منظور عالمي قصص إنسانية

الأمازيغية: لغة رسمية في المغرب، تسعى للخروج من قائمة اللغات المهددة بالاندثار

جنوب جبال الأطلس الكبير في المغرب.

الأمازيغية هوية وثقافة، وقد حبا الله المغرب بالتعدد والتنوع، وفيه من يتحدثون باللغة العربية أو باللغة الحسانية وغيرها، مما يمثل فسيفساء للتنوع ويشكل غنى لهذه الدولة.

World Bank/Arne Hoel
جنوب جبال الأطلس الكبير في المغرب.

الأمازيغية: لغة رسمية في المغرب، تسعى للخروج من قائمة اللغات المهددة بالاندثار

الثقافة والتعليم

ما زالت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تضع اللغة الأمازيغية في شمال أفريقيا ضمن قائمة اللغات المهددة بالاندثار، نتيجة للإهمال الذي تواجهه اللغات القديمة عموما ولظاهرة الهجرة الواسعة التي تؤثر على المجموعات السكانية من الناطقين بها.

غير أن جهودا مغاربية حثيثة – من المجتمع المدني ومن الدولة – انطلقت منذ ثلاثينيات القرن الماضي لإعادة الاعتبار لهذه اللغة القديمة قدم التاريخ، حسبما تشرح الصحفية المغربية من أصل أمازيغي زهرة وحساين.

وتقول وحساين في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، خلال المنتدى الثامن للشعوب الأصلية في نيويورك، إن المملكة المغربية أسست المعهد الملكي للثقافة واللغة الأمازيغية عام 2001، مما ساعد إلى حد بعيد على رد الاعتبار لهذه اللغة عبر إعادة كتابتها، ونشر العديد من المخطوطات الأمازيغية القديمة والمرويات الشفاهية والشعر المكتوب بها.

ويعنى المشتغلون على إنقاذ الأمازيغية المهددة بالاندثار بتجميع تراث اللغة وموروثاتها وتقوم جهات عديدة بتنظيم المهرجانات واللقاءات والندوات، بهدف "ربط الإنسان الأمازيغي بهويته" حسبما عبرت الصحفية والناشطة وحساين:

"الأمازيغية هي هوية وثقافة، وقد حبا الله المغرب بالتعدد والتنوع، وفيه من يتحدثون باللغة العربية أو باللغة الحسانية، ولدينا سكان يهود ما زالوا يحتفظون بثقافتهم وهويتهم وعاداتهم وتقاليدهم، مما يمثل فسيفساء للتنوع ويشكل غنى لهذه الدولة".

وقد شاركت الصحفية المغربية المتخصصة والباحثة في الثقافة الأمازيغية في المنتدى العالمي الثامن عشر للشعوب الأصلية، مستعرضة تجربتها الصحافية باللغة الأمازيغية، وكيف ساهمت الصحافة الإذاعية في الحفاظ على موروث الأمازيغيين الثقافي، خصوصا في التعامل مع البيئة.

وتستعيد وحساين ذكرى بدايات الجهود المغربية للحفاظ على اللغة، حيث انطلق أول بث إذاعي قصير ناطق باللغة الأمازيغية في المغرب عام 1938 عبر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المملوكة للإعلام الحكومي، في برنامج لم تزد مدته عن 10 دقائق حينها، إلى أن وصل اليوم إلى بث متكامل يبلغ 16 ساعة في اليوم:

"لقد بدأ الإعلام الناطق باللغة الأمازيغية يشق طريقه الآن مثله مثل الإعلام الناطق بالفرنسية أو الإسبانية، وذلك بمجهودات الصحفيين والمناضلين الذي يحملون هـَم اللغة والثقافة الأمازيغية في المغرب. والإذاعة الأمازيغية لها مستمعون في كل بقاع العالم الآن، وفي زيارتي للأمم المتحدة والولايات المتحدة التقي بكثير من السكان المغاربة والأمازيغيين الذين يتابعون البرامج والأخبار".

وتقول وحساين إن سياسة التحرير الاقتصادي أتاحت الفرصة أيضا لنمو القنوات والإذاعات الخاصة، وإذاعات الإنترنت، الناطقة بالأمازيغية في المغرب بالإضافة إلى قناة تلفزيونية، بيد أنها تضيف:

"الأعلام الأمازيغي حاضر، لكن ما زالت هناك العديد من المجهودات التي يحب أن يشتغل عليها المسؤولون داخل المغرب، ويشتغل عليها كذلك الطاقم الصحفي حتى يكون لدينا إعلام عمومي وأمازيغي خاص يناسب ما يطلبه المستمعون والصحفيون أيضا".                  

وتصنف اليونسكو، منظمة الأمم المتحدة المعنية بقضايا التربية والعلم والثقافة، عددا من اللغات المهددة بالاندثار في منطقة شمال أفريقيا عموما، ومن بينها الأمازيغية المتحدثة في المغرب والجزائر وتونس.  

المزيد عن حضور اللغة الأمازيغية في المغرب في حوار أخبار الأمم المتحدة مع الصحفية المغربية من أصل أمازيغي زهرة وحساين.

Soundcloud