنجليزية، والفرنسية، وكذلك لا زلت أتعلم الإسبانية. أشتغل على مجموعة من الحملات وأشرف كذلك على العديد من البرامج والندوات، قمت مؤخرا بالإشراف على حملة "اعملوا من أجل سيادة حكم القانون" تحت وسم "لا مكان للعنف"، احتفالا بحملة الـ 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.

أعمل حاليا على حملة أخرى بعنوان "دافعوا عن حقوق الإنسان"، التي جاءت احتفاء بيوم حقوق الإنسان.

هذا بالإضافة إلى إدارة مواقع التواصل الاجتماعي. لقد قمت بذلك أثناء فترة التدريب مع الأونكتاد، وأقوم به حاليا مع مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة.

ياسمين وباهي متدربة بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
Yasmine Oubahi
ياسمين وباهي متدربة بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

 

أخيرا وما دمت صحفية مهتمة بموضوع الهجرة. الآن نلاحظ أن عددا كبيرا من الشباب من أفريقيا والوطن العربي يسلكون طرقا شاقة في سبيل الوصول إلى أوروبا، ويموت العديد منهم غرقا في البحار. كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟

باعتباري شابة، يؤسفني أن أرى أبناء قارتي أفريقيا يعانون بهذا الشكل، لكن برغم ذلك لابد أن نشير كذلك إلى أولئك الذين يسلكون الطرق الصحيحة. لدى أفريقيا حاليا أزيد من 60 في المائة من الشباب، أي أن 60 في المائة من سكانها هم من فئة الشباب. لدينا قوة بشرية رائعة يجب أن نستثمر فيها وأن نستغلها بالشكل الصحيح وأن نطورها. يجب أن نشجع الشباب.

عندما نتحدث عن العديد من المشاكل التي تتعرض لها قارتنا من بينها الفساد والبطالة والصراعات المسلحة وغيرها، أحيانا نتناسى الدور المهم الذي يمتلكه هذا التكتل الشبابي. تجب إعادة النظر في مجموعة من المخططات التي يجب أن تشجع الشباب وأن تمهد لهم الطريق. لأننا يجب علينا كذلك ألا نصور الشباب الأفريقي دائما على أنه فقير ويعاني من البطالة والفقر والجوع.

صحيح أن هذه المشاكل موجودة، ولكن كذلك هناك الجانب المشرق. هناك شباب ناجحون يكافحون، ورغم كل العقبات إلا أنهم لا يزالون يتقدمون ويبحثون عن الفرص. هؤلاء هم الشباب الذين يجب أن نشجعهم، بينما يجب أن نهتم كذلك بمن لا يجدون فرصا ملائمة تحترم كرامتهم قبل كل شيء.

لماذا قلت إن التدريب في الأمم المتحدة هو التدريب الذي يستحقه كل شاب وشابة؟ لأنه يحترم كرامة ذلكم المتدرب. لا تحس بأنك متدرب بل تحس بأنك جزء من الفريق توكل إليك مهمات كبيرة أحيانا.

هذا ما يتعين على المجتمع المدني وكافة الدول القيام به. لابد للدول أن تثق في شبابها وتشجعهم على الإبداع والابتكار.

 

كوفيد-19 وفرص التدريب في الأمم المتحدة: تجربة شابة مغربية